رئيس التحرير: عادل صبري 09:18 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

العصيان المدني.. هل يحسم المواجهة بين السودانيين والمجلس العسكري؟

العصيان المدني.. هل يحسم المواجهة بين السودانيين والمجلس العسكري؟

العرب والعالم

العصيان المدني في السودان

العصيان المدني.. هل يحسم المواجهة بين السودانيين والمجلس العسكري؟

أحمد جدوع 10 يونيو 2019 09:07

دخل الشعب السوداني مواجهة جديدة مع الجيش، بعد بدء العصيان المدني الذي يهدف إلى إخضاع المجلس العسكري الانتقالي لمطالب عدة على رأسها تسليم السلطة للمدنيين، فهل يحسم العصيان المواجهة بين السودانيين والعسكر؟

 

 وكانت القوى والتجمعات المهنية بالسودان، اعتزمت المشاركة في العصيان المدني الذي بدأ الأحد ويستمر حتى تسليم السلطة إلى حكومة مدنية.

 

بدوره جدَّد المجلس العسكري الانتقالي، في وقتٍ سابق السبت الماضي، الإعراب عن رغبته في استئناف التفاوض مع "قوى إعلان الحرية والتغيير".

 

حزمة شروط

 

بينما قدَّمت قوى التغيير حزمة شروط إلى رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد علي الذي زار الخرطوم الجمعة، أبرزها اعتراف المجلس بارتكابه جريمة فض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش، وتشكيل لجنة تحقيق دولية لبحث ملابسات فض الاعتصام الذي تسبب في مقتل العشرات.

 

ويقول المجلس العسكري إنه لم يستهدف فض الاعتصام، وإنما استهدف "بؤرة إجرامية" بجوار مقر الاعتصام، قبل أن تتطور الأحداث ويسقط قتلى من المعتصمين.

 

وقبل فض الاعتصام، أخفق المجلس العسكري وقوى التغيير في بلوغ اتفاق نهائي بشأن نسب التمثيل في أجهزة السلطة المقترحة خلال المرحلة الانتقالية.

 

اتهامات متبادلة

 

وتتهم قوى التغيير المجلس بالرغبة في الهيمنة على عضوية ورئاسة مجلس السيادة، بينما يتهم المجلس قوى التغيير برفض وجود شركاء حقيقيين لها.

 

ويأتي العصيان المدني غداة زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد للخرطوم، لعرض وساطة بين قادة الاحتجاجات والمجلس العسكري الذي يحكم السودان منذ الإطاحة بعمر البشير في 11 أبريل.

 

كما يأتي كذلك بعد خمسة أيام من فض قوات الأمن بشكل عنيف اعتصامًا نظم منذ 6 أبريل، أمام مقرّ الجيش في الخرطوم، بعدما توسعت حركة الاحتجاجات التي انطلقت في ديسمبر الماضي ضد حكم الرئيس المعزول البشير.

 

مفهوم العصيان

 

والعصيان المدني بتعريفه الاصطلاحي، هو الرفض المتعمَّد والعلني والسلمي لطاعة الأوامر أو القوانين الظالمة التي تسنها أو تطبقها سلطة تنتهك الحقوق العامة للشعب، أو تقصر في تحقيق مصالحه، أو تنتهك الأهداف الأساسية والقيم الحاكمة لنظامه الدستوري.

 

ويحيل المفهوم إلى جملة من المعاني التي تلازم طبيعته وهدفه، مثل ضرورة اتسام رفض طاعة القوانين الظالمة بكل خصائص التمدّن من كياسة مع الخصم واستعداد للحوار معه، وأن يكون العصيان غير مسلح ولا عنيفاً، وتجنب مناهضة قوانين عادلة أو توخي غايات إجرامية من وراء عصيانها. وقد يكون رفض طاعة القوانين شاملاً أو محدوداً في مكانه وزمانه ومجاله.

 

تجربة سابقة

 

شهد السودان  (28 مايو الماضي) إضراباً عاماً استمر يومين، بناء على دعوة قادة حركة الاحتجاج بهدف زيادة الضغط على المجلس العسكري الحاكم لنقل السلطة الى المدنيين.

 

وعلق مئات الركاب في مطار الخرطوم الدولي وكذلك في محطة الحافلات الرئيسية في العاصمة إثر انضمام العديد من الموظفين إلى الإضراب. كما توقف موظفون في مكاتب حكومية وفي شركات خاصة عن العمل.

 

واتسعت رقعة الإضراب في القطاع المصرفي وبنك السودان المركزي وشركة الخدمات المصرفية الإلكترونية، التابعة للبنك المركزي، كما شهد الميناء الجنوبي -أكبر الموانئ السودانية في بورتسودان (675 كيلومتراً شمال شرق العاصمة الخرطوم)- إضراباً توقفت معه عمليات المناولة بالكامل.

 

ثكنة عسكرية

 

وقالت وكالة "الأناضول" إن هناك إغلاقاً شبه كامل للبنوك ومراكز الكهرباء والمقاهي، كما أغلق محتجون شوارع في مدن الخرطوم وأمدرمان وبحري (العاصمة السودانية) بالحواجز والمتاريس.

 

وحسب الوكالة، تحولت الخرطوم إلى ثكنة عسكرية بعد انتشار واسع للجيش وقوات الدعم السريع والأمن والشرطة في الشوارع الرئيسية.

 

وأشارت إلى أن القوات الأمنية تعمل على إزالة المتاريس التي أقامها المحتجون، بالاستعانة بآليات ثقيلة لنقل الحجارة الكبيرة إلى أماكن بعيدة، تخوفاً من إعادتها مرة أخرى.

 

توثيق جماهيري

 

وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات توثق بدء العصيان المدني في السودان، في وقت تفاعل الكثير مع وسم "#العصيان_المدني_الشامل".

 

وأشار ناشطون في "تويتر" إلى إغلاق الأسواق الشعبية في الخرطوم، وفي مقدمتها السوق الشعبي، والسوق الكبير، والسوق المركزي، السوق الصغير.

 

 عضو اللجنة التمهيدية لنادي قضاة السودان أحمد الناطق قال في تصريحات متلفزة : القضاة استجابوا للعصيان المدني بنسبة 95% بالرغم من عدم توفر الانترنت وصعوبة الإعلان عن الدعوى، وبعض المحاكم كانت الاستجابة فيها 100%.

 

ضغط مستمر

 

فيما قال الناشط السوداني عبد اللطيف محرم، "إن السودان يعيش أعظم عصيان مدني شامل في التاريخ  في هذه العظمة سيتعلم المرتزقة (إن كانوا يتعلمون) أن سلاح الشعب سيظل للأبد أقوي من بنادقهم الغادرة و الجبانة بعون الله فليستوردوا شعبا كما استوردوا رصاصهم القذر و أظنهم سيفعلون فهؤلاء لاذمة لهم و لا شرف".

 

وأضاف في تودينه له على حسابه على تويتر وتابعها موقع مصر العربية،" إن العصيان ما عندو عددية معينة عشان نقول ناجح، وما بيتكسر حتى لو في ناس نزلوا الشغل، حنضغط المجلس العسكري بالقدر الكافي وحنأثر عليه".

 

بدوره قال المحلل السياسي السوداني محمد إدريس، إن العصيان المدني والاضراب الشامل قرار وطني بامتياز وحقن للدماء وفرصة لقحت لجمع الصف الوطني وأول خطوة لبناء سودان المستقبل.
 

بداية جديدة للثورة

 

وأضاف لـ"مصر العربية" أن من أشاروا على البرهان وحميدتى بارتكاب مجزرة القيادة لا معرفة لهم بالشخصية السودانية، لذلك نستطيع أن نقول الآن بدأت الثورة حقا.

 

وأوضح أنه يتوقع نجاح باهر للعصيان خاصة وأن الاتجاه العام لدى الشعب السوداني رافض تماما لحياة عسكرية أو حكم يشارك فيه العسكر، مشيراً إلى أن اليوم الأول من العصيان يشير إلى ذلك بعد خلت الشوارع والمصالح من الناس.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان