رئيس التحرير: عادل صبري 05:30 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

السودان.. الاحتجاجات تمتد إلى دارفور والشرطة ترد بالغاز

السودان.. الاحتجاجات تمتد إلى دارفور والشرطة ترد بالغاز

وكالات 14 يناير 2019 03:00

اتسعت رقعة التظاهرات المناهضة للحكومة السودانية لتشمل منطقة دارفور، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع الأحد لتفريق المتظاهرين، بعدما دعا منظمو الاحتجاجات الى مسيرات في أنحاء البلاد ضد الرئيس عمر البشير.

 

والتظاهرات في دارفور هي الأولى التي يشهدها الإقليم غرب البلاد منذ اندلاع الاحتجاجات في 19ديسمبر إثر قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف.

 

واتسعت رقعة التظاهرات مذاك بشكل متسارع لتتحول مسيرات في أنحاء البلاد باتت تعتبر أكبر تهديد يواجه البشير منذ تسلمه السلطة قبل ثلاثة عقود.

 

وفي خطوة تصعيدية، دعا منظمو الاحتجاجات السودانيين الى الخروج في تظاهرات شبه يومية في أنحاء البلاد ضد البشير الاسبوع المقبل، في إطار ما سموه "أسبوع الانتفاضة لإسقاط النظام".

 

وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس إن متظاهرين خرجوا إلى الشوارع في حي بحري في العاصمة قبل أن تسارع شرطة مكافحة الشغب لتفريقهم.

 

وتشير السلطات إلى أن 24 شخصا على الأقل قتلوا منذ بدء الاحتجاجات، بينما أفادت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن حصيلة القتلى بلغت أربعين شخصا بينهم أطفال وموظفون في قطاع الصحة.

 

والجمعة قال الاتحاد الأوروبي إن قوات الأمن السودانية استخدمت "الذخيرة الحية" ضد متظاهرين ما أدى إلى سقوط قتلى، علما أن البشير ومسؤولين سودانيين حمّلوا "عملاء" و"خونة" مسؤولية اعمال العنف.

 

والأحد، رفع المتظاهرون في الخرطوم علم السودان إلى جانب لافتات كتب عليها "سلام، عدالة، حرية"، وهو الشعار الذي استخدم مرارا في الاحتجاجات.

 

وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس إن عناصر الشرطة كانت تطارد المحتجين في شوارع وأزقة حي بحري في الخرطوم.

 

وأفاد أحد الشهود "إنها أشبه بلعبة القط والفأر".

 

وقال شهود عيان إن نساء شاركن في الاحتجاجات في حي بحري وقد وضعن أقنعة واقية من الغاز المسيل للدموع.

 

وقال أحد الشهود إن مقيمين في الحي فتحوا أبواب منازلهم أمام المحتجين للاحتماء بعد أن طاولت قنابل الغاز المسيل للدموع المباني السكنية.

 

وأوقفت الشرطة العديد من المتظاهرين، بحسب شهود، بينما انتشرت تسجيلات مصورة تظهر المسيرة على مواقع التواصل الاجتماعي بدون أن يتسنى التأكد من صحتها بشكل مستقل.

 

وليلا فرّقت الشرطة المتظاهرين، لكن روائح الغازات المسيلة للدموع بقيت متفشّية في الحي، بحسب ما أفاد شهود.

 

وبقيت عدة طرق مقطوعة بسبب الإطارات المحترقة والحجارة التي القاها المتظاهرون، بحسب ما أفاد شاهد قال إن شرطة مكافحة الشغب لا تزال منتشرة مع آليات مجهّزة برشاشات.

 

- تظاهرات في دارفور -

 

وخرجت تظاهرات في دارفور (غرب) استجابة لدعوات أطلقها "تجمع المهنيين السودانيين" الذي نظم الاحتجاجات منذ اندلاعها.

 

وذكر شهود عيان أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، ونيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.

ويمزق العنف دارفور الذي تعادل مساحته مساحة فرنسا، منذ 2003 عندما حملت أقليات عرقية متمردة السلاح في وجه الخرطوم، متهمة إياها بتهميشها اقتصاديا وسياسيا.

 

ويذكر أن البشير، الذي تولى السلطة إثر انقلاب مدعوم من الإسلاميين في 1989، متهم من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بالوقوف وراء عمليات إبادة وجرائم حرب يشتبه أنها ارتكبت في دارفور.

 

وأفادت تقارير بتنظيم تظاهرات في مدينة ود مدني وفي قرى اخرى من ولاية القضارف الزراعية الواقعة في شرق السودان والتي تعاني من الفقر.

 

وتشير المجموعات الحقوقية إلى أن السلطات السودانية أوقفت أكثر من ألف شخص منذ اندلعت الاحتجاجات الشهر الماضي بينهم قادة في المعارضة وناشطون وصحافيون إلى جانب متظاهرين.

واثارت حملة السلطات الأمنية انتقادات بريطانيا وكندا والنروج والولايات المتحدة التي حذرت الخرطوم من "تداعيات" ما تقوم به على العلاقات مع حكوماتها.

 

ورغم أن رفع سعر الخبز كان السبب الرئيسي للاحتجاجات، إلا أن السودان يواجه أزمة اقتصادية تفاقمت العام الماضي وسط نقص حاد في العملات الأجنبية.

 

واتهم البشير وغيره من المسؤولين السودانيين واشنطن بالتسبب بمشكلات البلاد الاقتصادية.

وفرضت واشنطن حظرا تجاريا على الخرطوم في 1997 لم يتم رفعه إلا في اكتوبر 2017. وفرضت قيودا على السودان في مجال التجارة الدولية والتعاملات المالية.

 

وتصاعدت حدة أزمة النقد الأجنبي منذ انفصال جنوب السودان في 2011 والذي تسبب بتقلص عائدات النفط بشكل كبير.

 

لكن معارضي البشير يعتبرون أن سوء إدارة حكومته للقطاعات الأهم وإنفاقها أموالا طائلة لمحاربة تمرد أقليات عرقية في منطقة دارفور (غرب) وفي المناطق القريبة من الحدود مع جنوب السودان، يتسببان بمشكلات اقتصادية منذ سنوات.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان