رئيس التحرير: عادل صبري 08:30 صباحاً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

في 2018.. لماذا فشلت جهود الغرب في سوريا؟

في 2018.. لماذا فشلت جهود الغرب في سوريا؟

العرب والعالم

الحرب في سوريا

في 2018.. لماذا فشلت جهود الغرب في سوريا؟

أيمن الأمين 29 ديسمبر 2018 15:07

مباحثات واجتماعات، واحدة في سوتشي وأخرى في فيينا والثالثة في جنيف، وقرارات كانت غالبيتها "حبر على ورق".. هكذا الحال في سوريا عام 2018.

 

سوريا والتي تقترب من إحياء الذكرى الثامنة لثورتها، لم تتغير فيها الأحداث في العام الحالي عن سابقه من السنوات.

 

مرً عام 2018 على سوريا كأسوأ الأعوام، فيه انهارت المعارضة وخسرت كل ما سيطرت عليه خلال السبع سنوات، وفيه سيطر الأسد على قرابة 95 بالمائة من كل أراضي سوريا، وفيه أيضا توغل الغزاة الروس والأمريكان في كل سوريا، وأيضا تدخلت تركيا وسيطرت على الشمال.

 

وتسببت الحرب السورية المستمرة منذ 2011، في نزوح ستة ملايين شخص داخل البلاد، في حين دفعت 5.5 ملايين آخرين إلى اللجوء خارجه، بحسب معطيات رسمية، في حين قتل قرابة 700 ألف شخص وجرح الملايين، في غالبية المناطق والمدن السورية.

الساحة السورية في الأيام الأخيرة، أصابها التوتر والغموض، فالمنطقة تحديدا الشمالية لم تعد كما كانت من قبل بعد قرار الانسحاب الأمريكي، وبدء تركيا لعملية عسكرية شرقي الفرات.

 

زياد الطائي المحامي والحقوقي السوري قال إن الشعب السوري هو من سر كل شيء، خسر بلاده وأهله وخسر حتى ثورته، وعاد الأسد بكل قوته ليتحكم فيه كما كان قبل 8 سنوات.

 

وعن سحب القوات الأمريكية من سوريا أوضح الطائي لـ"مصر العربية" أن هناك من يتهافت الآن للسيطرة على الشمال، الأسد عزز بعض نقاطه، والأتراك يحشدون، والروس يترقبون، والأكراد تائهون بعضهم يرغب في الفرار نحو العراق والآخر يريد الارتماء في أحضان النظام.

 

وتابع: الغرب فشل في سوريا بشكل كبير، فنهاية الثورة كتبت الآن لصالح الأسد، الذي أضحى يسيطر على 95 بالمائة من سوريا، وما تبقى تتصارع عليه إيران وتركيا.

من جهتها وتحت عنوان "جهود الغرب قد فشلت في سوريا" كتبت صحيفة ديلي تلغراف مقالها الافتتاحي، الذي قالت فيه إن سوريا عادت إلى المربع الأول الذي كانت فيه قبل ثمانية أعوام عندما اندلعت الحرب الأهلية بعد محاولات يائسة للإطاحة ببشار الأسد.

 

وتشير الافتتاحية إلى أن المشاركة الغربية ظلت مضطربة ومشوشة بينما خطى الإيرانيون والروس لملء الفراغ، وكذلك فعل الأصوليون الإسلاميون السنة، حسب وصف الصحيفة.

 

وترى الصحيفة أن القتال من أجل الديمقراطية استحال إلى قتال ضد التطرف الإسلامي، وقاد إلى أن يعقد الغرب مبدئيا هدنة مع الأسد.

 

وتضيف الصحيفة أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد سحب الآن القوات الأمريكية من سوريا، وفي غضون ذلك يُزعم أن الأكراد سلموا منطقة أساسية إلى قوات النظام في سوريا بدلا من أن تسيطر عليها تركيا، وأن الأسد ما زال في السلطة وقد واجه المتمردين وتحدى الغرب وربح الحرب الأهلية تقريبا.

 

وتشدد الصحيفة على أن الأسد بقي، كما كانت عائلته على الدوام، ديكتاتورا متعطشا للدماء والسبب المباشر لكثير من التوترات في المنطقة.

وترى الصحيفة أن استراتيجية ترامب تقوم على الانسحاب الأمريكي من سوريا وأن وسائله لإنجازها تقوم على تشجيع القوى المحلية (الأقليمية) على ضبط الأوضاع في جوارهم.

 

وتشير إلى أنه من المحتمل أن يفسر ذلك: لماذا ثمة تحركات للترحيب بإعادة الأسد إلى الجامعة العربية، ولماذا قال ترامب للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن له الحرية في "تطهير" ما تبقى من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. فترامب، بنظر الصحيفة، يفضل تحالفا إقليميا سنيا قويا يسيطر على الأوضاع في سوريا ويعالج ملء إيران للفراغ فيها.

 

وتحذر الصحيفة من أنه إذا انحدرت سوريا ثانية إلى الفوضى فستكون أوروبا هي من ينبغي عليها التعامل مع أزمة لجوء ثانية، لذا ثمة مصلحة لها في التأكد من أن ذلك لن يحدث.

وتنطلق الصحيفة من التذكير بالحجة الأمريكية التي تقول كيف أن الدول الأوروبية تطالب أمريكا بتقديم تضحيات كبيرة هي أنفسها غير مستعدة لتقديمها، لتقول إن على دول أكثر أن تشارك في تحمل عبء الدفاع الغربي، مع التأكيد على أن اليقظة مطلوبة في التعامل مع الأسد.

 

وتخلص إلى القول: أما بالنسبة لأولئك الذين تركهم (الانسحاب الأمريكي) وراءه، والأكراد على وجه الخصوص، يأمل العالم في أن يكون السلام أكثر رأفة بهم من الحرب، حتى لو ترك نفس الأشخاص في موقع المسؤولية، في تلميح إلى المسؤولين السوريين.

 

وتدور في سوريا معارك واشتباكات مسلحة وأعمال عنف منذ قرابة 8 سنوات بين قوات بشار الأسد، والمعارضة السورية، والعديد من المجموعات المسلحة.

 

وأسفرت المواجهات، حتى الآن وفقاً للإحصائيات الصادرة عن الأمم المتحدة، عن سقوط قرابة 700 ألف قتيل، إضافة إلى نزوح الملايين من السوريين داخل سوريا ولجوء مثلهم خارجها.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان