رئيس التحرير: عادل صبري 11:25 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

لكسر عزلة إيران ومواجهة عقوبات أمريكا.. روحاني يصل العراق

لكسر عزلة إيران ومواجهة عقوبات أمريكا.. روحاني يصل العراق

العرب والعالم

روحاني وبرهام

لكسر عزلة إيران ومواجهة عقوبات أمريكا.. روحاني يصل العراق

وائل مجدي 11 مارس 2019 14:45

في أول زيارة له منذ 6 سنوات، وصل الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الاثنين، إلى بغداد.

 

وتأتي الزيارة التي تستمر لثلاثة أيام، وسط ضغوط أمريكية قوية على العراق لتحجيم علاقاتها مع طهران.

 

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، سبق روحاني إلى بغداد للتحضير لزيارته.

 

وتقدم ظريف بالشكر إلى العراق على "رفضه العقوبات الأمريكية ضد إيران".

 

زيارة إيرانية

 

 

 

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، إن "الرئيس حسن روحاني وصل إلى العاصمة العراقية بغداد، صباح اليوم الاثنين، على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى.

 

وأشارت إلى أن الزيارة جاءت تلبية لدعوة رسمية من نظيره العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي.

 

وأكد روحاني، في تصريحات نقلتها وكالة "فارس" من مطار مهر أباد قبيل مغادرته إلى بغداد، أن هدف طهران توسيع العلاقات مع بغداد، وزيادة التبادل التجاري بين البلدين، قبيل توجهه لزيارة رسمية إلى العراق.

 

وقال: "وقفنا إلى جانب الشعب والحكومة العراقية وما زلنا، وهدفنا توسيع العلاقات مع بغداد، والتبادل التجاري مع العراق يجب أن يرتفع من 12 إلى 20 مليار دولار".

 

وتابع: "العلاقة بين إيران والعراق لا يمكن مقارنتها بدولة محتلة مثل الولايات المتحدة، المكروهة في المنطقة، القنابل التي أسقطها الأمريكيون على العراقيين والشعب السوري وبلدان أخرى في المنطقة لا يمكن أن تمحى من الذاكرة، وسيبقى الموقف الأخوي الإيراني تجاه بلدان المنطقة في الأذهان".

 

وقال إن "الأمريكيين يبحثون عن إثارة الإيرانوفوبيا، وهم يبحثون دائما عن الخلافات والانقسامات بين دول المنطقة بسبب مصالحهم الخاصة والحفاظ على الكيان الصهيوني".

 

ترحيب عراقي

 

 

من جانبه، قال برهم صالح الرئيس العراقي إن زيارة روحاني إلى بغداد "مهمة جدا وتأتي في ظروف مهمة أيضا".

 

وأضاف في مقابلة مع وكالة "تسنيم" الإيرانية: "نأمل منها أن تكون محطة مهمة لتوطيد علاقاتنا الاقتصادية والتأكيد على المشتركات بيننا أمنيا وسياسيا واقتصاديا ومن حيث رؤيتنا لعموم المنطقة".

 

وتابع برهم صالح بالقول، إنه "لا يمكن للمنطقة أن تستقر من دون منظومة إقليمية اقتصادية سياسية أمنية تضم إيران".

 

ورأى أن "العراق يستطيع أن يلعب دور الجسر والرابط والوسيط النزيه من أجل ربط المصالح بين دول المنطقة".

 

علاقات اقتصادية

 

 

وإيران التي تعتبر ثاني أكبر مصدر للعراق لمنتجات تبدأ من الأجهزة الكهربائية مرورا بالخضار ووصولا إلى السيارات والغاز، تعاني من عقوبات أعاد الأمريكيون فرضها في أعقاب انسحاب أحادي الجانب لواشنطن في العام 2018 من الاتفاق على البرنامج النووي

الإيراني الذي تم التوصل إليه قبل ثلاث سنوات.

 

وتقدم ظريف الأحد بالشكر إلى العراق على "رفضه العقوبات الجائرة وغير القانونية ضد الشعب الإيراني".

 

وتمكنت بغداد، العالقة بين حليفيها المتعاديين، من الحصول على إعفاء مؤقت من الولايات المتحدة مع دخول العقوبات على إيران حيز التنفيذ.

 

إلا أن واشنطن تواصل دعواتها إلى العراق، أحد كبار منتجي النفط الذي يعاني من نقص مزمن في الطاقة، إلى تنويع موارده.

 

جدول أعمال

 

 

ومن المفترض أن يلتقي روحاني ، نظيره العراقي برهم صالح في قصر السلام ببغداد، ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي.

 

وبعيد ذلك، سيزور روحاني مدينتي كربلاء المقدسة والنجف الأشرف جنوب بغداد، حيث يلتقي المرجعية الشيعية الأعلى في البلاد آية الله السيد علي السيستاني، بحسب ما أفادت وسائل إعلام إيرانية مقربة من الحكومة.

 

وبالتالي، سيكون روحاني أول رئيس إيراني يلتقي السيستاني، الذي رفض في العام 2013 استقبال سلفه محمود أحمدي نجاد.

 

ونادرا ما يلتقي السيستاني، الذي يعتبر مرجعا للكثيرين من المسلمين الشيعة حول العالم، بمسؤولين إيرانيين أو يعلق على الشؤون الداخلية لطهران.

 

وقال عضو مجمع حوزة قم العلمية الدينية في إيران محمد تقي فاضل مبيدي لصحيفة "ابتكار" المقربة من الإصلاحيين الأحد إن استقبال السيستاني لروحاني يمكن أن "يمنع السعودية وحلفاءها من زرع الفتنة في العلاقات الإيرانية العراقية".

 

وأضاف أن "آية الله السيستاني يحاول منع تسلل بعض الذين يسعون إلى التفرقة بين السنة والشيعة".

 

وتربط إيران علاقات وثيقة ومعقدة بالعراق في الوقت نفسه، ولها نفوذ كبير أيضا من خلال فصائل مسلحة وأحزاب سياسية شيعية مقربة منها.

 

وخاض البلدان حربا دامية استمرت ثمانية أعوام بين 1980 و1988، لكن تأثير إيران السياسي تنامى في العراق بعدما أطاح الغزو الأمريكي في العام 2003 بنظام صدام حسين.

التحايل على العقوبات

 

وتعتبر طهران داعمة للعراق في حربه ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي سيطر في العام 2014 على ما يقارب ثلث مساحة البلاد.

 

وصرح روحاني من طهران الاثنين "لقد دعمنا الشعب العراقي في الأيام الصعبة، وفي أيام السلم والأمن هذه، نحن أيضا إلى جانبه".

 

أسباب الزيارة

 

 

وتشير التحليلات التي نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية على مدى أيام قبل وصول طائرة روحاني إلى مطار بغداد، إلى أن الحكومة الإيرانية تعول على تشكيل جبهة إقليمية ضد العقوبات الأمريكية؛ أحد أطرافها العراق.

 

وقالت وكالة «إرنا» الرسمية، إن محطة بغداد «تحظى بأهمية بالغة لدى روحاني لكسر عزلة إيران سياسيا واقتصاديا»، ولمحت إلى وجود شكوك إيرانية في أطراف عراقية.

 

واتهمت الولايات المتحدة وحلفاءها الإقليميين بـ«دق إسفين الخلاف» بين طهران وبغداد وذلك بعد هزيمة تنظيم «داعش». وشملت لائحة الاتهامات الإيرانية أطرافاً عراقية لـ«قيامها بأدوار في السيناريو الأميركي وللحلفاء الإقليميين».

 

وعدّت «إرنا» أن احتجاجات العراقيين ضد التدخلات الإيرانية وحرق القنصلية الإيرانية في بغداد، وفرض العقوبات على أمين عام ميليشيا «النجباء»، و«عرقلة» العلاقات البنكية والتجارية بين البلدين، من بين أسباب هزت الثقة المتبادلة بين العراق وطهران وشكلت تحدياً للتطلعات الإيرانية في العراق.

 

وربطت الوكالة زيارة روحاني برسائل وجهها الرئيس العراقي برهم صالح لدى زيارته إلى طهران واهتمامه بـ«تعزيز التعاون السياسي والثقافي والاقتصادي».

 

ونقلت وكالة «إرنا» عن مستشار نائب الرئيس الإيراني وسفير إيران السابق لدى العراق حسن دانايي فر، أن العراق كان المستورد الأكبر للسلع الإيرانية غير النفطية منذ بدء العقوبات الأميركية بزيادة تعادل 30 في المائة.

 

ونقلت وكالة «إيلنا» الإصلاحية عن دانايي فر أن «ميزانية العراق تبلغ 100 مليار دولار في 2019، وتخصص أجزاء كبيرة منها لإعادة الإعمار»، مشيرا إلى استعداد إيران للتعاون في مجالين: «الاستشاري» (العسكري)، ومرحلة إعادة الإعمار.

 

وبحسب المسؤول الإيراني، فقد بلغ حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين نحو 8.5 مليار دولار منذ منتصف مارس (آذار) الماضي. وتأمل إيران زيادة حجم التبادل التجاري مع العراق إلى نحو 20 مليار دولار، وذلك بهدف تعويض جزء من خسائر العقوبات.

 

ويعد هذا الأمر من بين الأهداف الأساسية التي سيبحثها الوفد التجاري الإيراني المرافق لروحاني مع العراقيين.

 

ونقل موقع «اعتماد أونلاين» المقرب من الإصلاحيين عن خبير الشؤون الدولية جعفر قناد باشي أن علاقات إيران والعراق «استثنائية ومن دون بديل»، داعياً إلى اغتنام الفرصة ووضع استراتيجية خاصة للعلاقات بين البلدين.

 

وأضاف: «قلما نجد علاقات مشابهة ليس في المنطقة فسحب؛ بل في كل العالم، من أجل هذا؛ ففتح صفحة جديدة من العلاقات والتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية من بين أهداف زيارة روحاني إلى العراق».

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان