تطور جديد في القضية الفلسطينية وملف المصالحة كانت عنوانه "موسكو"، على خلفية ذهاب 10 فصائل فلسطينية للكرملين.
دخول الروس على ملف الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية ربما يحركها، لكنه في ذات الوقت يحمل معها المزيد من التساؤلات: لماذا ذهبت الفصائل إلى روسيا؟ وهل هذا يعني انتهاء الوصاية الأمريكية على الملف الفلسطيني؟ وكيف سيرد الاحتلال الإسرائيلي؟
مراقبون أوضحوا أن موسكو باتت لاعبا دوليا في غالبية الملفات الدولية، لما لها من قوة عسكرية مؤثرة في صنع قرارات خصوصا داخل الشرق الأوسط.
وقبل ساعات وصلت وفود 10 فصائل فلسطينية، إلى العاصمة موسكو، بدعوة روسية للمشاركة في حوارات لبحث الأوضاع الداخلية، بما فيها ملف المصالحة، والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية.
وقال وليد العوض، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، إن وفودًا ممثلة لـ10 فصائل تصل في وقت لاحق إلى موسكو، بدعوة من مركز الدراسات الشرقية التابع لوزارة الخارجية الروسية.
وأشار العوض إلى أن الفصائل ستعقد على مدار اليومين المقبلين اجتماعات فيما بينها ولقاءات مع إدارة وباحثين بمركز الدراسات الشرقية الروسي، لبحث مختلف قضايا المنطقة والملف الفلسطيني، بما يشمل الحديث عن المصالحة والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية.
وذكر أن الفصائل ستعقد في 12 فبراير الجاري، اجتماعًا رسميًا مع نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، لاستعراض مجمل النقاشات التي أجرتها، لافتًا إلى أن الوفود الفلسطينية ستغادر موسكو يوم 13 فبراير.
وقال أمين عام حزب الشعب بسام الصالحي لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية صباح اليوم الاثنين ، انه سيتم تنظيم لقاءات بين مختلف الفصائل بوجود روسي رسمي لبحث المعيقات التي تواجه القضية الفلسطينية والمصالحة الوطنية تمهيدا للقاء وزير الخارجية الروسي غدا.
وأكد الصالحي في تصريحات صحفية أن الفصائل ستستغل وجودها بإرسال رسالة من شقين الأول يتعلق بتأكيد الموقف الفلسطيني في رفض ما يسمى قمة وارسو من اجل تصفية القضية الفلسطينية وبناء جدول أولويات مختلف عن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والشق الآخر هو دعوة روسيا للعب دور في تنظيم مؤتمر دولي من اجل إنهاء الاحتلال.
ولفت أمين عام حزب الشعب إلى أهمية تفعيل المطالبة بعقد مؤتمر دولي للسلام خاصة بعد اتضاح ملامح التوجه الأمريكي في بناء ما يسمى تحالف ضد إيران بينما العدو الرئيسي هو إسرائيل وان السلام في المنطقة لا يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية على حدود العام سبعة وستين.
ومن أبرز الفصائل المشاركة في حوار موسكو، حركات حماس وفتح والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية، وحزب الشعب.
وكان إسماعيل رضوان، القيادي بحركة حماس، قال في وقت سابق، إن أجندة الاجتماعات بموسكو ستشمل بحث التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، وخاصة ملف الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة الداخلية.
وفي الفترة الأخيرة، ازداد الانقسام الفلسطيني، بعدما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن عن قرب تشكيل حكومة جديدة بدون حركة حماس.
وكانت القاهرة واحدة من أهم البلدان التي جمعت فرقاء فلسطين على مائدة واحدة، وسعت لإيجاد حلول، آخرها قبل أيام حين استضافت وقودا من حركة حماس والجهاد الإسلامي.
وفي 26 يناير الماضي، كشف السفير الفلسطيني لدى روسيا، عبد الحفيظ نوفل، عن حوار مرتقب بشأن المصالحة، يجمع عددًا من الفصائل بالعاصمة موسكو في 11 فبراير الجاري.
وتشهد الساحة الفلسطينية انقساماً سياسياً، منذ عام 2007، بين حركتي "حماس" و"فتح" أثّر في حياة الفلسطينيين وقضيتهم، وفي عام 2011 تم التوصل إلى اتفاق للمصالحة، نصّ على تشكيل حكومة توافق وطني، تكون مهمتها الإعداد للانتخابات، لكن هذا الاتفاق لم يجد طريق التنفيذ على أرض الواقع حتى هذه اللحظة.
في حين يتعرض قطاع غزة المحاصر لخناق وقصف عنيف منذ أيام، من قبل مقاتلات جيش الاحتلال الصهيوني.