رئيس التحرير: عادل صبري 10:21 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

جاء بانقلاب ورحل بآخر.. من هو عمر البشير؟

جاء بانقلاب ورحل بآخر.. من هو عمر البشير؟

العرب والعالم

عمر البشير

جاء بانقلاب ورحل بآخر.. من هو عمر البشير؟

وائل مجدي 11 أبريل 2019 16:10

 

 ما بين انقلاب 1989 وانقلاب 2019.. 30 عامًا قضاها البشير على رأس هرم السلطة في السودان، إلى أن قرر

الجيش إقالته، في أعقاب موجة الاحتجاجات الأخيرة.

 

وُلد البشير في قرية "حوش بانقا" بريف شندي في 1 يناير 1944، وتخرج في الكلية الحربية السودانية عام 1967.

 

 

كما شارك ضمن القوات السودانية في حرب أكتوبر 1973 على الجبهة المصرية، ثم نال ماجستير العلوم العسكرية بكلية القادة والأركان عام 1981، ثم ماجستير العلوم العسكرية بماليزيا 1983، وزمالة أكاديمية السودان للعلوم الإدارية عام 1987.

 

انقلاب 1989.. البشير المنقذ

 

 

عمِل بالقيادة الغربية من عام 1967 وحتى 1969، ثم القوات المحمولة جواً من 1969 إلى 1987، إلى أن عُيِّن قائداً للواء الثامن مشاة مستقل خلال الفترة من 1987 إلى 30 يونيو 1989، وهو تاريخ انقلابه على حكومة "حزب الأمة" التي جاءت إلى السلطة بانتخابات حرة جرت عام 1985، بعد أن أطاح الشعب السوداني بالرئيس الأسبق جعفر نميري، الذي حكم السودان بقبضة فولاذية 16 عاما.

 

وصل إلى الحكم إثر قيامه بانقلاب عسكري على حكومة رئيس الوزراء الصادق المهدي في العام 1989 ونصّب نفسه رئيسا لمجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني، ثم رئيسا للسودان.

 

واللافت أن انقلاب البشير نفذه بالتعاون مع حسن الترابي زعيم "الجبهة الإسلامية"، في سابقة عربية، وهي نجاح انقلاب بالتعاون مع إسلاميين لا قوميين واشتراكيين.

 

 

ومنذ وصول البشير إلى مقاليد السلطة لم تشهد السودان تنظيم انتخابات رئاسية باستثناء الاستحقاقات التي نظمت في العام 2010، والتي أسفرت، دون مفاجآت، عن فوز الزعيم السوداني بعد انسحاب المعارضة السودانية من السباق الرئاسي معتبرة أن الانتخابات لن تكون شفافة ونزيهة، لذا يعتبر عمر البشير صاحب أطول فترة حكم في تاريخ السودان الحديث.

 

عام 2005، وقع البشير اتفاق نيفاشا مع قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان الراحل جون قرنق، لينهي بذلك حرب أهلية استمرت 21 عاما، وتتأسس جمهورية جنوب السودان.

 

ملاحقة جنائية

 

 

وتلاحق المحكمة الجنائية الدولية البشير بتهم تتعلق بجرائم حرب ضد الإنسانية في دارفور منذ عام 2009، إلا أنه تحدى قرار المحكمة بزياراته الرسمية لبلدان عربية وأفريقية.

 

وفي المقابل، رفض البشير الاتهامات التي وجهها ضده مدعي محكمة الجنايات الدولية، القاضي الأرجنتيني لويس مورينو أوكامبو، الذي قال في أكثر من مناسبة أن لديه أدلة دامغة على تورط البشير في جرائم حرب.

 

ويعد البشير أول رئيس تُصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحقه في مارس عام 2009 وهو بالسلطة، متهمةً إياه بخمس جرائم ضد الإنسانية وجريمتي حرب و3 جرائم إبادة جماعية، بسبب إجراءاته العسكرية ضد الانفصاليين في دارفور.

 

وأوضح أوكامبو أن البشير مسؤول بشكل مباشر عن مقتل أكثر 30 ألف شخص في هجمات شنتها القوات السودانية وميليشيات الجنجويد التي تدعمها الحكومة السودانية، إضافة إلى تعرض أكثر من مليوني شخص آخرين إلى عمليات اغتصاب وحملات تجويع على مستوى مخيمات اللاجئين.

 

ولكن ظل عمر البشير يتنقل بين العواصم العربية والافريقية دون أن يتم القبض عليه.

 

تقسيم السودان

 

 

تسلَّم السودان دولة واحدة ليسلِّمها دولتين، ففي عام 2005 وقَّع مع زعيم جنوب السودان جون قرنق اتفاقية السلام، مُنهيا الحرب التي بدأت عام 1983 وراح ضحيتها ما يقارب 1.9 مليون من المدنيين.

 

وفي عام 2011 استقلَّ جنوب السودان، في سابقة عربية أيضا.

 

ولم تكن الاحتجاجات التي قادت إلى عزل البشير هي الأولى، ففي سبتمبر 2013، اندلعت مظاهرات شعبية واسعة في السودان ضد حكمه، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات والمواد التموينية وسوء الأوضاع المعيشية عامة.

 

وفي محاولة لتهدئة الاحتجاجات، وعد البشير شعبه بعدم الترشح لمنصب الرئاسة في انتخابات عام 2015، لكنه لم يف بوعده.

 

انقلاب 2019

 

 

أعلن الجيش السوداني، في بيان هام ينتظره المتحتجون من الإعلان عنه صباح اليوم الخميس، إقالة الرئيس عمر البشير من الحكم.

 

وقال قائد الجيش في البيان: "الشعب السوداني الكريم لقد ظلت اللجنة الأمنية العليا المكونة من القوات المسلحة والشرطة وجهاز المخابرات والدعم السريع تتابع ما يجري في الدولة منذ فترة طويلة من سوء إدارة وفساد استشرى وظلم للشعب، فزاد الفقير فقرا وزاد الغني غنى وانعدم حتى الأمل في تساوى الفرص".

 

وتابع: "يا أبناء الشعب الواحد لقد كان صبر أهل السودان فوق تحمل قدرة البشر، ورغم ما أصاب المنقطة وبعد الدول إلا أن الشعب السوداني تخطى تلك المرحلة بحكمة، إلا أن الشباب خرج في تظاهر سلمي حيث الأزمات المتنوعة والمتكررة والاحتياجات المعيشية والخدمات الضرورية وذلك لم ينبه النظام الذي ظل يردد الوعود الكاذبة ويصر على المعالجة الأمنية دون غيرها".

 

واستطرد قائد الجيش: "وهنا تجد الجنة الأمنية العليا أن تعتذر عما وقع من خسائر في الأنفس، ونترحم على الشهداء ونتمنى الشفاء للجرحى، لأن كل منسوبي تلك المنظومة الأمنية حرصت على إدارة الأزمة بمهنية وكفاءة رغم بعض السقطات".

 

وأكمل: "وحذرت اللجنة الأمنية مما حدث إلا أنها اصطدمت بالحلول الأمنية وإصرار النظام عليها وهو ما كان سيحدث خسائر في الأرواح بأعداد لا يعلم بها إلا الله، إلا أن اللجنة العليا قررت تنفيذ ما لم يتحسب له رأس النظام، وقررنا مدة انتقالية لمدة عامين ومنح صلاحية مسؤولية إدارة الدولة".

 

وتابع: "بصفتي وزير الدفاع السوداني أعلن اقتلاع رأس النظام السابق، الرئيس عمر البشير والتحفظ عليه في مكان آمن، ونعلن تعطيل العمل بدستور السودان الانتقالي لعام 2005 وإعلان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر وقفل الأجواء لمدة 24 ساعة والمعابر في كل أنحاء السودان حتى إشعار آخر".

 

كما أعلن وزير الدفاع السوداني، حل المجلس الوطني وحل مجالس الولايات، ويستمر العمل طبيعياً في السلطة القضائية بكل مكوناتها.

 

وأنهى وزير الدفاع البيان قائلًأ: "ندعو حاملي السلاح والحركات المسلحة إلى الانضمام لحضن الوطن والمشاركة في بنائه، ونطلب من الجميع عدم التعدي على ممتلكات الوطن".

 

وأعلن جهاز الأمن والمخابرات الوطني في السودان، اليوم الخميس، إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين فى كل أنحاء البلاد.

 

وتصاعدت الأزمة الراهنة في السودان منذ مطلع الأسبوع بعدما بدأ آلاف المحتجين اعتصاما خارج مقر وزارة الدفاع في وسط الخرطوم حيث يوجد مقر سكن البشير.

 

واندلعت اشتباكات الثلاثاء بين جنود حاولوا حماية المحتجين وأفراد من أجهزة الأمن والمخابرات حاولوا فض الاعتصام. وذكر وزير الإعلام، نقلا عن تقرير للشرطة، أن ما لا يقل عن 11 شخصا لاقوا حتفهم في الاشتباكات، منهم ستة من أفراد القوات المسلحة.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان