رئيس التحرير: عادل صبري 09:09 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

منافس نتنياهو يتعهد «بالانفصال».. هل يطرح «أزرق أبيض» فكرة «دولة فلسطينية»؟

منافس نتنياهو يتعهد «بالانفصال».. هل يطرح «أزرق أبيض» فكرة «دولة فلسطينية»؟

العرب والعالم

غانتس ولابيد و نتنياهو

منافس نتنياهو يتعهد «بالانفصال».. هل يطرح «أزرق أبيض» فكرة «دولة فلسطينية»؟

إنجي الخولي 08 مارس 2019 04:57

في ظل المعركة الانتخابية الجارية في دولة الاحتلال الإسرائيلي بين تحالف اليمين من جهةٍ الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتحالف الوسط واليسار من جهة أخرى، الذي ينضوي تحت اسم "تحالف أزرق أبيض".. يغيب حل الدولتين عن برامج غالبية الأحزاب السياسية المتوقع تمثيلها بالكنيست، في مسار ينذر ، بانعطافة حادة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

 

وباستثناء حزب " ميرتس" اليساري الذي يدعو صراحة إلى حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية) ، فإن أحزاب اليمين تعارض هذا الطرح، فيما يتجنب الوسط الإشارة إليه مقترحًا الانفصال.. فهل يشكل حوار"الانفصال" خطوة في طريق حل الدولتين؟.

 

يقوم حل الدولتين، المدعوم دوليا، على أساس قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة الاحتلال الإسرائيلي تعيشان بأمن وسلام لحل الصراع بين الطرفين.

 

ومع أن فرص هذا الحل الذي طرحته اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، عام 2002، بدأت تتلاشى شيئا فشيئا في السنوات الماضية مع تصاعد قوة اليمين في إسرائيل وهيمنته على الحكم، إلا أنه ما زال الأكثر قبولا لدى الفلسطينيين والإسرائيليين.

 

وبالنظر إلى ما يمثله هذا الحل لدى الأحزاب الإسرائيلية، فإن هناك ثمة 5 مواقف مشتركة بينها، وهي رفض العودة إلى حدود 1967، اعتبار  القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل، ورفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين، ورفض الانسحاب من غور الأردن، فضلا عن الإصرار على أن تكون السيطرة الأمنية الكلية لإسرائيل.

 

 

انفصال "أبيض أزرق"

 

"تحالف أزرق أبيض"، تعهد الأربعاء الماضي بتبني سياسة "الانفصال" عن الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، دون الإشارة إلى دعم هدف الفلسطينيين إقامة دولتهم المستقلة.

 

ويمثل الائتلاف أكبر تهديد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقبلة؛ نظراً إلى تقدمه بشكل كبير على اليمين، بحسب آخر نتائج الاستطلاع الإسرائيلية.

 

في الوقت الذي يصور فيه نتنياهو وأتباعه اليمينيون أنفسهم على أنهم حائل دون أي مبادرة لتسليم أراضٍ للفلسطينيين.

والرجل الثاني في الحزب، وهو وزير المالية السابق يائير لابيد، توقع أن يؤدي الانفصال عن الفلسطينيين في نهاية المطاف، إلى "إقامة دولتهم المستقلة إلى جانب إسرائيل".

 

وعندما سُئل عن ذلك، قال لابيد لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية:" لن يخوض أي سياسي مسئول في تفاصيل الانفصال قبل طرح خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

 

 ومن المتوقع على نطاق واسع، أن يعلن ترامب خطته، المعروفة باسم "صفقة القرن"، بعد الانتخابات الإسرائيلية.

 

وأكد التحالف في برنامجه الانتخابي أنه لن يكون هناك انسحاب إسرائيلي أحادي الجانب مرة أُخرى من مناطق فلسطينية محتلة، كما جرى عام2005 حين انسحبت إسرائيل من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية في إطار "خطة الانفصال".

 

 وتعهّدت القائمة بأن تكون أي عملية سلمية مع الفلسطينيين مرهونة بالمصادقة عليها في استفتاء شعبي عام.

 

وامتنع البرنامج من ذكر أي تفاصيل بشأن تلك العملية السلمية، كما امتنع من ذكر حل الدولتين وكذلك من ذكر تعبير دولة فلسطينية.

 

ووفقاً للبرنامج، ستعمل قائمة "أزرق أبيض" على تعزيز الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية، والحفاظ على القدس الموحّدة كعاصمة أبدية لإسرائيل.

 

وكان قادة القائمة زاروا منطقة الحدود مع سورية الثلاثاء الماضي وتعهدوا بعدم التنازل عن هضبة الجولان إلى الأبد، وعدم السماح لإيران بالتموضع عسكرياً بالقرب من الحدود الإسرائيلية الشمالية.

وينص البرنامج على أن تحتفظ إسرائيل بسيطرتها على غور الأردن وكتل استيطانية في الضفة الغربية، لكنه لم يوضح ما قد يتم اتخاذه بشأن البؤر الاستيطانية الأكثر انعزالاً بالأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967.

 

ويتكتم "تحالف أزرق أبيض"، بقيادة رئيس الأركان السابق بالجيش بيني غانتس، على تفاصيل قضية الانفصال، فيما تزداد شعبيته باستطلاعات الرأي قبل الانتخابات المقررة في 9 أبريل  2019.

 

واصِل أبو يوسف، المسئول بمنظمة التحرير الفلسطينية، قال متسائلاً لـ "رويترز": "ما الذي يقصده لابيد بدولة فلسطينية؟ نحن نريد دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، خالية من المستوطنات، متواصلة جغرافياً وليست أراضي متقطعة أو منعزلة، وضمان حق العودة للاجئين".

 

 

تراجع نتنياهو

 

في 2009 قال نتنياهو، بضغط من إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إنه سيقبل دولة فلسطينية بموجب عدة شروط .
 

وأكد رئيس "حزب الليكود" في خطاب ألقاه بجامعة بار ايلان الإسرائيلية، عام 2009 ، إن" رؤيتي السلمية تقضي بأن هناك في بلادنا الصغيرة شعبين يجب أن يتمتعا بحرية ويعيشا جنباً إلى جنب بالجيرة الحسنة والاحترام المتبادل ، ولدى كل منهما رايته ونشيده الوطني والحكومة الخاصة به ولا يهدد أي منهما أمن جاره أو كيانه"،   لكن في ظل تعثر محادثات السلام التي ترعاها واشنطن منذ 2014، غير نتنياهو نبرته وتعهد بعدم إزالة المستوطنات التي بنيت في الضفة الغربية المحتلة.

 

وقال في خطاب الشهر الماضي "أي دولة فلسطينية ستعرض وجودنا للخطر.. هذا ما يعتزم (جانتس ولابيد) فعله. إنهم يتكتمون على ذلك ويخفونه".

ويروج ائتلاف نتنياهو بشكل واضح وصريح، لنظرية أن غانتس ولابيد سيشكلان حكومة يسار ضعيفة، في حين سيقود نتنياهو حكومة يمين قوية.

 

 كما تركز حملات حزب الليكود على وصف قرار المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيخاي مندلبليت، إعلان لائحة اتهام ضد نتنياهو بأنه "رضوخ لضغوط اليسار"، في إشارة إلى غانتس ولابيد، ولضغوط كثير من وسائل الإعلام الإسرائيلية التي يتهمها نتنياهو بأنها يسارية تسعى إلى هزيمته.

وعن ذلك، يرى محللون أن استراتيجية نتنياهو و "الليكود" واليمين بشكل عام، القائمة على وصف منافسيهم بأنهم يسار، تنبع من محاولة ربط ما قام به حزب العمل (يسار) وحلفاؤه بتوقيع اتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية بهدف إقامة دولة فلسطينية، وإقامة السلطة الفلسطينية وما جلبه ذلك من «كوارث على إسرائيل» -حسب وصف نتنياهو- بذهن الناخب الإسرائيلي، بصورة سلبية.

 

 إضافة إلى أن تعزيز صورته كزعيم قوي سيمنع اليسار من تحقيق هذا المشروع.

 

ويؤمن الحزب اليميني بالاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويدعو قادته إلى ضم 60% من أراضي الضفة الغربية، وإبقاء الاحتلال في غور الأردن، واعتبار القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل.

 

كما يدعو للاعتراف الدولي بالسيطرة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.

 

وتعتبر معظم القوى العالمية المستوطنات غير شرعية وتدعم الاستقلال للفلسطينيين الذين يرغبون في إقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة تكون عاصمتها القدس الشرقية.

 

وسحبت إسرائيل المستوطنين وقواتها من قطاع غزة في عام 2005. وضمت القدس الشرقية بعد حرب عام 1967 في خطوة لم تحظ باعتراف دولي. وتعتبر إسرائيل القدس بأكملها عاصمة لها. وأكد حزب الأزرق والأبيض على هذا الموقف في برنامجه الانتخابي.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان