رئيس التحرير: عادل صبري 10:08 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

لماذا خففت واشنطن لهجتها تجاه أنقرة؟.. خبراء يجيبون

لماذا خففت واشنطن لهجتها تجاه أنقرة؟.. خبراء يجيبون

العرب والعالم

الرئيسان الأمريكي ترامب والتركي أردوغان

لماذا خففت واشنطن لهجتها تجاه أنقرة؟.. خبراء يجيبون

معتز بالله محمد 28 يوليو 2019 18:41

يثير التغير "المفاجئ" في لهجة الولايات المتحدة التصعيدية تجاه تركيا مؤخرا العديد من التساؤلات، خاصة بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب وبخلاف موقف الكونجرس بشقيه الجمهوري والديمقراطي عدم رغبة إدارته في فرض عقوبات على أنقرة بعد مضيها قدما في شراء صواريخ "إس 400" الروسية.

 

ويرجع محللون في أحاديث منفصلة لـ "مصر العربية" سر تغير تعامل واشنطن "الفظ" مع أنقرة، إلى عدة عوامل منها الثقل الذي تمثله تركيا في المنطقة وتأثيرها في عدة ملفات مهمة بالنسبة لواشنطن، فضلاً عن تراجع الأخيرة أمام إيران.

 

وقال ترامب، الجمعة، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض إنه لا يلوم تركيا على شراء منظومة "إس 400" للدفاع الجوي من روسيا.

 

واعتبر الرئيس الأمريكي أن شراء تركيا لمنظومة الصواريخ الروسية أحد المشاكل العديدة التي تركتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

 

كما امتنع ترامب عن الإجابة على أسئلة طرحها الصحفيون حول احتمالات فرض واشنط عقوبات ضد أنقرة استنادًا إلى قانون احتواء خصوم الولايات المتحدة من خلال العقوبات، والمعروف بـ "كاستا".

 

إلا أن قناة "سي إن إن" الأمريكية كانت قد كشفت الأربعاء، أن ترامب أبلغ أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ، بالبيت الأبيض، أن إدارته لا ترغب في فرض عقوبات ضد تركيا، لشرائها أسلحة روسية.

 

وأضافت القناة أن الرئيس الأمريكي ألقى باللوم على إدارة سلفه أوباما، فيما يتعلق بالقرار الذي اضطرت إدارته لاتخاذه بخصوص مقاتلات "إف 35" (مقاتلة شبحية من الجيل الخامس)  قائلا: ما زلت أريد أن أكون قادرا على بيع تلك المقاتلات لتركيا.

 

وانتقد ترامب، إدارة أوباما، وحملها مسؤولية عدم بيع منظومة صواريخ باتريوت الدفاعية لتركيا رغم إصرارها.

 

وأضاف "تركيا اضطرت إلى شراء منظومة الصواريخ من روسيا (إس- 400)، والآن لا تستطيع الولايات المتحدة بيعها مقاتلات "إف 35"، بمليارات الدولارات، بسبب شرائها (تركيا) تلك المنظومة".

 

 

تهديدات أمريكية

تأكيد ترامب أن إدارته لا تفكر حالياً في فرض عقوبات على تركيا، سبقته أنباء بثتها شبكة "بلومبرج"  في 13 من يوليو الجاري تفيد بتوصل فريق الرئيس الأمريكي إلى حزمة عقوبات لمعاقبة تركيا.

 

وقالت الشبكة الأمريكية آنذاك نقلا عن مصادر مطلعة في واشنطن لم تسمها إن الإعلان عن خطة العقوبات الأمريكية سيتم خلال أيام.

 

ولفتت إلى أن إدارة ترامب اختارت واحدة من 3 حزم من الإجراءات الموضوعة "لإحداث درجات متفاوتة من الألم" ضد تركيا بموجب قانون "كاستا"، موضحة أن الخطة تحتاج إلى موافقة ترامب.

 

لكن واشنطن لم تعلن حتى الآن أية عقوبات ضد أنقرة، بخلاف ما أعلنته وزارة الدفاع (البنتاجون) أنها ستبدأ باستبعاد تركيا رسمياً من برنامج المقاتلة F 35، وطلبت من الطيارين الأتراك المغادرة بحلول 31 يوليو الجاري.

 

 

لماذا تخشي واشنطن الـ "إس 400"؟

وفي وقت سابق من الشهر الجاري بدأت أنقرة  في تلقي أجزاء من منظومة الدفاع الجوى الروسية "إس 400"، والتى تؤكد واشنطن أنها لا تتناسب مع دور الأتراك كعضو فى حلف شمال الأطلسى "الناتو"، أو مع رغبتها فى شراء مقاتلات "إف 35" الأمريكية.

 

 

وتقول واشنطن إن منظومة الصواريخ الروسية مصممة لإسقاط طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كذلك فإنها قادرة على جمع معلومات استخباراتية حساسة قد تعرض قدرات طائرة "إف 35" للخطر.

 

وتشارك نحو  10 شركات تركية في إنتاج "إف 35"، وتزويدها بالمئات من العناصر، بما في ذلك قطع غيار لأنظمة عرض مقصورة القيادة ومعدات الهبوط.

 

أزمة ترامب

يقول الكاتب والمحلل السياسي عامر عبد المنعم إن الولايات المتحدة ورغم كل التطورات لا تريد خسارة تركيا، فالأخيرة دولة ليست صغيرة، وترجح اي حلف تنضم له، وابتعادها عن واشنطن قد يترتب عليه نتائج ليست في صالح حلف الناتو والغرب.

 

وفي حديث لـ "مصر العربية" يضيف عبد المنعم قائلاً :"كذلك ليس من مصلحة ترامب خسارة أردوغان خاصة بعد أن أدخل نفسه في معركة ضد إيران بسبب البرنامج النووي للأخيرة وخسرها".

 

واعتبر أن خسارة الرئيس الأمريكي معركة إيران كشفت ضعف واشنطن وعزلتها، لاسيما بعد أن نجحت طهران في تحويل المعركة إلى أمن الملاحة في الخليج، الأمر الذي دفع ترامب إلى التراجع والبحث عن مخرج.

 

في المقابل، يؤكد عبد المنعم، أن أردوغان من جهته يعي ضعف ترامب ويستثمره في تحقيق مكسب للأمن التركي بوقف التمدد الكردي في شمال سوريا لما يترتب عليه من خطر على وحدة الدولة التركية، لافتاً إلى أن سيطرة المسلحين الانفصاليين الكرد في سوريا مسألة لا تقبل المساومة بالنسبة لأردوغان.

 

ورقة إنجيرليك

وحال أقدمت الولايات المتحدة على فرض عقوبات على أنقرة فقد يؤدي ذلك إلى إغلاق الأخيرة لقاعدة "إنجيرليك" الجوية الأمريكية الواقعة بولاية أضنة جنوبي تركيا، وهو ما قد يكلف واشنطن الكثير، على حد قول عبد المنعم.

 

ويشاركه الرأي الباحث والمحلل السياسي سيد الربوة مؤكدا أن قاعدة إنجيرليك الجوية واحدة من أهم الأوراق بيد تركيا في مواجهة الولايات المتحدة، لما تعنيه القاعدة بالنسبة لواشنطن، نظراً لقربها من الشرق الأوسط والقوقاز، وبالطبع روسيا، وستتضرر خططها ضد إيران، وخطواتها في سوريا والعراق.

 

 

الملف السوري

ويقول الربوة في تصريحات لـ "مصر العربية" إن هناك العديد من الملفات التي تجعل واسنطن تعيد حساباتها باستمرار في مسألة التصعيد مع تركيا.

 

ويذكر من بينها الملف السوري "الذي نجحت أنقرة بشكل ما فى إدارته لمصلحتها على الأقل فى حماية حدودها بشكل كبير، وأمتد الأمر إلى انها أمست لاعباً أساسياً فيه".

 

ويضيف أن "محور الخلاف بين أنقرة وواشنطن فى الملف السوري متعدد، منه ما يتعلق بالعملية العسكرية الواسعة والتى تسعي أنقرة إلى إطلاقها ضد التنظيمات الكردية شرق الفرات في سوريا".

 

وتدهورت العلاقات بين الطرفين الدعم الأمريكي لتنظيم وحدات حماية الشعب الكردي، الذي تعتبره أنقرة إرهابياً، وتتهم واشنطن بتزويده بالأسلحة والمعدات.

 

وتتفق البلدان على إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا لكنهما يختلفان بشأن عمقها وكذلك على من يتولى الإشراف عليها.

 

وتطالب تركيا بأن يصل عمق تلك المنطقة إلى 30 إلى 40 كم داخل الأراضي السورية انطلاقا من حدودها.

 

تأخير إنتاج "إف 35"

ويرى الربوة أن التلويح بإخراج تركيا من برنامج تصنيع مقاتلات "إف 35"، ورغم أنه قد يتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة لتركيا كون أرباح الشركات التركية المشاركة في التصنيع تقدر بـ 12 مليار دولار، إلا أن تركيا تمثل المصدر الوحيد في العالم لإنتاج بعض المكونات مثل نظام عرض قمرة القيادة.

 

وأشار في هذا السياق إلى خطاب أرسله وزير الدفاع الأمريكي السابق جيمس ماتيس للكونجرس في يوليو 2018 جاء فيه "إذا انقطع توريد المكونات التركية اليوم، فسيؤدي ذلك إلى تعطل في إنتاج الطائرات، ما سيؤخر تسليم من 50 إلى 75 طائرة لما يقرب من 18 إلى 24 شهراً، إلى حين توفير مصدر آخر للمكونات".

 

وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس التركي شدد أمس الأول الجمعة، على حق بلاده في امتلاك طائرات حربية من جهات أخرى، إذا امتنعت واشنطن عن إتمام صفقة شراء طائرات "إف 35".

 

ويختم الربوة تصريحات بالقول :" ربما نشاهد فى الفترة القادمة ارتفاع نبرة واشنطن تجاه تركيا مرة أخرى وهذا أمر طبيعي في السياسة، وخاصة مع كثرة الملفات المعقدة التى تجمع البلدين".

 

 

 

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان