رئيس التحرير: عادل صبري 03:30 مساءً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

قطر تعترف بعد صمت مطول.. لماذا تجاوزت طائراتها أجواء الخصومة في سماء سوريا؟

قطر تعترف بعد صمت مطول.. لماذا تجاوزت طائراتها أجواء الخصومة في سماء سوريا؟

العرب والعالم

الطائرات القطرية تعبر مجال سوريا

قطر تعترف بعد صمت مطول.. لماذا تجاوزت طائراتها أجواء الخصومة في سماء سوريا؟

إنجي الخولي 05 مايو 2019 06:00

بعد صمت مطول .. اعترفت قطر رسميًا بعودة طيرانها للتحليق فوق سوريا، في تحول لافت يكشف تجاوز الأجواء الملبدة بغيوم الخصومة بين دمشق والدوحة.

 

وأقلعت الطائرة القطرية من مطار بيروت لتعبر الأجواء السورية، بعد انقطاع دام أكثر من 7 سنوات، مرورًا بالأجواء العراقية وصولًا إلى الدوحة، لتختصر بذلك نحو ساعة من زمن الرحلة التي كانت تمر سابقًا فوق الأجواء التركية.

 

واتبع الطيران القطري هذا الخط الملاحي الجديد المختصر، بعد السماح له من قبل وزارة النقل السورية إثر طلب رسمي قطري، في مؤشر على أن قنوات التواصل والتخاطب الرسمي بين الجانبين، باتت مفتوحة.

 

 

أسباب العبور بسوريا  

 

وقال أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القطرية السبت، إن عودة الشركة للتحليق فوق سوريا تأتي: "بسبب الحصار، نحن نخضع لحصار؛ لذلك علينا أن نجد سبلًا لإنجاز متطلبات بلادنا، والأمر هكذا ببساطة".

 

واضطرت الناقلة الوطنية القطرية لتغيير مسارات رحلاتها منذ قررت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية وروابط النقل مع البلد الخليجي عام 2017، متهمة قطر بدعم الإرهاب وهو ما نفته الدوحة.

 

وتسببت المسارات المعدلة في زيادة مدة وتكلفة الرحلات بالاتجاه غربا وجنوبا بمنطقة الخليج، وفي مارس  كشفت الشركة عن خسائر سنوية للعام الثاني على التوالي.

 

وقال الباكر معلقا على القرار، "هذا كله بسبب الحصار. نحن نخضع لحصار لذلك علينا أن نجد سبلا لإنجاز متطلبات بلادنا. الأمر هكذا ببساطة".

 

وأضاف أن المسارات التي تم استعادتها والتي يقول محللون إنها تشمل رحلات من بيروت ولارناكا إلى الدوحة، لا تشكل مخاطر على السلامة.

 

وأوضح الباكر، قائلا "أنتم تعرفون أن الخطوط الجوية القطرية لن تسير رحلات إلى أي مكان غير آمن. علينا حماية ركابنا وطواقمنا".

إلا أن محللين رأوا في الخطوة بداية من قطر للتواصل مع سوريا، خاصة أن المسارات التي تمت استعادتها تشمل رحلات من بيروت ولارناكا إلى الدوحة، ولا تشكل فارقًا اقتصاديًا كبيرًا للشركة القطرية، بحسب "رويترز".

 

وكان وزير النقل السوري علي حمود، قال في الشهر الماضي، إن بلاده وافقت على طلب الخطوط القطرية البدء في استخدام المجال الجوي للبلاد، وهي واحدة من أولى الشركات التي تقوم بذلك. ولم تعلق قطر على المسألة في ذلك الوقت.
 

واعلنت  السلطات السورية، في 22 أبريل الماضي، موافقتها على السماح لطائرات شركة "الخطوط الجوية القطرية" بالعبور عبر المجال الجوي لسوريا.

 

وأوضح حمود، حسبما نقلته عنه وزارة النقل السورية، أن هذه الموافقة جاءت من "مبدأ المعاملة بالمثل"، حيث أن المؤسسة السورية للطيران "تعبر الأجواء القطرية ولم تتوقف عن التشغيل إلى الدوحة طيلة فترة الحرب، إضافة إلى ما يحققه استخدام الأجواء السورية من إيرادات إضافية بالعملة الصعبة لصالح البلد".

 

وجاء هذا التطور الذي لم تعلق قطر عليه آنذاك تزامنا مع استمرار الأزمة الخليجية التي اندلعت، في 5 يونيو 2017، حينما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها مع السلطات القطرية، ووقف الحركة البحرية والجوية والبرية مع البلاد، وفرض مقاطعة عليها تصفها الدوحة بالحصار، واتهمت الدول الـ 4 الجانب القطري بدعم الإرهاب، الأمر الذي تنفيه الدوحة بشكل قاطع.

 

وأجبر ذلك "الخطوط الجوية القطرية" على تغيير مسارات رحلاتها التي سبق أن مرت عبر المجال الجوي للسعودية والإمارات والبحرين، ما أسفر عن إطالة مدتها وزيادة تكلفتها، وهو ما كبد الشركة خسائر كبيرة.


إيران تتوسط للتقارب

 

وكان الائتلاف السوري المعارض، وهو أول تشكيل سياسي على قدر معقول من التنظيم مناهض للحكومة السورية، تشكل في الدوحة في نوفمبر 2012، واعتبرته قطر الممثل الوحيد للشعب السوري.

 

وشنت دمشق، منذ ذلك الحين، هجومًا عنيفًا ضد قطر، واتهمتها بتمويل ”الإرهابيين“، إذ استفحلت حرب التصريحات بين دمشق والدوحة، على نحو يبدو معه عبور الطيران القطري الأجواء السورية، الآن، ”معجزة سياسية“ تعكس طبيعة النظامين القطري والسوري، واستعدادهما للتراجع عما اعتبراه في السابق ”مبادئ وثوابت“.

 

وكانت هزيمة فيلق الرحمن، أحد أبرز فصائل المعارضة السورية المتشددة، الموالية لقطر، وخروجه من معقله الأهم في غوطة دمشق الشرقية، قبل نحو عام، بداية التحول في الموقف القطري تجاه الأزمة السورية، إعلاميًّا وسياسيًّا، حسب خبراء.

وكان الكاتب البريطاني ”روبرت فيسك“ قد كشف بمقال في صحيفة ”الإندبندنت“ قبل أشهر، عن حدوث تحسن ملموس في العلاقات القطرية السورية في الفترة الأخيرة، مرشح للتطور بشكل متسارع.

 

وتحدث فيسك عن فحوى لقاء بين الرئيس السوري وعدد من الصحافيين كان هو بينهم، أبلغهم الأسد خلاله أن العلاقات السورية القطرية قد جرى استئنافها، ولكن على مستويات متواضعة، طالبًا عدم نشر هذه المعلومة، أو نسبتها إليه.


وكان لإيران دور في التقارب السوري القطري، غير المعلن، ذلك أن طهران التي تقيم علاقات مع الدوحة، على أعلى المستويات، لاسيما في أعقاب الخلاف الخليجي ـ الخليجي، لا يمكن أن تترك فرصة تمر دون أن تذكّر الدوحة بضرورة الانفتاح على حليفتها دمشق.

 

وكانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية القطرية، لولوة الخاطر، قد لمحت في وقت سابق إلى عزم بلادها المشاركة في عملية إعادة إعمار سوريا.

 

وقالت الخاطر، إنّ "قطر ستكون جزءًا من جهود إعادة الإعمار في سوريا، إلّا أنّ ذلك يتطلّب وجود ضوابط وتوازنات معينة، لنتأكّد من أنّ المستفيدين من عملية إعادة الإعمار ينتفعون فعلًا من الجهود المبذولة".

 

وكان وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قال إن بلاده لا ترى حاجة لإعادة فتح سفارتها في دمشق وأنه لا توجد أية مؤشرات تشجع على تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية، وأضاف الوزير القطري أن بلاده لا تزال تعارض عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

 

وقال الشيخ محمد: "موقف قطر منذ اليوم الأول هناك أسباب، كانت بسببها تعليق عضوية وتجميد مشاركتها في الجامعة العربية، الأسباب ما زالت قائمة ولم تزل، فلا نري هناك أي عامل مشجع لعودة سوريا… التطبيع مع النظام السوري في هذه المرحلة هو فقط تطبيع لشخص تورط في جرائم حرب".

 

يشار إلى ان جامعةالدول  العربية  أوقفت عضوية سوريا، في نوفمبر عام 2011، نتيجة لضغوط عدة مارستها دول عربية، على خلفية الموقف من الصراع الدائر في هذا البلد. وقالت الجامعة في الآونة الأخيرة إن عودة سوريا تتطلب إجماع الدول الأعضاء.

 

فمنذ بدء الصراع في سوريا، أغلقت دول عربية عدة سفاراتها في دمشق، أو خفضت علاقاتها مع الحكومة السورية، ولكن دعوات عدة برزت في الأشهر الأخيرة لاستئناف العلاقات واستعادة سوريا بالتالي عضويتها في جامعة الدول العربية.
 

وكانت تقارير صحفية أمريكية قالت إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هدد حلفاءه العرب، بعد مساعي بعض الدول العربية لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد.

 

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن دبلوماسيين أمريكيين، قولهم إن جهود الدول العربية لإعادة الاندماج مع الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد، توقفت بصورة كبيرة، بعدما دفعت الولايات المتحدة حلفاءها للتوقف عن تجديد العلاقات الدبلوماسية.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان