انتشر في الآونة الأخيرة في عدد من الدول في الشرق الأوسط أنواع من الحشرات، الأمر الذي أدى إلى موجة من الذعر والخوف من بين سكانها، حيث باتت حديث المنطقة بأسرها.
وبدأ الأمر برمته في بداية شهر أبريل ، حين بدأت الحشرات في غزو السعودية والعراق ، وانتشرت حشرات الربيع، هذا العام بكثافة عالية وعلى نطاق واسع وغير معتاد.
ولم ينحصر وجودها هذا العام على المزارع فقط، بل زحفت الحشرات نحو الأحياء السكنية والأسواق.
بينت مقاطع فيديو وصور تم التقاطها في المملكة، أن الحشرات انتشرت أيضا في الحرمين المكي والمدني، وتم رشها واستخدام أجهزة لشفط الحشرات. كما تم استدعاء المزيد من العمال لمعالجة هذا الأمر.
وقالت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية،الثلاثاء، إن هناك خطر تكون أسراب جراد ناضجة وغير ناضجة تنتقل من المناطق الداخلية في اليمن، إلى داخل السعودية في الجنوب.
وأشارت الوزارة في بيان لها نشرته صحيفة "البلاد" السعودية، أن هذه الأسراب ستهاجم مناطق نجران– الدواسر- شرورة، بدءاً من الأربعاء 1مايو وحتى الإثنين 6 مايو 2019.
وأكدت الوزارة على أنه "بسبب عامل الرياح التي سوف تستمر باتجاه المناطق المهددة حتى نهاية الفترة المذكورة"، وأشارت إلى احتمالية انتقال الأسراب إلى مناطق التكاثر الربيعية التقليدية بين الرياض والقصيم وحائل.
ولفتت الوزارة إلى أن تقارير منظمة الفاو أفادت بأن أسراب الجراد تتحرك في المناطق الداخلية لليمن، غرباً من حضرموت إلى مناطق الحزم ومأرب وعتق، بالإضافة إلى سرب واحد في المرتفعات شمال صنعاء، وسرب واحد على حدود المملكة العربية السعودية بين منطقة العبر وشرورة.
وأكدت على أنه لا توجد عمليات مسح ومكافحة في اليمن حاليا بسبب الظروف الراهنة هناك، علماً بأن السكان المحليين يقومون بجمع الجراد، وشددت على أنها ستواصل متابعة الوضع والتطورات وإبلاغ الجهات المختصة بالمملكة بذلك مباشرة.
وقبل شهرين كانت أسراب هائلة من الجراد ضربت مزارع في مدن الأفلاج والبديع والسليل جنوب الرياض، قبل أن تضرب الجنادب السوداء مدينة مكة المكرمة.
وتتكاثر هذه الحشرات بسرعة متناهية؛ حيث إن الحشرة الواحدة تضع من 150 إلى 400 بيضة خلال أسبوعين، ثم تتحول إلى حشرة كاملة خلال أسبوعين آخرين.
ويزداد عدد الحشرات متأثرة بزيادة وكثافة الغطاء النباتي "الربيع" والرطوبة.
وهاجمت الجنادب السوداء أو ما يسمى بصرصور الليل قد هاجمت بشكل غير اعتيادي مدن سعودية ما أثار جدالاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي مع انتشار فيديو مصور لموظفين الحرم وهو يحاولون السيطرة على أعداده الهائلة.
ووضع مركز مكافحة الجراد والآفات المهاجرة خطة مكافحة على مدار العام، تشمل التكاثر الشتوي والتكاثر الربيعي في 10 مناطق يتوقع وصول الجراد إليها.
وتتوزع المناطق في المملكة، كالتالى الباحة وعسير وجازان والرياض وحائل والقصيم والجوف ومكة المكرمة والمدينة المنورة وتبوك.
شار إلى انه يوجد في السعودية حشرة خطيرة للغاية وهي "عقرب الذيل". هو يقتل كل عام العديد من البشر. يأتي اسم هذا العقرب من وجود ذيل كبير، حيث يستطيع توجيه لدغة قوية لحقن السم في الضحية.
وتسببت موجة الفيضانات والسيول وارتفاع مناسيب مياه الأنهار بعدد من محافظات العراق في هجمات متكررة لحشرات وأفاعٍ وقوارض وبعض الحيوانات البرية على عدد من المناطق السكنية بعد أن اجتاحت المياه الكثير من البساتين والحقول.
وشهدت أغلب المحافظات التي تخترقها الأنهار مثل ديالى وتكريت وسامراء والفلوجة موجة سيول وفيضانات دمرت مناطق شاسعة، وحسب أهالي قرية الكبة الواقعة على ضفاف نهر ديالى، فإن حشرات وأفاعي وعقارب وقوارض اجتاحت المنازل هرباً من المياه التي أغرقت البساتين.
هاجمت أسراب من الصراصير السوداء الصغيرة، الخنافس "الكالوسوما"، مناطقا في أرياف حماة وحمص ومناطق في البادية و القلمون وسط سوريا، ما أثار الخوف والرعب في نفوس سكان هذه المناطق، خاصة بعد انتشار الشائعات حول أضرارها.
وأوضح مدير زراعة دمشق وريفها علي سعدات سبب ظهور وانتشار حشرة "الخنفساء السوداء" (الكالوسوما) في الأيام الأخيرة في مناطق دمشق وريفها، مؤكدا أن هذه الحشرة نافعة.
ونقلت وكالة "سانا" عن سعدات قولع إن هذه حشرة "الخنفساء السوداء" ظهرت في الأيام الأخيرة في مناطق دمشق وريفها بسبب الأمطار الغزيرة واتساع الغطاء النباتي.
وأوضح سعدات أن هذه الحشرة عمرها قصير جداً ويتراوح ما بين 22 و 26 يوماً وتنجذب للإضاءة ليلاً.
وانتشرت حشرة "الكالوسوما" المسماة شعبيا "الخنفساء السوداء" بشكل كبير في ريفي حمص وحماة ومناطق مختلفة من البادية، وبالرغم من طمأنة وزارة الزراعة وتأكيدها على قصر عمر هذه الحشرات، وأهميتها في التوازن البيئي، لتغذيتها على الحشرات الضارة، إلا أن هذا الأمر لم يمنع الشائعات من الإنتشار بأضرار و خطورة الخنافس.
وفي مصر ، انتشرت في مختلف أحياء وتجمعات مدينة العريش الخنافس السوداء، حيث أشتكي كثير من المواطنين من وجودها بكثرة في المناطق التي يعيشون بها.
بدورها أصدرت محطة البحوث الزراعية بالعريش، بياناً أكدت فيه تظهر بالتزامن مع هجرة الفراش والجراد، وإنتشار العقارب، مما يؤدي إلى ظهورها بشكل كبير للمحافظة على توازن الطبيعة، لأن الفراش والجراد بهذه الأعداد الضخمة مُضر للبشر وللمحاصيل ولكل شيء، وخاصة الجراد.
وأوضحت أن مناخ كالوسوما أوليفيري، لا تحتمل الحرارة أو ضوء الشمس، وتظهر في بداية المساء وتفضل الأحياء السكنية، بسبب الإضاءة، وليس الإضاءة فقط بل تجد فرائسها تنتظرها على الأضواء، كالفراش والجراد وغيرها.
وأوضحت أن المبيدات الحشرية لا تؤثر في الكالوسوما، ولكن قد تقوم بتخديرها وشلها مُدة بسيطة، ولكن من دون جدوى، لذى لا داعي لمكافحتها وهدر الوقت والمال.
وفي فبراير الماضي، أعدت وزارة الزراعة المصرية، بالتعاون مع عددٍ من الدول المجاورة، 54 قاعدة حدودية لصدهجوم الجراد المتوقع، وذلك للحد من الأضرار الزراعية المتوقعة.
وتشير بيانات الأمم المتحدة أن سربًا واحدًا من الجراد قد يمتد على مساحة كيلو متر مربع يمكن أن يلتهم ما يتناوله 35 ألف شخص و20 جمل و 6 أفيال من الطعام في يوم واحد.
ويحمل تاريخ الزراعة المصرية مع الجراد هجمات خطيرة؛ حيث أدى هجوم 50 سرباً من الجراد عام 1954 إلى تلف 250 ألف طن من محصول الذرة. ورغم أن الهجمات التالية في العقود الأخيرة من القرن العشرين كانت ضعيفة، فإنه في عام 2004، غزت أسراب كبيرة منه سماء القاهرة، ووصلت إلى محافظات البحيرة والمنوفية والإسكندرية، ولكن لم يسبب وقتها مشكلات رغم كثافته؛ لأنه كان من النوع النشط الذي لا يستقر في مكان واحد أكثر من ليلة واحدة.
تشهد عدة قرى ومناطق شرقي لبنان، منذ السبت الماضي، غزوا من هذه الحشرات سوداء اللون، التي تعرف باسم "الخنفساء السوداء"، على وجه الخصوص، في مناطق عدة من البقاع.
واجتاحت أسراب "الخنافس السوداء" التي وصلت في اليومين الماضيين إلى لبنان، عبر منطقة البقاع، وانتشرت أعداد كبيرة منها على الطرقات والأرصفة والحقول، في ظاهرة غريبة لم يشهدها لبنان من قبل، حسبما أفاد سكان المنطقة.
انتشرت مقاطع مصورة وصور على شبكات التواصل الاجتماعى للخنافس التي أثارت "الرعب" لدى سكان قرى البقاع.
وكانت "الخنافس السوداء" انتشرت منذ مدة في مناطق في حمص وحماة بسوريا، واجتاحت أعداد كبيرة منها ضواحى دمشق الأسبوع الماضي، إلى جانب عدة أماكن في دولة الاحتلال.
هاجمت أسراب من الحشرات والجراد بعض المناطق في المملكة الأردنية الهاشمية، تحديدا بلدة "كوم الرف" في البادية الشمالية الأردنية (محافظة المفرق)، وسط مناشدات من السكان للسلطات بالتدخل السريع.
الخنفساء السوداء التي انتشرت في الأردن .. مفيدة https://t.co/EMoGBN7EyQ pic.twitter.com/P9eeb0rqrv
— موقع سواليف الاخباري (@Sawaleifnews) April 28, 2019
وقال المواطنون أن أعداد حشرات الجراد في زيادة مستمرة، ومن الضروري جداً مكافحتها قبل أن تتسبب بمشاكل للمواطنين.
ولوحظ في الآونة الأخيرة الانتشار الكبير لهذه الحشرة في مناطق واسعة من الأردن مما تسبب في هلع سكان هذه المناطق.
وقال الناطق باسم وزارة الزراعة، لورنس المجالي :" إن الأمطار الغزيرة، التي شهدها الموسم الحالي، ساهمت في انتشار حشرة الخنفسة".
وأوضح أن الخنفسة، يزداد تكاثرها بسبب توفر الرطوبة، ونمو النباتات، بشكل لم يشهده الأردن خلال السنوات الأخيرة.
وكانت الأجهزة المعنية قد أعلنت عن استعدادها لمواجهة مجموعات الجراد بعض الحشرات ، حيث تم تجهيز 55 فرقة مختصة لمكافحة الجراد و42 فرقة رصد ومسح منها في إقليم الجنوب و27 فرقة مختصة بالمكافحة و22 فرقة رصد ومسح مجهزة ومزودة بالأجهزة الحديثة والمعدات اللازمة والمبيدات الحشرية.
دولة الاحتلال الإسرائيل
وفق وسائل الإعلام المحلية، أعلنت وزارة حماية البيئة الإسرائيلية، الاثنين، أن أعدادا كبيرة من الخنفساء السوداء انتشرت في عدة مستوطنات .
وقالت الوزارة: "رصدنا في الأيام الأخيرة، أسراباً كبيرة من الخنافس السوداء في العديد من المستوطنات والمدن في جميع أنحاء إسرائيل، يقدر طول الحشرة الواحدة فيها حوالي سنتيمتر ونصف"، بحسب ما ورد على موقع القناة 13 الإسرائيلية.
وذكرت القناة الثانية العبرية ، الإثنين، أن سكان الجنوب يتعرضون لهجمة شرسة من عدد لا يُحصى من الخنافس ويخشون حتى الخروج إلى فناء منازلهم وأماكن الترفيه.
ماهي الخنفساء السوداء؟
هي نوع من الخنافس، يحمل الاسم العلمي Calosoma olivieri، وتعرف في البلاد العربية باسم الخنفساء السوداء أو حشرة الكالوسوما.
عمرالخنفساء السوداء قصير جداً ويتراوح ما بين 22 و 26 يوماً وتنجذب للإضاءة ليلاً، وهذا هو السر وراء اندفاعها نحو بعض المناطق السكانية خلال الليل، والخنفساء السوداء أو الكالوسوما هي حشرة تنشط ليلاً فقط، وتتغذى على الحشرات والديدان الضارة الموجودة في التربة والنبات، والتي قد تشكل آفة زراعية في حال غياب حشرة الكالوسوما أو الخنفساء السوداء.
ما سبب انتشارها؟
تُعتبر الأمطار الوفيرة التي شهدتها المنطقه هذا العام والغطاء النباتي الربيعي الممتد السبب الرئيسي وراء الانتشار غير المعتاد للخنفساء السوداء او حشرة الكالوسوما، فهذه الحشرة تعيش عادة بين الأعشاب والنباتات في التربة الرطبة، وتخرج للسطح عند ارتفاع درجات الحرارة.
ما هي فوائدها ؟
هي حشرة نافعة تقضي على الحشرات الضارة في البساتين والغابات، وهي غير ضارة بالصحة العامة للإنسان أو المزروعات، ويجب عدم مكافحتها لأنه من الجيد ظهور وتكاثر هذا النوع من الحشرات المفيدة للحفاظ على التوازن البيئي، وهي تتغذى على يرقات الفراشات التي انتشرت قبل فترة وهذه اليرقات ضارة بالنباتات، والتي قد تشكل آفة زراعية في حال غياب حشرة الكالوسوما أو الخنفساء السوداء.
