رئيس التحرير: عادل صبري 03:53 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

شهر دام على إدلب.. هكذا يستهدف الأسد القطاع الصحي

استغاثات لوقف المذبحة..

شهر دام على إدلب.. هكذا يستهدف الأسد القطاع الصحي

أيمن الأمين 02 يونيو 2019 12:32

أملا منهم في وقف المجازر التي يشنها رأس النظام السوري بشار الأسد ضد المدنيين في إدلب، طالب عدد من كبار الأطباء حول العالم بضرورة وقف المذبحة المتواصلة في المدينة السورية..

وكذلك وقف استهداف القطاع الصحي الذي تعرض لسلسلة من الغارات الجوية شنتها طائرات النظام وروسيا، بحسب ما أوردته صحيفة الأوبزرفر البريطانية.

 

وقالت الصحيفة إن العشرات من الأطباء البارزين حول العالم طالبوا باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف حملة القصف التي تقوم بها الطائرات السورية والروسية التي استهدفت أكثر من 20 مستشفى في شمال غرب سوريا، ما أدى إلى خروج الكثير من المرضى وترك ملايين الأشخاص دون رعاية صحية مناسبة.

وتقول الصحيفة إنه منذ أبريل الماضي، وفي تحدٍ لهدنة توسطت فيها موسكو وأنقرة العام الماضي، فإن غارات جوية منتظمة على إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، أدت إلى مقتل مئات المدنيين وتشريد مئات الآلاف، كما دمرت أجزاء رئيسية من نظام الرعاية الصحية، بحسب رسالة من الأطباء حول العالم.

 

وقالت الرسالة: "إننا نشعر بالفزع من الاستهداف المتعمد والمنهجي لمرافق الرعاية الصحية والطاقم الطبي، إن وظيفتهم هي إنقاذ الأرواح، ويجب ألَّا يفقدوا حياتهم في العملية".

 

ومن بين الموقعين على الرسالة دينيس موكويج طبيبة أمراض النساء التي فازت بجائزة نوبل للسلام العام الماضي، وبيتر كونك وهي طبيبة فازت بجائزة نوبل في الكيمياء عام 2003، والنائبة والطبيبة سارة ولاستون، وتيرينس إنجليش الرئيسة السابقة للكلية الملكية للجراحين، وكذلك ديفيد نوت الجراح الذي يعمل في مناطق الحرب، وزاهر سحلول وهو منفي سوري وطبيب ومؤسس لجمعية خيرية طبية.

وحث الأطباء الأمم المتحدة على التحقيق في استهداف المستشفيات المدرجة في القائمة، وطالبوا المجتمع الدولي بالضغط على روسيا وسوريا للتوقف عن استهداف المراكز الطبية، وعكس تخفيضات التمويل للمستشفيات والعيادات الباقية على قيد الحياة التي يغمرها اللاجئون الآن.

 

ووصف أحد أطباء الأطفال، وهو الدكتور عبد القادر رزوق، لصحيفة "الأوبزرفر" كيف أخرج هو وزملاؤه مرضى مستشفى بكامله، بما في ذلك مرضى غسيل الكلى والأمهات في المخاض والرضع قبل الأوان في حضانات، حينما بدأت الغارات الجوية في مدينتهم، على بعد 12 ميلاً على الأقل من خط المواجهة.

 

وقال في مقابلة عبر الهاتف حول مستشفى "تارمالا" الذي قصف في نهاية المطاف في 10 مايو: "بعد الغارات الجوية ولكن قبل الهجوم المباشر، علمنا أن المستشفى سيتم استهدافه، لم يبق سوى عدد قليل من الطاقم الطبي لتقديم الاستجابة للطوارئ".

ودمرت الغارة الجوية أكثر من نصف المستشفى والكثير من معداته؛ من الأسرة والمولدات إلى غرف العمليات وخدمات الطوارئ والصيدلية، وعاد الموظفون لفترة وجيزة للبحث في الأنقاض عن أي إمدادات نجت من الهجوم ولكن المبنى مهجور الآن.

 

وقال رزوق: "سيكون من المستحيل إعادة البناء وإعادة فتحه الآن، الغارات الجوية مستمرة ولا تزال تستهدف المستشفى حتى هذه اللحظة، على الرغم من أنه فارغ".

 

كما بين رزوق أن الأضرار التي لحقت بعد الهجوم الأخير كانت شديدة لدرجة أنه لا يمكن إصلاحها، وعلى أي حال فر معظم المدنيين الذين كانوا يتعالجون هناك أو قرب المكان الذي يوجد فيه المستشفى.

 

وتابع: "كان هذا أسوأ هجوم، لقد كان قاسياً للغاية ولا توجد أي إمكانية لمواصلة العمل هناك، لا يمكن أن تعود الحياة إلى هذه المنطقة، خاصة في ظل هذه الهجمات الوحشية".

 

"لا يوجد أشخاص ولا حتى حيوانات، لا يوجد أمل في العودة، وتم إغلاق نحو 80 منشأة طبية بما في ذلك العيادات والمستشفيات، بسبب الأضرار التي لحقت بالهجمات أو بسبب الخوف من استهدافها"، وفقاً لما قاله محمد قطوب من الجمعية الطبية السورية الأمريكية.

وتابع: "إن تكتيك مهاجمة الصحة والبنية التحتية المدنية الأخرى في سوريا ليس بالأمر الجديد، والنزوح ليس بالأمر الجديد، فهذه كلها قضايا مزمنة، لكن هذا هو أكبر نزوح على الإطلاق، وهو أبعد بكثير من قدرتنا كمنظمات غير حكومية على الاستجابة".

 

وتشن قوات النظام، وحلفاؤه الروس والإيرانيون، حملة قصف عنيفة على منطقة خفض التصعيد، التي تم التوصل إليها بموجب مباحثات أستانة.

 

وتزامن ذلك مع حملة عسكرية لم تحقق سوى تقدم محدود، ما زاد من وتيرة استهداف النظام وحلفائه للأحياء السكنية في المنطقة.

 

وأعلنت تركيا وروسيا وإيران، خلال اجتماع أستانة بين 4 - 5 مايو 2017، تأسيس منطقة خفض للتصعيد في إدلب ومحيطها، إلا أن قوات النظام كثفت انتهاكاتها.

 

ودفعت انتهاكات النظام تركيا وروسيا إلى توقيع اتفاقية سوتشي، في 17 سبتمبر 2018، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب.

وبموجب الاتفاقية سحبت المعارضة السورية أسلحتها الثقيلة من المنطقة التي شملها الاتفاق، في 10 أكتوبر 2018.

 

إلا أن الاتفاقية تواجه خطراً كبيراً نتيجة مواصلة قوات النظام استهدافها المحافظة التي يقطن فيها نحو 4 ملايين مدني، نزح منهم مئات الآلاف خلال الأسابيع الماضية.

وتسيطر فصائل المعارضة المسلحة على إدلب منذ عام 2015 ويقطن فيها نحو 3 ملايين شخص، ونصفهم نازحون من مناطق اقتتال أخرى، حسب أرقام الأمم المتحدة.

 

وتقع إدلب ضمن مناطق "خفض التوتر"، في إطار اتفاق تم التوصل إليه العام الماضي خلال مباحثات أستانة، بضمانة من روسيا وإيران وتركيا.

 

وتعد إدلب (شمال) من أوائل المحافظات السورية التي انتفضت ضد نظام بشار الأسد عام 2011، وقد خضعت  لسيطرة المعارضة منذ عام 2015، وتلقب بالمدينة الخضراء، وعرفت التهجير والنزوح والقصف، ووضعت ضمن المنطقة الرابعة من خفض التصعيد بحسب اتفاق أستانا6.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان