رئيس التحرير: عادل صبري 08:14 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«تستحقون».. لماذا تسعى الإمارات منح جنسيتها لـ أبناء أرخبيل سقطرى؟

«تستحقون».. لماذا تسعى الإمارات منح جنسيتها لـ أبناء أرخبيل سقطرى؟

العرب والعالم

بن راشد وبن زايد

«تستحقون».. لماذا تسعى الإمارات منح جنسيتها لـ أبناء أرخبيل سقطرى؟

أيمن الأمين 01 يناير 2019 14:50

"تستحقون الجنسية بدون طلب"، بيننا وبينكم ملاحم وتاريخا منذ زمن بعيد.. تلك كانت أبرز تصريحات أطقها متحدثون يمنيون أثناء زياراتهم في إمارة عجمان مع شيوخ يمنيين ومواطنين من جزيرة سقطرى.

 

حديث الإمارات بحسب تقارير إعلامية عن قرب منح أبو ظبي جنسيتها لمواطني جزيرة سقطرى، أثار مؤخرا حالة من الجدل والغضب داخل الشارع اليمني.

 

وبعد ساعات من الحديث عن تجنيس سكان سقطرى انتقل الغضب إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول ناشطون تلك التصريحات في مقطع للمتحدث الإماراتي الذي لم تُعرف صفته وانهالت ردود فعل يمنية غاضبة.

 

وقال ناشطون إن كلمة المتحدث الإماراتي جاءت في اجتماع في إمارة عجمان مع مجموعة من أبناء محافظة سقطرى اليمنية، وبحضور محافظ سقطرى الأسبق سالم عبد الله العضو في المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني المدعوم من دولة الإمارات.

ويقول المتحدث الإماراتي في الفيديو إن سكان سقطرى سيكونون جزءا من دولة الإمارات، وسيُمنحون جنسيتها، ويضيف أن هذا الأمر أصبح "مفروغا منه".

 

وزعم المتحدث ذاته، أن "علاقة قديمة تجمع الإماراتيين بأبناء سقطرى لذلك فهم يستحقّون الجنسية، فقد كان بيننا وبينهم ملحمة وتاريخ وحياة"، بحسب تعبيره.

 

وادّعى المسؤول أنّ "ثلثي مواطني إمارة عجمان يعود نسب آبائهم وأجدادهم إلى سقطرى، وبالنسبة للجنسية فهو أمر مفروغ منه".

 

وذكر مصدر محلي من أبناء سقطرى وفق تقارير إعلامية، أن الشخصيات في الفيديو من أبناء سقطرى فعلاً، لكنه لا يعلم أي تفاصيل عن هذه الاجتماع.

في السياق، قال الباحث اليمني في العلاقات الدولية ياسر عامر، إن الإمارات تستغل ضعف الدولة اليمنية والحالة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون وتسعى "لتمرير أجندتها وتنفيذ مخططها الخبيث"، في الوقت الذي كان ينتظر اليمنيون منها أن تقف بجانب اليمن في محنته والمرحلة الصعبة التي يمر بها.

 

وأضاف عامر في تصريحات صحفية "مع كل الأسف تحاول الإمارات وبطرق رخيصة شراء ولاء أبناء سقطرى، وكذلك أبناء الجنوب من أجل تعقيد الأزمة ومضاعفة معاناة اليمنيين".

 

ودخلت الإمارات إلى سقطرى تحت عباءة مشاركتها في التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن بقيادة السعودية، رغم أنها لم تكن من مناطق الحرب والصراع.

جزيرة سقطرى

 

وتُعدّ الإمارات ثاني أكبر دولة في تحالف عسكري تقوده السعودية، ينفّذ منذ عام 2015 عمليات عسكرية في اليمن، دعماً للقوات الحكومية في مواجهة قوات جماعة الحوثيين.

 

ومنذ أكثر من عام والإمارات تحاول السيطرة على سقطرى اليمنية، غير أنها أُرغمت على خروج قواتها العسكرية؛ بسبب الرفض الشعبي والرسمي اليمني والتنديد الدولي، منتصف مايو الماضي.

 

وسقطرى هي أرخبيل مكوّن من 6 جزر، وتحتلّ موقعاً استراتيجياً على المحيط الهندي، قبالة سواحل القرن الأفريقي، بالقرب من خليج عدن.

 

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقاقة (يونسكو) أدرجت الجزيرة في يناير 2018 ضمن قائمة المواقع البحرية العالمية ذات الأهمية البيولوجية والتنوع النادر.

وقبل 7 أشهر، تحديدا منتصف العام الماضي، ضربت احتجاجات عارمة مدينة سقطرى اليمنية، ضد الوجود الإماراتي في الجزيرة.

 

وتعد الجزيرة اليمنية التي تقع قبالة سواحل القرن الإفريقي بالقرب من خليج عدن، وعلى بعد 350 كم جنوب شبه الجزيرة العربية، من أجمل وأغرب جزر العالم، إلا أن سكانها يعيشون أزمة إنسانية عميقة جراء إصرار أبو ظبي على الوجود في الجزيرة الجنوبية.

 

الأزمة وقتها اتسعت، حين أرسلت الإمارات بشكل مفاجئ قوات لها لتسيطر على الجزيرة الجنوبية، وسيطرت على أبرز المرافق السيادية في الجزيرة، كرد على زيارة رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عبيد بن دغر وعدد من الوزراء إليها، وبقائه فيها عدة أيام من أجل افتتاح عدد من المشاريع التنموية.

 

وتألفت القوة وقتها من 100 جندي ودبابات سيطرت على مطار الجزيرة والميناء، وأزاحت الموظفين اليمنيين.

 

بعدها بساعات رفضت حكومة اليمن الوجود الإماراتي، واصفة إياه بالغير مبرر، وأكدت أن جوهر خلافها مع أبو ظبي يتعلق بالسيادة الوطنية ومن تحق له ممارستها.

الناشط الإعلامي اليمني وأحد أهالي تعز صالح الرميح الشريعي قال في تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" إن  الإمارات تتصرف في الجنوب اليمني وفي سقطرى وكأنها جزء من أراضيها.

 

وأوضح أن الإمارات بهذا الشكل ومهاجمة الجزيرة أثناء تواجد حكومة اليمن بها، استفزاز سيزيد الانقسام بين الحكومة اليمنية والإمارات، فالأخيرة دخلت المدينة بلا إذن وسيطرت عليها وأنزلت قوات عسكرية تابعة لها وطردت الموظفين والقوات اليمنية منها.

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي

 

يشار إلى أنه منذ مارس 2015، يشهد اليمن قتالاً بين القوات الحكومية مدعومة من تحالف تقوده السعودية، ومليشيا الحوثي.

 

وأدّت الحرب إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين، فضلاً عن تشريد نحو ثلاثة ملايين آخرين، وفق تقارير أممية.

 

ويقاتل التحالف، الذي تقوده السعودية باليمن، الحوثيين الذين استولوا على أجزاء كبيرة من البلاد في سلسلة عمليات، أواخر عام 2014.

 

وتشارك الإمارات إلى جانب السعودية في الحرب التي تدخل عامها الرابع، والتي تسبّبت بمقتل آلاف المدنيّين، وفق منظمات دولية.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان