رئيس التحرير: عادل صبري 01:55 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بوقف توزيعها جزئيا.. ما مصير الصحف الورقية بالسعودية؟

بوقف توزيعها جزئيا.. ما مصير الصحف الورقية بالسعودية؟

العرب والعالم

إيقاف توزيع الصحف الورقية بالسعودية

بوقف توزيعها جزئيا.. ما مصير الصحف الورقية بالسعودية؟

أحمد جدوع 02 يوليو 2019 07:30

في ظل مخاض سياسي واقتصادي تعيشهما المملكة العربية السعودية اضطرت المملكة لوقف توزيع الصحف الورقية في بعض المناطق في محاولة لترشيد النفقات الأمر الذي يشير إلى اقتراب أجل الصحافة الورقية بالسعودية.

 

وكانت شركة "وطنية للتوزيع" السعودية، قد أوقفت توزيع الصحف الورقية في بعض مناطق المملكة، من بينها الرياض وجدة وأبها والقصيم وعرعر والجوف وحفر الباطن وغيرها، اعتباراً من الأسبوع الجاري.

 

ووجهت الشركة خطاباً إلى مسؤولي المؤسسات الصحفية، تُخبرهم فيه بالإيقاف، مرجعةً ذلك إلى ارتفاع التكاليف وانخفاض الإيرادات وعدم تحمل المؤسسات الصحافية لتكاليف تشغيل هذه الفروع، بحسب ما ورد في الوثيقة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية.

 

معاناة اقتصادية

 

ويعاني الاقتصاد السعودي من أزمات مالية، ففي 16 يونيو الماضي، كشف برنامج تحقيق التوازن المالي للسعودية عن تواصل عجز الموازنة العامة للعام التاسع توالياً، حتى عام 2022، وكذلك استمرار زيادة الدين العام، وانخفاض الاحتياطي العام.

 

وتتوقع السعودية بحسب الموازنة الجديدة للعام الحالي 2019، أن يبلغ العجز 131 مليار ريال (35 مليار دولار)، ويمثل نحو 4.2% من الناتج المحلي الإجمالي.

 

وتُظهر مؤشرات الاقتصاد السعودي مخاطر كبيرة تواجهها المملكة؛ فإضافة إلى عجز الموازنات السنوية المتواصل منذ عام 2014، فإن الاحتياطي العام للمملكة انخفض من 732.3 مليار دولار في نهاية 2014، إلى 490 مليار دولار، العام الماضي 2018.

 

كما قفز الدين العام للرياض من نحو 11.8 مليار دولار نهاية 2014، إلى 153 مليار دولار نهاية العام الماضي.

 

زيادة الدين

 

وتتوقع المملكة زيادة الدين العام ليصل إلى نحو 180 مليار دولار في 2019، وهذا الرقم يمثل نحو 21.7% من الناتج المحلي.

 

لذلك بدأت المملكة الرياض البحث عن بدائل اقتصادية متعددة بهدف إحكام قبضتها على الميزانية العامة وترشيد الإنفاق الحكومي لرفع كفاءة الإنفاق ودعم الاقتصاد بعيدا عن النفط.

 

وكانت المملكة قد أقدمت على حزمة من الاجراءات الاقتصادية من خلال إطلاق حزمة إصلاحات لمضاعفة درات الاقتصاد وكانت البداية تأسيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية إلى جانب إنشاء البرنامج الوطني لدعم إدارة المشروعات لزيادة كفاءة المشاريع الحكومية، ثم إنشاء المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة بهدف الارتقاء بأداء جميع المؤسسات السعودية.

 

أسباب التراجع

 

بيد فإن الصحافة الورقية السعودية تعرضت للعديد من الهزات القاتلة كانت بدائتها الحقيقة في عام 2014 بعدما تراجع الدخل الإعلاني، وهو العمود الفقري للمؤسسات الصحفية بنسبة 58% من 2.763 مليار ريال إلى 1.170 مليار.

 

ووفقا لوسائل إعلام سعودية فإن الرقم السابق لا يمثل صافي القيمة الموردة للمؤسسات الصحفية، حيث تتبعه حسومات على شكل إعلان مجاني أو ترويجي أو تعويض عن إعلان خاطئ، إضافة إلى نحو 30% (تتراوح بين 400 و600 مليون ريال) تذهب لوكالات إعلان أجنبية مملوكة لـ"شربل، طوني، جوني"، وتسيطر على سوق الإعلان في المملكة منذ عشرات السنين.

 

كما حرمت وزارة التجارة المؤسسات الصحفية من نحو 300 مليون ريال سنويا، عندما أعفت الشركات المساهمة (قيمتها السوقية 2.02 تريليون ريال وأرباحها تتجاوز الـ100 مليار ريال) من نشر بياناتها وقوائمها المالية الربع سنوية في الصحف، واكتفت بالنشر مرة واحدة في نهاية العام.

 

كذلك قررت الجهات الرسمية بشكل مفاجئ تخفيض سعر الاشتراك السنوي تدريجيا من 730 ريالا للنسخة الواحدة حتى وصل إلى 350 ريالا، بما نسبته 52%، وكذلك تخفيض عدد النسخ تدريجيا من 229 ألف نسخة يوميا في 2013 لجميع الصحف إلى 86 ألفا في 2018 بما نسبته 62%، وبالتالي انحدار دخل الاشتراكات الحكومية من 88 مليون ريال في 2013 إلى 23 مليونا في 2018، واشتراكات الخطوط السعودية من 38 مليون ريال إلى 2.5 مليون لذات الفترة.

 

 وتعد الاشتراكات الحكومية والنسخ المخصصة للخطوط السعودية ثالث أهم دخل للمؤسسات الصحفية بعد الإعلان التجاري ثم الحكومي.

 

أصداء وقف التوزيع

 

وقف توزيع الصحفي الورقية في بعض المناطق السعودية كان له أصداء على مواقع التواصل الاجتماعي حيث دشن مغردون على توتير هاشتاج إيقاف_توزيع_الصحف_الورقية" في البلاد.

 

واعتبر مغردون أن هذا قرار يشير إلى اقتراب إعدام الصحافة الورقية في المملكة، فيما قال آخرون أنه أمر طبيعي فظل التطور التكنولوجي الحالي وإمكانية الحصول على الخبر من المواقع الإلكترونية والمنصات الاجتماعية.

 

وغرد الإعلامي السعودي أحمد سعيد أبو حسان قائلاً:" تبقى الصحف الورقية صوت معبّر عن الوطن والمواطن، ومن المؤلم إيقاف توزيعها بسبب الوضع المادي في بعض المناطق والمحافظات وهذا تشويه وخلل ثقافي، صحيح أن الصحف الإلكترونية حلّت محلها لكنها أبداً لن تؤدي دور الورقية".

 

البحث عن التطوير

 

بدورها قالت الصحفية نداء الكناني، إن الصحافة الرقمية سيطرت بشكل كبير على الساحة الأمر الذي انعكس سلبا على سوق الصحف الورقية التي أنهكها ارتفاع تكاليف انتاجها.

 

وأضافت لـ"مصر العربية" أن الصحافة الورقية لم تمت في العالم العربي بشكل كامل وإنما فقط فقدت حصتها التي تربعت على عرشها عشرات السنين وعليها التفكير في الخروج من أزمتها بأفكار جديدة وبثوب مختلف لتستمر كما فعل الراديو أمام  ظهور التلفزيون من قبل.

 

وأوضحت أن الصحافة الورقية أمامها فرصة كبيرة للعودة إلى مجدها من جديد خاصة أنها كانت تتسم إلى حد كبير بالمصداقية بالمقارنة مع الصحافة الرقمية التي أخذت تتراجع مصداقيتها بشكل ملحوظ.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان