رئيس التحرير: عادل صبري 01:12 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

لهذه الأسباب.. لن تنجح تظاهرات «السترات الصفراء» في بيروت

لهذه الأسباب.. لن تنجح تظاهرات «السترات الصفراء» في بيروت

العرب والعالم

التظاهرات في لبنان

لهذه الأسباب.. لن تنجح تظاهرات «السترات الصفراء» في بيروت

وائل مجدي 23 ديسمبر 2018 11:47

لم تبرح تظاهرات السترات الصفراء في لبنان مكانها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتنتقل إلى الشارع كما حدث في البلدان التي ظهرت فيها، إلا أن الدعاوى لازالت مستمرة.

 

وتتواصل الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» لناشطين من مختلف الطوائف والانتماءات، للتظاهر في ساحة الشهداء وسط بيروت اليوم، احتجاجا على التدهور المعيشي والوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد.

 

ويستعير الداعون إلى هذا التحرك «السترات الصفر» الفرنسية، رافعين شعارات تتعلق بالحقوق المعيشية عبر هاشتاغ «أنا_نازل_عالشارع».

 

وتحرك الشارع اللبناني الأسبوع الماضي مع وفاة الطفل الفلسطيني محمد وهبة في أحد المستشفيات التي رفضت استقباله لعجز أهله عن دفع التكاليف، فنزل متظاهرون إلى الشوارع في عدد من المناطق اللبنانية ينددون بالفساد والسياسة الصحية وتدخلت القوى الأمنية مما أدى إلى سقوط جريحين من دون أن يؤدي هذا التحرك إلى تجييش شعبي يشكل ضغطا على أي طرف سياسي لبناني.

 

مصير محتوم

 

 

قال طارق سكرية، عميد ركن متقاعد بالجيش اللبناني، إن تظاهرات السترات الصفراء التي يدعو لها بعض اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، لن تنجح في بيروت مهما علت أصواتها.

 

وأضاف لـ "مصر العربية" أن المجتمع اللبناني مكون من ١٩ طائفة، أكبرها السنة والشيعة (١،٢ مليون لكل منهما)، ثم يأتي بعدهما الموارنة (٩٠٠ ألف)، ثم باقي الطوائف تحت الـ ٢٥٠ ألف، ولكل طائفة زعيم سياسي أو اثنان يقودانها بالاتفاق التام مع رجال الدين، لذلك لم تنجح الأحزاب العلمانية واليسارية في خرق هذا الجدار الطائفي السميك.

 

وتابع: "بعد نمو الأحزاب الإسلامية منذ حوالي ٣٠ سنة حتى اليوم لم يتمكن أي حزب علماني أو يساري أو قومي بالوصول للمجلس النيابي الحالي إلا بدعم أحزاب وتجمعات مذهبية محسوبة غالبًا على سوريا وإيران".

 

واستطرد: "لهذا فإنه لن يحصل أي تغيير أساسي في البنية السياسية والاجتماعية في لبنان من خلال المظاهرات الشعبية او الانقلابات العسكرية".

 

ومضى سكرية قائلًا: "الذي جعل الحرب اللبنانية تستمر لمدة ١٥ سنة (١٩٧٥-١٩٨٩) هو الوجود المسيطر للمقاومة الفلسطينية في لبنان في تلك الفترة، ثم التدخل السوري العسكري المباشر".

 

وأكمل: "وحده حزب الله الشيعي المسلح التابع لإيران هو القادر على ذلك التغيير بواسطة سلاحه وتحشيده المذهبي كما فعل عام ٢٠٠٨، مع أن الظروف الحالية اختلفت عما سبق، ولم تعد مؤاتية لمثل هذا التدخل العسكري في الشأن الداخلي اللبناني نتيجة الضغوطات الكبرى التي تمارسها القوى الكبرى على إيران وحزب الله، ولانهيار النظام السوري.

 

واقع سياسي

 

 

من جانبه يقول النائب اللبناني ماريو عون: "لم أطلع على الدعوة إلى التظاهر، لكن بشكل عام، النزول إلى الشارع يغيّر في الدول التي تتسم بالديمقراطية بكل معنى الكلمة ويحقق أهدافه، أما في لبنان حيث السيطرة للطائفية والحزبية والمصالح الفئوية".

 

وأضاف في تصريحات صحفية: "المظاهرات لا تغير في الواقع السياسي، واللبنانيون فقراء مغلوب على أمرهم ومرتهنون للجماعات السياسية التي ينتمون إليها وفق طوائفهم".

 

حزب الله

 

 

وفي بيان أعلن "حزب الله" موقفه الرافض من دعاوى التظاهرات الصفراء.

 

وقال البيان: "نحن لا نشارك بأي تحرك لسنا مشاركين في تنظيمه وقيادته وتحديد أهدافه ومساره والنتائج المرجوة، ونقف إلى جانب الناس في تحقيق مطالبهم المعيشية وتحصيل حقوقهم كمواطنين".

 

وأضاف البيان: "لكننا ندعو في نفس الوقت إلى إعطاء العمل الحكومي (ونحن على أعتاب تشكيل الحكومة) وقته لتحقيق إصلاحات جدية من خلال الوزارات، والعمل التشريعي في مجلس النواب للحد من موارد الفساد ونتمنى من جميع الأخوة والأخوات الابتعاد عن لغة التخوين واحترام خيارات من يود المشاركة في التظاهر".

 

دعاوى التظاهر

 

 

ومنذ أيام انتشرت دعوات شعبية لبنانية، من أجل الخروج في احتجاجات ضد الأداء الحكومي.

 

ودعا لبنانيون على منصات التواصل الإجتماعي وعن طريق دعوات سياسية، للتظاهر تحت شعار “السترات الصفراء”.

 

وتأتي تلك الدعوات تشبها بالاحتجاجات التي اندلعت في فرنسا الأسابيع القليلة الماضية.

 

وتحدث الداعين إلى التظاهر، عن سوء الأحوال الإقتصادية، والتدهور في كافة المجالات الخدمية لدى المواطنين.

 

وحدد النشطاء ميدان الشهداء للإحتجاج، فيما يدعو نشطاء لإحتجاجات موسعة وحاشدة موعدها اليوم الأحد.

 

ولم يصدر تعليق من جانب السلطات اللبنانية على تلك الدعوات، إلا إنها عادة ما تواجه المحتجين بالقمع.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان