رئيس التحرير: عادل صبري 05:19 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

ثورة سوريا بعد 8 أعوام.. هذا ما حدث في سنوات الدم

ثورة سوريا بعد 8 أعوام.. هذا ما حدث في سنوات الدم

العرب والعالم

ثورة سوريا

قبيل ذكرى اندلاعها..

ثورة سوريا بعد 8 أعوام.. هذا ما حدث في سنوات الدم

أيمن الأمين 11 مارس 2019 13:43

بعد 8 سنوات من اندلاع شرارة الثورة السورية والتي انطلقت في الخامس عشر من مارس عام 2011، لم يتبق للسوريين سوى الدماء والركام والأحزان على ضياع ثورتهم والتي تداعى عليها الجميع.

 

ومع مرور ثماني سنوات على الثورة، لم يتبق في يد المعارضة المسلحة سوى رقعة جغرافية صغيرة شمال غربي سوريا (إدلب)، تبدو وكأنها سوريا المصغرة التي اجتمع فيها مئات الآلاف من السوريين، هجروا من الغوطة الشرقية ودير الزور والرقة وحمص وحماة ودرعا وغيرها من المناطق السورية التي التهمتها نيران المصالحات والعمليات العسكرية التي قادتها روسيا حليفة نظام الأسد.

 

ثماني سنوات تغير فيها الكثير وحاولت دول عدة حرف الثورة عن مسارها، وإجبارها على تقديم التنازلات السياسية في سبيل الحفاظ على نظام "الأسد"، من خلال مسارات سياسية أبرزها "أستانا"، وتشارك برعايته دولتان كانتا لهما اليد الطولى في قتل السوريين، ( روسيا وإيران) في وقت عطلت روسيا مجلس الأمن الدولي وقراراته أبرزها 2254 مقابل صمت غربي وعربي يدلل على موافقة ضمنية على بقاء النظام.

الشارع السوري الذي عبر عن حقوقه الديمقراطية قبل 8 أعوام، لم يعرف أن تلك الأعوام ستحمله إلى ويلات الظلم والتهجير والإبادة، وتضعه في أفقر شعوب العالم.

 

كل الأحداث تغيرت تغيرت بين عشية وضحاها مع قرب مرور الذكرى الثامنة للثورة، انتصار للأسد في غالبية مناطق الصراع العسكري، وتقارب عربي مع رأس النظام، حتى تماثيل النظام عادت لتنصب في مناطق اندلاع شرارة الثورة، كما الحال في درعا.

 

الأسد ظل لقرابة 8 سنوات في عزلة عربية، وعلق مقعده داخل الجامعة العربية، لكن ومع إحياء الذكرى الثامنة للثورة السورية، "تهافت" بعض الرؤساء على زيارة دمشق، في حين يدعمه البعض في الخفاء، وفقا لتقارير إعلامية.

التقارب العربي مع رأس النظام اعتبره البعض بمثابة إسدال الستار على ما تبقى من الثورة السورية.

 

على الجانب الآخر، اعتبرت بعض الدول العربية أن سيطرت الأسد على كامل سوريا بدعم روسي بمثابة انتهاء للثورة التي عول عليها البعض، وبالتالي لا بديل عنه مستقبلا، لذلك تهافتت عليه البلدان العربية.

 

الخذلان السياسي الذي واجهه السوريون، قابله في السنوات الأخيرة خذلان على المستوى الإنساني، من خلال الصمت على عمليات التهجير القسري ورعايتها أمميا، ووقف الدعم عن عدد كبير من المشافي والمنظمات العاملة في المناطق المحررة، وترك مئات آلاف السوريين يعيشون في مخيمات الموت البطيء، في خيام لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء.

ومن التقارب الدبلوماسي مع الأسد إلى أزمة اللاجئين، والتي باتت أعقد الأزمات في سوريا، فمنذ اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، وتطور مجرياتها إلى مواجهات مسلحة، اضطر ملايين السوريين إلى النزوح داخل البلاد أو اللجوء إلى الخارج هرباً من جحيم النظام.

 

فمن ألم الحرمان من الوطن، إلى ألم المعاناة في أوطان اضطر فيها السوريون كخيار أخير لتقديم كل التنازلات بحثاً عن الحياة، وسط مصير محفوف بالمخاطر في دنيا أرغمتهم على ما لم يكونوا يتمنوه.

 

خريطة تواجد اللاجئين السوريين، اختلفت من مكان إلى آخر، فهناك ملايين لا زالوا يقبعون داخل سوريا في مناطق تُحاصرها شبيحة الأسد، فهم لا جئون داخل أوطانهم، بينما يُوزع اللاجئون الآخرون في مختلف دول الجوار، وعلى رأسها تركيا ولبنان والأردن، وفي بلدان عربية مثل مصر.

أيضا من جرائم الأسد تجاه الثورة السورية، كان استخدامه للأسلحة المحرمة، وهو ما كشفته تحقيقات أممية، وأخرى دولية ومنها ما وثقه معهد السياسة العالمي ومقره برلين، بقيام جيش النظام السوري والمليشيات الموالية له بتنفيذ أكثر من 336 هجوماً بأسلحة كيميائية خلال ثماني سنوات من عمر الثورة السورية ضد المدنيين.

 

وأكد المعهد في تقرير له، ونشرته صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، أن النتائج التي توصل إليها الباحثون في المعهد تقدم أشمل سجل حتى الآن لما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا في وقت يبدو أن الحرب الطويلة قد بدأت تتلاشى.

 

وبين المعهد أن النظام استخدم خلال هجماته الكيميائية غاز الأعصاب، وقنابل الكلور الخام، وما نسبته 98% من تلك الهجمات نفذها جيش النظام السوري والملشيات الموالية له وبينها قوات النمور التي تحظى بدعم روسي.

 

وذكر المعهد أن 2% من الهجمات الكيميائية  نفذها تنظيم "داعش" الذي كان يحتل مساحة واسعة من الأراضي السورية.

 

وينقل التقرير عن عاملين في المجال الطبي في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية وتعرضت لهجمات، قولهم إنهم عالجوا أكثر من 5 آلاف حالة تعرضت للأسلحة الكيميائية منذ 2012.

 

وأوضح التقرير أن غالبية الهجمات الكيميائية التي نفذها جيش النظام السوري وقعت بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أن استخدام تلك الأسلحة ضد المدنيين السوريين سيكون خطاً أحمر بالنسبة لإدارته.

ورصد المعهد هجوماً بأسلحة كيميائية وقع قبل إعلان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وتحديداً في 2012، لكن غالبية الهجمات وقعت بعد إعلان الرئيس الأمريكي، وذلك وفقاً للآثار الناجمة عن العوامل الكيميائية الظاهرة.

 

وبين التقرير أن نظام الأسد لم يكتف باستخدام هذه الأسلحة المحظورة ضد السكان المدنيين وإنما استخدمها كسلاح استراتيجي في الصراع.

 

ويوضح التقرير أنه تم فعلياً تدمير 72 طناً من مخزون الأسد الكيمياوي، غير أن الهجمات تواصلت ولجأ النظام فيها لاستخدام الكلور الذي يتحول إلى حمض الهيدروكلوريك، ويمكن أن يؤدي إلى تلف الجهاز التنفسي للضحية وقد يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات.

 

عبد الناصر العايد كاتب صحفي سوري قال: إن بقاء الثورة إلى الآن دون إيجاد حلول واضحة، كان بسبب انخراط كل الدول العظمى بها؛ أمريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا، وهي تدرك ما تحمله سوريا من أهمية استراتيجية في المنطقة، ودورها المركزي الذي هو جزء لا يتجزأ عن المنظومة العالمية الفاسدة، لذلك كل هذه الدول قامت بحماية نظام الأسد وتنفيذ ما يرسم له ويطلب منه".

 

ويضيف "العايد"،  في تصريحات صحفية: "لهذا السبب كانت هذه الدول تقف في وجه طموحات الشعب السوري، حتى أصبح أبسط حق من حقوقه حلماً، لكن أنا أرى الثورة مازالت في أوجها، والتاريخ يقول دائماً النصر حليف الشعوب مهما خطط ورسم وحيك لها من مؤامرات، وأكبر دليل أن كل هذه القوى والدول رغم قوتها لم تستطع حتى الآن تحييد الثورة عن مسارها ومازال الشعب يريد إسقاط النظام".

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان