رئيس التحرير: عادل صبري 01:03 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

فيديو| الضحايا أغلبهم رُضع.. ماذا يحدث في «مخيم الركبان»؟

فيديو| الضحايا أغلبهم رُضع.. ماذا يحدث في «مخيم الركبان»؟

العرب والعالم

معاناة السوريين

فيديو| الضحايا أغلبهم رُضع.. ماذا يحدث في «مخيم الركبان»؟

محمد عبد الغني 15 يناير 2019 19:24

على بُعد حوالي 13 كيلومترًا، من قاعدة التنف التي تتواجد بداخلها القوات الأمريكية إضافة إلى عدد من فصائل المعارضة السورية، يقع مخيم الركبان للاجئين السوريين قرب الحدود السورية الأردنية.

 

المخيم الواقع شرقي سوريا لطالما شهد على أوجاع السوريين، جراء نقص كافة مقومات الحياة علاوة على البرد القارس الذي يخطف أرواح النازحين.

 

 

"وصمة عار على جبين الإنسانية"

 

شهد المخيم مؤخرًا وفاة 15 طفلاً، غالبيتهم من الرضع، بسبب البرد القارس والنقص في الرعاية الصحية، بحسب ما أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).

 

الأطفال، وبينهم 13 لم يبلغوا عمر السنة، ماتوا في المخيم الواقع في جنوب شرق سوريا قرب الحدود مع الأردن والذي يعاني من نقص حاد في المساعدات الإنسانية، وآخرون خلال الرحلة الشاقة بعد الفرار من آخر جيب لتنظيم داعش في شرق البلاد.

 

خيرت كابالاري، المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قال في بيان "تتسبب درجات الحرارة المتجمدة والظروف المعيشية القاسية في الركبان (...) في تعريض حياة الأطفال للخطر بشكل متزايد".

 

وأضاف أنه "خلال شهر واحد فقط، لقي ما لا يقل عن ثمانية أطفال حتفهم معظمهم دون الأربعة أشهر، وكان عمر أصغرهم ساعة واحدة فقط".

 

ويعاني مخيم الركبان حيث يعيش نحو 50 ألف نازح من ظروف إنسانية صعبة، خصوصًا منذ العام 2016 بعدما أغلق الأردن حدوده مع سوريا معلنًا المنطقة "منطقة عسكرية". وتحتاج المساعدات الإنسانية أحيانًا أشهر للدخول إلى المخيم.

 

وفي شرق سوريا، يواجه النازحون من آخر جيب لتنظيم داعش في محافظة دير الزور صعوبات كبيرة من "الانتظار لأيام في البرد، دون توفر مأوى أو حتى اللوازم الأساسية التي يحتاجونها".

 

وقال كابالاري "أفادت التقارير بأن الرحلة الخطرة والصعبة أدَّت إلى وفاة سبعة أطفال معظمهم لم يبلغ السنة الواحدة من العمر".

 

وقال كابالاري "لا تزال حياة الأطفال تُختزل نتيجة تعرضهم لظروف صحية يمكن تداركها بالوقاية أو بالعلاج"، مضيفًا "أمور كهذه لا يمكن قبولها ونحن في القرن الحادي والعشرين".

 

وحذر من أنه في حال عدم توفر الرعاية الصحية والحماية، فإنّ "عدد أكبر من الأطفال سيموت يومًا بعد يوم في الركبان ودير الزور وأماكن أخرى في سوريا".

 

معاناة مستمرة

 

الأوضاع في مخيم الركبان غير مستقرة بالمرة، حالها كحال أغلب المناطق السورية جراء الحرب الممتدة لما يقرب من ثماني سنوات، حيث يعاني المخيم منذ أكثر من عام من حصار قاس تتقاذف مسؤوليته أربع جهات رئيسة، هي نظام الأسد وروسيا والأردن والولايات المتحدة.

 

ويشهد المخيم بين الفترة والأخرى تسجيل حالات وفاة لأطفال بسبب نقص الرعاية الصحية والطبية، والغذاء، إضافة لموجات البرد القارس التي تضرب المنطقة، وفق تقارير محلية.

 

ويعاني أهالي المخيم، بسبب البرد الشديد لعدم توفر أشجار في هذه المنطقة الصحراوية لاستخدامها للتدفئة، ولعدم قدرتهم على شراء المواد البترولية بسبب ارتفاع أسعارها.

 

وفي شرق سوريا، يواجه النازحون من آخر جيب لتنظيم الدولة في محافظة دير الزور صعوبات كبيرة جراء الانتظار لأيام في البرد، دون توفر مأوى أو حتى اللوازم الأساسية التي يحتاجونها.

 

ونزح أكثر من 10 آلاف شخص، منذ ديسمبر وفق الأمم المتحدة، من هذه المنطقة التي تشن قوات سوريا الديموقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية مدعومة أمريكيًا، هجومًا منذ أشهر لطرد التنظيم المتطرف منها.

 

وسبق للمنظمة الأممية التحذير في الشهر الماضي من "أن درجات الحرارة المتجمّدة ونقص الإمدادات بما في ذلك السلع الأساسية، يهدّدان حياة ما يقرب من 45 ألف شخص؛ بينهم عديدٌ من الأطفال؛ ما يجعلهم عُرضةً لخطر المرض والموت".

 

بعد الحرب.. الشتاء العدو الأكثر شراسة

 

وبدوره يقول الكاتب حسين الشيخ في مقال له إن الشتاء هو العدو الأقسى على اللاجئين، فمن السيول الجارفة التي تجرف خيامهم إلى الثلوج التي هدمت الخيام لتتركهم متجمدين، فقد لقي عشرات الأطفال حتفهم متجمدين من البرد في ظل تقاعس المجتمع الدولي.

 

في حقيقة الأمر، إن مشكلة هؤلاء اللاجئين على الرغم من أنها مأساة إنسانية ووصمة عار على جبين الإنسانية إلا أنّ من أسبابها الرئيسة هي أسباب اقتصادية وسياسية ومصالح حكومات.

 

ففي كل عام تعقد المؤتمرات واللقاءات في الفنادق الفارهة لمناقشة وضع قاطني الخيام من اللاجئين، وفي كل مرة تتركز النقاشات حول عجز الحكومات لدول المخيمات عن تغطية احتياجاتهم وعجز الموازنات للمنظمات الدولية المعتمدة في تمويل نشاطاتها على المنح التي تقدمها الدول لهذه المنظمات لرعاية شؤون اللاجئين وتبادل الاتهامات بين الحكومات والمنظمات الدولية في وضع يد الحكومات على المساعدات التي يجب أن تصل للاجئين.

 

ويضيف الكاتب أن القضية صارت قضية كسبٍ، وإضافة إلى موارد الحكومات الاقتصادية بدل أن تكون ذات طابع إنساني تشرف تلك الحكومات على إيصالها لمستحقيها، الأمر الذي دفع بكثير من الجهات الدولية ومنظمات المجتمع المدني إلى التوقف عن تقديم المنح أو تخفيضها بحكم أنّها لا تصل إلى من منحت لأجلهم، وإن وصلت فلا يصل منها إلا القليل الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.

 

مأساة الشتاء وبرده القارس ليست الفصل الوحيد في معانة اللاجئين؛ إذ تتعدد جوانب هذه المعاناة، فالفقر الشديد وقلة المساعدات دفعت أبناء وأطفال المخيمات إلى ترك المدارس والتوجه للعمل لإعانة عائلاتهم ودفعت الأهالي إلى تزويج القاصرات من الفتيات وارتفاع معدلات الجريمة والأمية، وكل ذلك بدوافع إيجاد حلول لمشكلاتهم الاجتماعية.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان