رئيس التحرير: عادل صبري 11:38 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

رغم النصر العسكري.. المكاسب بعيدة عن أيدي السوريين

رغم النصر العسكري.. المكاسب بعيدة عن أيدي السوريين

العرب والعالم

الرئيس السوري بشار الأسد

رغم النصر العسكري.. المكاسب بعيدة عن أيدي السوريين

إسلام محمد - وكالات 15 مارس 2019 21:00

بعد مرور ثماني سنوات على انزلاق سوريا في أتون الحرب، دُحِر الكثير من أعداء الرئيس بشار الأسد وعادت معظم أراضي البلاد إلى سيطرته، إلا أنه لا يحتفي بالأمر.

 

وقال الأسد لمناصرين في كلمة ألقاها الشهر الماضي "علينا أولا ألا نعتقد خطأ كما حصل خلال العام الماضي أن الحرب انتهت. وأقول هذا الكلام ليس للمواطن فقط، أيضا للمسؤول".

 

وقال "نحن نحب بطبعنا أحيانا العنتريات وكأن الحرب أصبحت من الماضي. ولدينا الرومانسية أحيانا أننا انتصرنا. كلا الحرب لم تنته".

 

وتابع أن قواته ما زالت تخوض حروبا يتعين الخروج منها قبل الانتقال للنقطة الرئيسية التالية، ألا وهي الحصار الذي تفرضه دول أجنبية.

 

وقال في قاعة مؤتمرات مزدحمة بالحضور في العاصمة دمشق "معركة الحصار هي معركة قائمة بحد ذاتها. هي معركة كر وفر تشبه المعارك العسكرية. خلال هذه الحرب كنا نربح معارك ونخسر معارك... الحصار بشكل عام يشتد لو قارناه بالسنوات الماضية".

 

وتعكس التصريحات شتاء غير مريح في دمشق، هو الثامن منذ اندلاع الصراع بعد احتجاجات في 15 مارس 2011، ومر عام أو نحو ذلك منذ آخر مرة سقطت فيها قذيفة مورتر على المدينة، لكن السوريين في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة يشكون من نقص حاد في الوقود تلقي دمشق باللائمة فيه على عقوبات الغرب.

 

ورغم أن هذين الحليفين قدما قوة نيران كانت حاسمة في الحرب، فإنهما لم يقدما الكثير في مجال المساعدات لإعادة بناء المدن التي دمرتها حرب أودت بحياة مئات الآلاف وتسببت في نزوح نصف عدد سكان سوريا.

 

ومكن الدعم الإيراني للنظام السوري ماليا وعسكريا، النظام السوري من الصمود طيلة سنوات الحرب، إلا أن العقوبات الأميركية على إيران جففت على ما يبدو التمويلات التي كانت تتدفق على دمشق.

 

وتواجه طهران أزمة مالية وشحا في النقد الأجنبي بدفع من العقوبات الأميركية ما أرغمها على مراجعة دعم وتمويل وكلائها في المنطقة.

 

ولن يهم الغرب بالمساعدة دونما تسوية سياسية، غير أن الأسد لا يبدي استعدادا للتنازل بعدما ضيق الخناق على أعدائه وحصرهم في جيب بالشمال الغربي هو الآن قاب قوسين أو أدنى من القوات الحكومية.

 

وكان الأسد قد استعاد مناطق كبيرة عام 2018 من ضمنها الغوطة الشرقية قرب دمشق في عمليات زحف مدعومة من روسيا.

 

لكنه لم يحقق مكاسب كبيرة منذ استرداد القنيطرة على الحدود مع هضبة الجولان المحتلة في يوليو/تموز من العام الماضي. ولعب وجود قوات أجنبية مناوئة على التراب السوري، تتمثل في تركيا في الشمال الغربي والولايات المتحدة في الشمال الشرقي وفي الشرق، دورا في عرقلة أي تقدم آخر.

 

وأثار قرار الرئيس دونالد ترامب في ديسمبر من العام الماضي سحب كل القوات الأميركية من سوريا إمكانية أن تستعيد دمشق المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد حيث تنتشر تلك القوات، لكن هذه الاحتمالية ضعفت إذ من المقرر الآن أن تبقى بعض القوات الأميركية.

 

ورغم أنه بدا أن بعض خصومه العرب مستعدون لكسر الجليد الدبلوماسي مع الأسد قبل بضعة أشهر، كان للضغط الأميركي دور في كبح حدوث تقارب أكبر. وانحسرت قوة الدفع لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

 

وقال ديفيد ليش الخبير في الشأن السوري ومؤلف كتاب 'سوريا: سقوط آل الأسد' "أتفق مع الأسد.. الحرب لم تنته، النظام لا يواجه أي خطر سقوط وشيك، لكن التحديات بالغة سياسيا واقتصاديا".

 

وهو يرى سوريا في مسارها الحالي أشبه بالسودان الذي يعاني أزمة وللدولة فيه سلطة محدودة وبه مناطق حكم ذاتي خارج قبضتها.

 

وفي ما يتعلق بنقص الغاز وغيره من الإمدادات قال "بما أننا نتحدث عن الحوار أريد أن أتطرق إلى الحوارات الأخيرة التي دارت في مجتمعنا خلال الأزمة الخانقة التي مررنا بها خلال الأسابيع الماضية وعلى مراحل.. مرة بالغاز ومرة بالمواد الأخرى المختلفة".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان