رئيس التحرير: عادل صبري 04:15 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

هبة شعبية وعصيان عام.. سلاح شعبي فلسطيني لمواجهة «صفقة القرن»

هبة شعبية وعصيان عام.. سلاح شعبي فلسطيني لمواجهة «صفقة القرن»

العرب والعالم

فلطسين تواجه صفقة القرن

هبة شعبية وعصيان عام.. سلاح شعبي فلسطيني لمواجهة «صفقة القرن»

إنجي الخولي 10 يونيو 2019 06:43

ارتفعت الأصوات الفلسطينية الداعية إلى هبة شعبية وعصيان مدني في مواجهة التهديد والتبجح الذي تتبعه الإدارة الأمريكية لتمرير "صفقة القرن"، تزامنًا مع ورشة اقتصادية في إطار هذه الصفقة دعت إليها الإدارة الأمريكية، من المقرر أن تعقد في العاصمة البحرينية المنامة يومي 25 و26 يونيو الجاري.

 

ودعا ممثلو فصائل "منظمة التحرير" الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني وشخصيات مستقلة، إلى هبة شعبية في كافة المحافظات ومخيمات وتجمعات الفلسطينيين في الشتات.

 

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، في اجتماع عقد في بلدية البيرة، اليوم الأحد، إنّ "هذا الاجتماع واحد من سلسلة لقاءات تجمع كافة قوى المجتمع، لوضع برنامج فعاليات جماهيري لمواجهة الخطط والإجراءات الأمريكية والإسرائيلية، التي تستهدف شطب حقوق الشعب الفلسطيني".

 

وأضاف في تصريح نشرته وكالة "وفا" الفلسطينية: "المطلوب فعل كفاحي في مواجهة صفقة القرن، وشقها الاقتصادي المتمثل بورشة البحرين، ورفضًا لكل السياسات الأمريكية".

 

وأشار إلى أنّ "هناك موقفًا فلسطينيًا جامعًا برفض المشاركة في هذا الاجتماع (ورشة البحرين)، ودعوة العرب لعدم المشاركة، لأن حقوق الشعب الفلسطيني لا يمكن مقايضتها بالأموال".
 

فاعليات نضالية

 

وقال أبو يوسف، إنّ الفعاليات الجاري بلورتها "ستكون في إطار نضالي، على خطوط التماس وليس في مراكز المدن، وستتم بالتنسيق مع لجنة المتابعة العربية في أراضي 48، ومخيمات اللجوء، وتجمعات الفلسطينيين في جميع أنحاء العالم".

 

وفي السياق ذاته، أعلن أبو يوسف عن فعالية مركزية، يوم الجمعة المقبل، في بلدة جيبيا شمال رام الله، وأخرى مركزية جماهيرية واسعة يجري التخطيط لها وسط رام الله يوم 24 يونيو ، تزامنًا مع انعقاد ورشة البحرين، وسيتم تنسيق هذه الفعالية مع كافة القوى والفصائل، في الضفة وغزة والشتات.

 

بدوره قال تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في منشور له عبر "فيسبوك"، إنه "يجب تغيير قواعد الاشتباك مع سياسة حكومة إسرائيل".

 

وأضاف: "ليس أمامنا بعد التحولات الواسعة في سياسة الإدارة الأمريكية‘ ودعمها غير المحدود وغير المسبوق للسياسة العدوانية الاستيطانية لإسرائيل، وتنكرها المطلق للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وحصرها هذه الحقوق في الحدود التي وردت في وعد بلفور الشؤوم وصك الانتداب على فلسطين، غير تغيير قواعد الاشتباك مع سياسة حكومة بنيامين نتنياهو وبدء الاعداد لعصيان وطني شامل في وجه الاحتلال باعتباره الخيار السياسي الرئيسي والجوهري للتحرر من الاحتلال وإنجاز الاستقلال".

 

"هآرتس":فريق أمريكا متنمر

 

ومن جانبها، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن الولايات المتحدة تعتمد على مجموعة من قليلي الكفاءة، والمتنمرين للضغط على فلسطين، وإظهارها كدولة لا تستطيع النجاة دون وساطة وحماية أبوية من دولة الاحتلال الإسرائيلي.

 

وأشارت إلى ان سفير الولايات المتحدة لدى دولة الاحتلال ، ديفيد فريدمان، ادعى أن لإسرائيل الحق في أن تحتفظ بأجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وهو ما وصفته الصحيفة العبرية على أنه نهج أمريكي متبع للسخرية من الفلسطينيين والتقليل من شأنهم، وفي الوقت ذاته التعظيم من الدور الإسرائيلي في المنطقة، لإعطاء صورة مشوهة عن القضية الفلسطينية أمام العالم والشعوب.
 

وهي التصريحات التي أدانتها الحكومة الفلسطينية واعتبرت أنها  تعكس حجم هيمنة "غلاة المتطرفين" على السياسة الخارجية الأميركية.

 

وقال المتحدث باسم الحكومة، إبراهيم ملحم، السبت، إن تصريحات ديفيد فريدمان "تعكس حجم الفضيحة للدولة العظمى، التي ترهن سياستها الخارجية بأيدي غلاة المتطرفين أمثال كوشنر وجرينبلات وفريدمان".

 

ووصف ملحم فريدمان بأنه "سفير الاستيطان"، معتبرا أن تصريحاته "خارجة عن الشرعية الدولية".

 

وتحدثت "هآرتس" عن أن فريق التفاوض الأمريكي المكون من جيسون جرينبلات، مبعوث أمريكا للشرق الأوسط، وجاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب، ومبعوث السلام للشرق الأوسط، وديفيد فريدمان السفير الإسرائيلي في تل أبيب، عليه أن يخفف من مواقفه المتشددة ضد فلسطين، ومواجهة الواقع للتمهيد لمحادثات سلام حقيقية في المنطقة.

 

وكانت تصريحات فريق السلام الأمريكي، قد أثارت الكثير من الجدل مؤخرا خاصة بعدما زعم كوشنر أن الفلسطينيين ليسوا ناضجين بما يكفي لحكم أنفسهم، فيما استمر جرينبلات في حملة "التوبيخ" ضد الشعب الفلسطيني وقياداته.

وأوضحت "هآرتس" أن نهج فريق التفاوض الأمريكي ليس عشوائيًا، ولكن يبدو أن إدارة ترامب مسئولة عنه بشكل مباشر، وهو ما بدا واضحًا في عدة إجراءات اتخذتها واشنطن منذ أن بدأت حملتها للترويج لـ"صفقة القرن"، من قطع للمساعدات المالية المباشرة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، وحتى طرد التمثيل الدبلوماسي لمنظمة التحرير الفلسطينية من واشنطن.

 

كشفت الصحيفة العبرية، أن النهج الأمريكي الرامي للسخرية من الفلسطينيين، انعكس تأثيره على القيادة الفلسطينية، ما جعلهم يرفضون جملة وتفصيلًا كل ما يتعلق بما تسمى "خطة السلام"؛ لأن الولايات المتحدة في نظرهم، ليست "وسيطًا نزيهًا" بل إنها لسان حال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

 

دبلوماسية التهديد والتبجح

 

أكدت الصحيفة العبرية أن الولايات المتحدة تتبع دبلوماسية "التهديد والتبجح" مع الفلسطينيين، لافتة إلى أنها استعملتها من قبل في عدد من القضايا، مثل إيران والصين وكوريا الشمالية، وكندا والمكسيك.

 

ترى "هآرتس" أنه حتى اللحظة لم تحقق دبلوماسية التهديد والتبجح سوى مكاسب ضئيلة للغاية، يمكن قياسها على ما تم مع الدول السالف ذكرها، فلا تزال الأوضاع مشتعلة مع الأعداء ولم تحقق أهدافها حتى اللحظة، مؤكدة أن الأمر ذاته يمكن أن يتكرر مع فلسطين، ولا تشهد إدارة ترامب أي تقدم في مباحثاتها حول "صفقة القرن".

 

النهج الأمريكي –بحسب هآرتس- يصور دولة الاحتلال الإسرائيلي على أنها قبلة الرجال الصالحين الساعين للسلام في العالم، بينما الفلسطينيين لا يرغبون سوى في استمرار الصراع.

أوضحت "هآرتس"، أن النهج الأمريكي المعتمد على التهديد والوعيد، سيؤدي في النهاية إلى تهيئة الأجواء لنتنياهو ليضم مساحات من الضفة الغربية، بحجة أن فلسطين ترفض أي خطط للسلام في المنطقة، وبالتالي لا يصلح سوى الحل الإسرائيلي.

 

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تعهد في الحملات التي سبقت الانتخابات العامة في أبريل، ضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية في تحرّك دعمه منذ مدة طويلة جميع النواب تقريبا في تحالفه الذي يضم أحزابا يمينية ودينية.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان