رئيس التحرير: عادل صبري 02:36 صباحاً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

نتنياهو قريبًا في المغرب.. دعاية انتخابية أم تطبيع؟

نتنياهو قريبًا في المغرب.. دعاية انتخابية أم تطبيع؟

إنجي الخولي 25 يناير 2019 03:26

يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو" target="_blank">بنيامين نتنياهو الذي يصارع التحقيقات التي تلاحقه بالفساد، واضطرابات حكومته التي تعاني من التفكك، والوضع المشتعل في غزة، يهرول في سباق الانتخابات البرلمانية، قافزا حاجز التطبيع في محاولة لتحسين موقفه.

 

فوسائل الإعلام الإسرائيلية سلطت الضوء على ما أفادت به صحيفة مغربية ناطقة باللغة الفرنسية، بشأن احتمال زيارة نتنياهو، إلى المغرب.. فهل يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى التطبيع فقط أم يبحث عن ورقة رابحة في ملف العلاقات الخارجية تساعده في الانتخابات البرلمانية (انتخابات الكنيست)، المقررة في التاسع من شهر أبريل المقبل.

 

ونقلت القناة الثانية العبرية، وصحيفة "يسرائيل هايوم" وقناة "I24 NEWS"، الأنباء التي نشرتها صحيفة "لو ديسك" التي قالت إن نتنياهو سيزور المملكة المغربية قبيل إجراء

انتخابات الكنيست  .

 

وأفادت القناة الثانية العبرية على موقعها الإلكتروني بأن نتنياهو يخطط لزيارة المغرب، وبأن الرباط لم ترد بشكل رسمي على ما نشرته الصحيفة المغربية، الناطقة باللغة الفرنسية، وبأن الزيارة ستتم في شهر أبريل المقبل، قبيل إجراء الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية  ، بحسب "سبوتنك" الروسية.



وفي المقابل، قالت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية أن الموقع الإلكتروني الجزائري "الجزائر الوطنية" الناطق باللغة الفرنسية، يؤكد تخطيط نتنياهو زيارة المغرب خلال شهر مارس المقبل، وليس أبريل ، عقب زيارة مرتقبة للبابا فرنسيس للعاصمة المغربية الرباط، أي قبيل أسبوع واحد على إجراء انتخابات الكنيست.

 

وأوردت القناة العبرية أن الموقع المغربي "لو ديسك" أوضح خلال تقريره أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مائير بن شبات، هو الذي يدير الاتصالات بين الطرفين، المغربي والإسرائيلي، بمساعدة أمريكية مع السلطات المغربية نفسها.

 

وردًا على هذه التقارير، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي "إن إسرائيل لا تتعامل مع التقارير التي تتحدث عن اتصالات مع دول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وهذا البيان لا يعني تأكيد التقرير المذكور في المغرب".


يشار إلى انه  في حال إتمام الزيارة، فإن نتنياهو سيكون ثاني رئيس وزراء إسرائيلي يزور الرباط، بعدما زارها من قبل إيهود باراك، في عام 1999، لحضور جنازة العاهل المغربي السابق، الملك حسن الثاني، والد الحاكم الحالي، الملك محمد السادس.

 

الصحراء المغربيةوإيران

وقالت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية إن نتنياهو سيزور الرباط ومعه خطة او مقترح أمريكي للعاهل المغربي، الملك محمد السادس، هدفها حل مشكلة الصحراء المغربية.

 

وتعتبر الرباط الصحراء الغربية جزءا لا يتجزأ من ترابه ويقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادته. وترفض جبهة البوليساريو هذا الاقتراح وتطالب بإجراء استفتاء حول تقرير المصير.واستؤنفت المباحثات بين المغرب وجبهة  لبوليساريو في ديسمبر، وهي الأولى بينهما منذ 2012، واتفقا على اللقاء مجدداً مطلع 2019 برعاية الأمم المتحدة.


