رئيس التحرير: عادل صبري 11:21 مساءً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

انتفاضة الطلبة وتحذير الجيش.. فصل جديد في الغضب الجزائري على ترشح بوتفليقة

انتفاضة الطلبة وتحذير الجيش.. فصل جديد في الغضب الجزائري على ترشح بوتفليقة

أحمد علاء 27 فبراير 2019 21:03

وصل زحف المظاهرات في الجزائر إلى الحرم الجامعي، حيث التحق مئات الآلاف من الطلبة عبر جميع المحافظات بقائمة الرافضين لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، في وقتٍ أعلن فيه الجيش موقفًا صريحًا من الأزمة، لم يختر فيها الوقوف إلى جانب المحتجين.

 

أمس الثلاثاء، خرج آلاف الطلبة الجامعيين في مظاهرات مناوئة لترشح بوتفليقة، في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 18 أبريل المقبل، وتجمَّعوا بوسط حرم الجامعة المركزية في العاصمة الجزائرية رافعين شعارات معارضة لاستمرار بوتفليقة في الحكم، في حين أحكمت قوات الشرطة طوقها الأمني على مدخل الجامعة، من أجل منع خروج الطلبة إلى الشارع.

 

ونظَّم طلبة جامعة العلوم التكنولوجية بباب الزوار، وجامعة بوزريعة، وكلية الإعلام والاتصال في العاصمة الجزائرية، وقفات احتجاجية بنفس الأبعاد والأهداف.

 

وخرج طلبة وأساتذة جامعة مدينة بجاية شرقي الجزائر في مظاهرة سلمية باتجاه مقر الولاية (المحافظة)، في حين تظاهر الآلاف بجامعة مدينة البويرة، والمئات بجامعة مدينة تيزي وزو.

 

 

كما خرج صحفيو المؤسسات الإعلامية الحكومية بالجزائر، في وقفة سلمية منددة بما وصفوه بالضغط الذي يمارس على أقلامهم من خلال تجاهل المسيرات التي خرج لها المناهضون لترشح بوتفليقة.

 

ورفع الصحفيون الذين وقفوا على بوابة المقر الرئيسي للتلفزيون الرسمي، شعارات "كسر القيود عن حرية التعبير، رافعين شعار "نحن نقدم خدمة عمومية وليست حكومية"، وطالبوا بإطلاق سراح حرية التعبير التي يكفلها القانون الجزائري، معربين عن أسفهم لما وصل إليه وضع الإعلام في البلاد.

 

وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تعرض الطلاب في أكثر من جامعة إلى القمع والضرب من أفراد الأجهزة الأمنية الذين ألقوا الغاز المسيل للدموع لتفريق المظاهرات.

 

وأعلن بوتفليقة ترشحه في العاشر من فبراير الحالي، بعد أشهر من التكهنات، وأطلق قراره حركة احتجاجية لم تشهد مثلها الجزائر منذ سنوات، لا سيما بالنسبة إلى انتشارها وشعاراتها التي تستهدف مباشرةً الرئيس ومحيطه.

 

وقبل أسبوعين، أعلنت قرابة عشر منظمات طلابية تنشط بالجامعات دعمها للولاية الخامسة لبوتفليقة خلال اجتماع مع مدير حملته الانتخابية عبد المالك سلال بالعاصمة الجزائر.

 

ومنذ الجمعة الماضية، تعيش الجزائر حراكًا شعبيًّا غير مسبوق رفضًا لترشح بوتفليقة لولاية خامسة، في حين دعا رئيس الوزراء أحمد أويحيي، إلى الاحتكام للصندوق الذي سيكون الفيصل بين المترشحين في الانتخابات الرئاسية.

 

 

ويتواجد بوتفليقة، الذي سيكمل عامه الـ82 السبت المقبل، منذ مساء أول أمس الأحد بجنيف لإجراء فحوصات طبية دورية، حيث يتوقع أن تستغرق إقامته في سويسرا فترة قصيرة بحسب بيان رئاسة الجمهورية.

 

وبعد إعلانه نية الترشح، انتقلت التساؤلات حول إمكانية مضي الرئيس الذي يتنقل بواسطة كرسي متحرك منذ إصابته بجلطة في الدماغ في 2013، إلى غاية تقديم ملفه بشكل رسمي.

 

ويتوسع نطاق الحراك المعارض يومًا بعد يوم، حيث التحق به محامون نظموا وقفة احتجاجية بالعاصمة أمس الأول الاثنين، كما وقع أساتذة جامعات عريضة يعلنون فيها دعمهم للاحتجاجات، في وقت يتم تداول دعوات جديدة للتظاهر الشعبي الجمعة المقبلة.

 

وفي أول تصريح له عقب هذا الحراك، دعا بوتفليقة في رسالة للجزائريين - الأحد - إلى الاستمرارية لتحقيق التقدم، وسط تمسك أنصاره من الموالاة بترشيحه، لكن المعارضين يدعمون الاحتجاجات ويطالبون السلطات بفهم رسائلهم قبل فوات الأوان.

 

في الوقت نفسه، أظهر الجيش الجزائري موقفه من الاحتجاجات، وقد جاء ذلك على لسان نائب وزير الدفاع وقائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح الذي وصف دعوات الخروج إلى الشارع بـ"النداءات المشبوهة ظاهرها التغني بالديمقراطية، وباطنها جرّ هؤلاء المغرر بهم إلى مسالك غير آمنة".

 

وتساءل صالح خلال لقائه بمسؤولي وحدات عسكرية، بمدينة تمنراست جنوب البلاد: "هل يعقل أن يتم دفع بعض الجزائريين نحو المجهول من خلال نداءات مشبوهة ظاهرها التغني بالديمقراطية وباطنها جرّ هؤلاء المغرر بهم إلى مسالك غير آمنة بل غير مؤمنة العواقب، مسالك لا تؤدي لخدمة مصلحة الجزائر ولا تحقيق مستقبلها المزدهر".

 

وحذّر القائد العسكري، دعاة التغيير والإصلاح بأنّ الجيش بحكم المهام الدستورية المخولة له، يعتبر كل من يدعو إلى العنف بأي طريقة كانت تحت أي مبرر وفي ظل أي ظرف، هو إنسان يجهل أو يتجاهل رغبة الشعب الجزائري في كنف الأمن والأمان.

 

وتعهد رئيس الأركان بتوفير كافة الظروف الملائمة التي تسمح بإجراء الانتخابات الرئاسية، في كنف الهدوء والسكينة والأمن والاستقرار.

 

تعليقًا على هذه التطورات، يقول الكاتب والمحلل السياسي عبد العال رزاقي إنّ خلية الاتصال بالمؤسسة العسكرية وقعت في خطأ، يتمثل في أنّها لم تفرِّق بين خطاب الاستهلاك الداخلي في الثكنة العسكرية والخطاب الموجه للمواطن.

 

ويضيف في تصريحات تلفزيونية: "المؤسسة العسكرية وزّعت الخطاب على وسائل الإعلام وقد تضّمن توجيه اتهامات للمتظاهرين، لكنّ سلطات الجيش سحبت هذا الخطاب من التداول، وهذا أمر لم يحدث من قبل.. أن يُسحب خطاب لقائد الأركان من وسائل الإعلام".

 

ويتابع: "هناك تخوّف ليس من الطلبة، لأنّ هناك أعدادًا كبيرة منهم لم تنزل الشارع، لكنّهم منعوا من النزول لأنّه لا يُسمح للصحفيين بالدخول إلى الحرم الجامعي، وبالتالي فالصورة تستطيع أن تحجبها المؤسسات الرسمية أو الأمنية".

 

ويستطرد: "التخوف أنّ الاحتجاجات المرتبطة بالصحفيين ستبدأ بعد غدٍ الجمعة، وهو أمر سيكون مهم جدًا في مسيرة الاحتجاجات.. لاحظنا هذا التخوف عندما قررت السلطات منع ندوة صحفية يفترض أن ينظمها عبد الله جاب الله رئيس حزب العدالة".

 

ويوضح: "صحيح أنّ هناك تخوفًا من انزلاق الجزائر في الفوضى تكرارًا لسيناريوهات دول مجاورة، لكن غير المشروع أن تأتي سلطة بصورة في إطار وترشحها في الانتخابات الرئاسية.. هذا أمر لا يوجد في الـ193 دولة على مستوى العالم".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان