بعد أن أعلنت بريطانيا عن إفشال "محاولة إيرانية" لاحتجاز ناقلة تابعة لها، زادت حدة التوتر في مضيق هرمز وظهر الحديث عن إمكانية اندلاع نزاع عسكري في المنطقة.
رفعت بريطانيا مستوى أمن الملاحة، لأعلى مستوى بالنسبة للسفن البريطانية المارة بالمياه الإيرانية ، وأكد مصدر أمني أن بريطانيا ستكون حازمة في دفاعها عن المصالح البحرية البريطانية في الخليج لكنها لا تسعى للتصعيد.
وقبل ذلك، ذكرت وسائل إعلام بريطانية نقلاً عن مصادر لم تسمها في قطاع الملاحة أن بريطانيا أوصت كل السفن التي ترفع علمها توخي أقصى درجات الحذر في مضيق هرمز.
وقال المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن بريطانيا قلقة من تحرك سفن إيرانية لاعتراض سبيل ناقلة نفط تجارية وتدعو لعدم التصعيد.
وأضاف للصحافيين "نشعر بالقلق إزاء هذا العمل ونواصل حث السلطات الإيرانية على عدم تصعيد الوضع بالمنطقة".
وتابع "لنا وجود بحري قديم في الخليج. ونحن نتابع الوضع الأمني هناك باستمرار وملتزمون بالحفاظ على حرية الملاحة بما يتفق مع القانون الدولي".
وأكدت بريطانيا أن 3 سفن إيرانية حاولت اعتراض سبيل السفينة البريطانية "هيريتدج" في مضيق هرمز، وهو الأمر الذي كانت قد أكدته في وقت سابق وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، والذي نفته طهران بعدها.
وقال ناطق باسم الحكومة البريطانية إن الفرقاطة "مونتروز" أصدرت تحذيرات شفهية للسفن الإيرانية التي ابتعدت حينها.
وأوضح الناطق البريطاني في بيان: "خلافاً للقانون الدولي، حاولت 3 سفن إيرانية منع مرور السفينة التجارية بريتش هيريتيج في مضيق هرمز"، موضحاً أن البحرية الملكية اضطرت للتدخل لمساعدة ناقلة النفط هذه التي تملكها "بريتش بتروليوم شيبينغ" فرع النقل النفطي لمجموعة "بريتش بتروليوم".
وأعربت بريطانيا عن قلقها من التصرف، الذي أقدمت عليه السلطات الإيرانية، وحثتها على تهدئة الوضع.
وتأتي التطورات الأخيرة في الخليج على خلفية احتجاز ناقلة نفط إيرانية، يعتقد أنها كانت متوجهة إلى سوريا قبالة سواحل جبل طارق، ضمن إطار عملية شاركت فيها قوات بريطانية، وذلك بدعوى "خرق الناقلة العقوبات الأوروبية المفروضة على حكومة دمشق".
أمريكا تتوعد بتحالف
وقال الأسطول الأمريكي الخامس الخميس إنه يعمل عن كثب مع البحرية الملكية البريطانية وشركاء إقليميين ودوليين لحماية حرية الملاحة.
وقال نائب الأميرال جيم مالوي قائد الأسطول في بيان الخميس : "الأسطول الأمريكي الخامس أُحيط علمًا بالتحرش غير القانوني الذي قامت به البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ومحاولات اعتراض طريق السفينة التجارية البريطانية بريتيش هيريتدج يوم العاشر من يوليو تموز قرب مضيق هرمز".
وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد، قال الثلاثاء الماضي، إن الولايات المتحدة أعدت خطة سيتولى بموجبها تحالف عسكري دولي حماية المياه الاستراتيجية قبالة كل من إيران واليمن.
وأضاف دانفورد: "نتواصل الآن مع عدد من الدول لتحديد ما إذا كان بإمكاننا تشكيل تحالف يضمن حرية الملاحة في كل من مضيق هرمز ومضيق باب المندب".
أيهما الأكثر تفوقا؟
ويوفر موقع "Global Firepower" المختص بتقييم قدرات جيوش العالم معلومات تتيح تقدير فرص فوز المملكة المتحدة أو الجمهورية الإسلامية، في حال اندلاع خلاف عسكري بحري محتمل.
وحسب هذا الموقع، تحتل إيران المرتبة الرابعة في قائمة القوى البحرية الأقوى على مستوى العالم، متقدمة بشكل واضح على بريطانيا التي تأتي في المرتبة الـ 32 فقط.
وتتخلف المملكة المتحدة بشكل ملحوظ عن إيران من حيث أصولها البحرية، إذ تملك 76 قطعة بحرية فقط، مقابل 398 لدى الجمهورية الإسلامية، لكنها تملك حاملة طائرات واحدة، وهو السلاح الذي لا تملكه طهران.
وتتفوق إيران على بريطانيا من حيث عدد الغواصات الحربية (34 مقابل 10) والفرقاطات الصغيرة (3 مقابل لا شيء)، بالإضافة إلى هيمنتها على المملكة المتحدة من حيث عدد زوارق الدورية (88 مقابل 22 فقط).
لكن بريطانيا من جانبها تتفوق على إيران من حيث الفرقاطات (13 مقابل 6) والمدمرات (6 مقابل لا شيء) وسفن إزالة الألغام (13 مقابل 3)، بالإضافة إلى أسطولها التجاري (1551 مقابل 739 سفينة) وعدد الموانئ ومرافقها الكبيرة (18 مقابل 3)، ما يعد أيضا من المؤشرات ذات الأهمية في سيناريوهات الحرب البحرية.
وفيما يتعلق بالتقييمات الأكثر عموما، تتفوق بريطانيا على إيران في قائمة أكبر القوى العسكرية في العالم، محتلة المرتبة الثامنة مقابل الـ 14 للجمهورية الإسلامية.
ويشار إلى أن هذه الإحصاءات شكلية إلى حد كبير، إذ لا تأخذ في الحسبان مستوى الأسلحة البحرية التي يملكها الطرفان.