وتابعت صحيفة "لوديسك" المغربية قائلة " أن نتنياهو سيناقش ملف التهديد الإيراني، إضافة لملف الصحراء المغربية، وبأنه سيقوم بالوساطة لدى الطرف الأمريكي، مقابل كسب التأييد المغربي ضد الممارسات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط".

 

وأفادت الصحيفة المغربية، الناطقة باللغة الفرنسية، بأنه في حال إتمام زيارة نتنياهو للرباط، فعليا، فهذا يعني أن المغرب قد وافق على التوجهات الإيرانية و"الإرهاب الإسلامي" ، على حد وصفها.

 

يشار إلى أن المغرب سبق وأعلن قطعه العلاقات مع إيران، بدعوى تقديم "حزب الله" اللبناني المساعدة لجبهة "البوليساريو"، وإن نفت إيران هذا الأمر، لتعود الجامعة العربية لتؤكد تضامنها مع المغرب.

 

 

التقارب مع العرب

وقالت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية أن نتنياهو معني بالتطبيع مع الدول العربية، وأن هدفه التقارب مع المغرب كجزء من هذا الاهتمام بالتقارب مع العالمين، العربي والإسلامي، وذلك ضمن "صفقة القرن" ، والتي من المتوقع أن تطرح بعد انتخابات الكنيست وقبيل تشكيل الحكومة، بحسب ما صرّح ، السفير الأمريكي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان.

 

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن التقارب الإسرائيلي ليس إلى المغرب وتشاد فحسب، وإنما مع دول إسلامية إفريقية أيضا، حيث من المقرر أن يزور إسرائيل، رئيس الحكومة المالية، سوميلو بوبيا ماييجا، خلال الأسابيع المقبلة، وقبيل إجراء انتخابات الكنيست الإسرائيلي.

 

وكان نتنياهو قد قام بزيارة إلى تشاد ، الأحد الماضي، كجزء من حملته لبناء علاقات مع الدول العربية والإسلامية.

 

 وقال نتنياهو قبل مغادرته تشاد :" هذه جزء من الثورة التي نقوم بها في العالم العربي والإسلامي .. سيكون هناك أخبار هامة. سيكون هناك المزيد من الدول".

 

وأضاف هذه الزيارة "إلى بلد مسلم كبير جدا له حدود مع ليبيا والسودان تشكل اختراقا تاريخيا".

 

وكان الرئيس التشادي إدريس ديبي قد قام برحلة سرية إلى إسرائيل في نوفمبر الماضي.

 وكانت تشاد قطعت علاقاتها بإسرائيل في 1972، ضمن مجموعة من الدول الإفريقية التي اتخذت نفس الخطوة بعد حرب 1967،وكان ديبي أول رئيس لدولة إفريقية ذات أغلبية مسلمة يزور الدولة اليهودية.


وفي أكتوبر الماضي، قام نتنياهو بزيارة مفاجئة إلى عمان الدولة الخليجية التي لا تقيم علاقات مع إسرائيل.

 

وألمح نتنياهو إلى التحالفات المتغيرة الأحد قائلاً إن دفء العلاقات "مزعج للغاية، بل يسبب غضباً في إيران وفي صفوف الفلسطينيين الذين يحاولون منع ذلك".

ويأتي توجه إسرائيل نحو الدول العربية والإسلامية في الوقت الذي تشهد فيه علاقاتها مع الحلفاء الأوروبيين توترا متناميا بسبب سياسات إسرائيل نحو الفلسطينيين.

 

يشار إلى ان العلاقات المغربية – الإسرائيلية شهدت حالات مد وجزر طوال العقود الأخيرة تأثرت تلك العلاقات غالبًا بالأحداث السياسية العامة والداخلية ،  إلا ان التطبيع بين المغرب وإسرائيل يسير بوتيرة متصاعدة، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بينهما، حيث يشير خبراء وإعلاميون إسرائيليون إلى أن التعاون بين الرباط وتل أبيب يشمل تقريبا جميع المجالات.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان