رئيس التحرير: عادل صبري 09:56 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد 4 سنوات حزم في اليمن.. هل حققت عاصفة السعودية أهدافها؟

بعد 4 سنوات حزم في اليمن.. هل حققت عاصفة السعودية أهدافها؟

العرب والعالم

مشاهد من الحرب في اليمن

بعد 4 سنوات حزم في اليمن.. هل حققت عاصفة السعودية أهدافها؟

أيمن الأمين 26 مارس 2019 12:54

في مثل هذا اليوم الـ 26 من مارس قبل 4 سنوات، كانت اليمن على موعد مع إطلاق عملية عاصفة الحزم السعودية ضد جماعة أنصار الله الحوثي.

 

تلك العملية لم تستطع حتى الآن إنهاء ما جاءت من أجله، وهو إخراج الحوثي من العاصمة صنعاء، ناهيك عن تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

 

وانطلقت "عاصفة الحزم" في 26 من مارس الماضي ضدّ جماعة الحوثي وقوات علي عبد الله صالح، ولا تزال العمليات العسكرية مستمرة.

 

وتشهد المدن اليمنية منذ ذلك التوقيت اشتباكات مسلحة بين جماعة أنصار الله الحوثي وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي والتي تدعمها السعودية والإمارات.

الجبهات على كامل المدن اليمنية ما تزال مستمرة، حرب في تعز، وصعدة وشبوة، حتى الجنوب المحرر من الجماعة الحوثية تضربه الاغتيالات والفوضى الأمنية، إلى جانب مطالبات بالانفصال.

 

وبعد 4 سنوات من الحزم، هناك انتهاكات ارتكبها جميع أطراف الصراع بما في ذلك الهجمات العشوائية، والاحتجاز التعسفي، والاختفاء القسري، والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، والاعتداء الجنسي، وفرض قيود على دخول وتنقل السلع الأساسية، والمساعدات الإنسانية، وبعض تلك الانتهاكات يصل إلى حد جرائم الحرب".

 

وخلال العام الرابع من الحرب، أعلنت بعض الدول وقف مشاركتها في تحالف التدخل العسكري، الأمر الذي جعل اليمنيين قلقين من إتاحة الفرصة للسعودية والإمارات في الاستمرار بإعادة تمزيق بلادهم وتنازع المليشيات على النفوذ وتوحيد اليمن، بحروب دامية.

من جهته، استغرب مدير مكتب وزارة حقوق الإنسان السابق في محافظة المهرة علي عفرار من الدواعي التي جعلت السعودية والإمارات تجلبان قواتهما العسكرية وتحاولان السيطرة على المدينة.

 

وقال عفرار في تصريحات صحفية، إن مبررات تدخل التحالف باليمن هو إعادة الشرعية ودحر الانقلاب، ولكن في محافظتي المهرة وسقطرى لم يكن هناك أثر للحوثيين ومع ذلك سيطرت الإمارات والسعودية على هاتين المحافظتين بحجج واهية.

 

وبدأت الرياض وأبو ظبي بخلق بؤر في تلك المدن لزعزعة الأمن الإقليمي وعملتا على استجلاب جماعات متطرفة، كما عززتا وجودهما بالسيطرة على مناطق وممرات الحركة الاقتصادية والعسكرية، حسب عفرار.

ويشدد على أن التحالف لم يكتفِ بذلك العبث، بل بعث شبكات تجسسية وعناصر استخباراتية وجماعات مشبوهة لتأجيج الصراع في المهرة المحاذية لسلطنة عمان.

 

وأضاف عفرار أن التحالف قام أيضا بشراء ولاءات للقيادات المجتمعية وإغرائها بمنحها الجنسية، والأخطر أنه عمل على تقويض بقايا أركان الدولة الشرعية وإحلال المليشيا التابعة للإمارات والسعودية مكانها.

 

وعن أسباب ممارسة السعودية والإمارات كل هذه السلوكيات، قال عفرار إن هناك تعاملا وتنسيقا إماراتيا سعوديا يهدف إلى السيطرة على الممرات المائية باليمن ومحاصرة بعض الدول المجاورة لمخطط مستقبلي، حيث تعمل القوات السعودية الموجودة بالمهرة على استنساخ تجربة الإمارات في عدن.

 

يذكر أن الحرب بدأت في اليمن منذ إطلاق عملية "عاصفة الحزم"، لكن الأزمة في البلاد كانت قائمة منذ أعوام، قبل أن تؤول إلى هذه الحرب.

 

وفي مارس 2015، شهد النزاع نقطة تحول محورية مع انخراط السعودية المباشر فيه عبر إنشاء تحالف عربي لدعم القوات اليمنية الحكومية في مواجهة الحوثيين، وشنها "عاصفة الحزم"، قبل أن يتغير اسم العملية لاحقا إلى "إعادة الأمل"، وبدأت أولى غارات التحالف العربي على معاقل الحوثيين في اليمن في 26 مارس.

واستمرت المعارك بين الحوثيين والتحالف العربي منذ ذلك الحين بين تقدم وتقهقر من الجانبين، وسط معاناة المدنيين.

                                                                                     

وشهد شهر نوفمبر 2017، نقطة تحول أخرى هامة في النزاع حين قصف الحوثيون للمرة الأولى العاصمة السعودية بصاروخ باليستي، وسط تزايد التوتر بين الرياض وطهران واتهامات سعودية لإيران بتزويد جماعة الحوثي بالأسلحة والذخيرة.

 

وفي 4 ديسمبر، قتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على أيدي حلفائه السابقين الحوثيين، وذلك إثر محاولته "فتح صفحة جديدة" مع السعودية، ما اعتبره الحوثيون غدرا وخيانة لهم.

 

وشابت المواجهات العسكرية في هذا البلد الفقير شبهات بارتكاب جرائم حرب، إذ تحدثت الكثير من التقارير عن انتهاكات من أطراف النزاع.

 

وفي مارس 2018، انتقدت منظمة العفو الدولية الدول الغربية لتزويد السعودية وحلفائها بالأسلحة، واتهمت الرياض وحليفاتها بأنها في معرض ارتكاب "جرائم حرب محتملة" في اليمن.

 

وفي نهاية أغسطس الماضي، خلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إلى أن كافة الأطراف المتحاربة ارتكبت على الأغلب "جرائم حرب".

مع احتدام المعارك، خاصة في ميناء الحديدة الاستراتيجي، والحصار المفروض عليه من قبل التحالف العربي، بدأت في 6 ديسمبر، محادثات السلام اليمنية في السويد بين الحكومة والحوثيين برعاية الأمم المتحدة.

 

وفي 13 ديسمبر، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس سلسلة اتفاقات تم التوصل إليها بين الجانبين، بينها اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة. وفي اليوم التالي أعلن الموفد الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث نشر مراقبين دوليين.

 

وفي 18 من الشهر نفسه، توقفت المعارك في الحديدة، بحسب مصادر موالية للحكومة وكذلك بعض الأهالي.

 

وفي 22 ديسمبر انتشر فريق من مراقبي الأمم المتحدة في الحديدة للإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، فيما تبادل الحوثيون والحكومة الاتهامات بخصوص حدوث خروقات.

على الجانب الآخر، وبين نزوح ومجاعة وكوليرا، خلف الصراع اليمني معاناة إنسانية تعد الأسوأ في العالم، وفق الأمم المتحدة.

 

ففي مارس 2017 وصف المسؤول عن العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين الأزمة في اليمن بأنها "الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم".

 

وما زال هذا صحيحا، بحسب ما أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في فبراير 2019.

 

وأوضح أن تقديراته تشير إلى أن "80 بالمئة من السكان، أي نحو 24 مليون شخص، بحاجة إلى مساعدة غذائية أو حماية، بينهم 14,3 مليون شخص بشكل عاجل".

 

بينما أكدت منظمة العمل ضد الجوع الفرنسية أن عدد النازحين داخل اليمن بلغ 3,3 ملايين شخص.

 

وتفشى وباء الكوليرا في البلاد مؤديا إلى وفاة أكثر من 2500 شخص منذ أبريل 2017. وتم الإبلاغ عن الاشتباه بنحو 1,2 مليون حالة إصابة، بحسب منظمة الصحة العالمية.

 

ولقد أوقعت الحرب الدائرة هناك نحو 10 آلاف قتيل منذ بدء عمليات التحالف في 26 مارس 2015، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، في حين تقول منظمات حقوقية مستقلة إن عدد القتلى الفعلي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان