رئيس التحرير: عادل صبري 03:27 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

برعاية دولية.. هل تنتصر «مائدة المفاوضات» على «البارود في اليمن» ؟

برعاية دولية.. هل تنتصر «مائدة المفاوضات»  على «البارود في اليمن» ؟

العرب والعالم

حرب اليمن

بعد سنوات من الحرب والدمار..

برعاية دولية.. هل تنتصر «مائدة المفاوضات» على «البارود في اليمن» ؟

أيمن الأمين 05 نوفمبر 2018 11:00

بعد 4 سنوات من الحرب والدمار في اليمن، بدأت تتصاعد المطالبات اليمنية والدولية بضرورة جلوس اليمنيين على طاولة مفاوضات برعاية دولية ووقف نزيف الدماء..

 

النداءات الأمريكية والدولية جاءت بعدما اشتد القتال، الذي أوقع قرابة 10 آلاف قتيل وملايين الجرحى، غالبيتهم من المدنيين، ودمار ملايين المنازل والمنشآت الحكومية والمدنية.

 

وبعد سنوات الحرب، زاحم الجوع الرصاص في اغتيال وقتل المدنيين اليمنيين، ليصل عدد جوعى اليمن قرابة 18 مليون شخص من أصل 27 مليون نسمة.

 

تدهور اقتصادي

 

ويعيش اليمن عامه الرابع من الحرب، في تدهور اقتصادي وخدماتي، ويشهد نقصاً في الغذاء والدواء، وسط انهيار الموازنة العامة وارتفاع التضخم، ما عمَّق الفقر وفاقم سوء التغذية، وباتت أزمة اليمن واحدة من كبرى الأزمات الإنسانية في العالم.

ترامب

 

ومؤخرا، دعت الولايات المتحدة الأمريكية، للجلوس على مائدة المفاوضات قائلة: الوقت قد حان "الآن" لوقف الأعمال القتالية في اليمن، وجلوس كلا الجانبين على مائدة التفاوض، معربة أن واشنطن تعتقد بأن المناخ مناسب للمضي قدما في محادثات السلام لإنهاء حرب اليمن.

 

وفيما بدا تطورا نوعيا في الموقف الأميركي من حرب اليمن، حث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان له التحالف السعودي على وقف ضرباته الجوية في المناطق المأهولة بالسكان في اليمن بسرعة.

 

المبعوث الأممي

 

وتابع أن المفاوضات التي دعا إليها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث يجب أن تبدأ الشهر المقبل.

 

وتأتي تصريحات وزير الخارجية الأميركي بعيد تصريحات مشابهة لوزير الدفاع جيمس ماتيس خلال جلسة نقاشية في المعهد الأميركي للسلام بواشنطن.

في السياق، وفي الساعات الأخيرة، رحب علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بكل دعوات السلام التي تحث الحوثيين على العودة إلى طاولة المفاوضات وتحكيم العقل ووقف الحرب.

 

وشدد الأحمر أثناء اجتماع عسكري في محافظة مأرب مع رئيس هيئة الأركان العامة اليمنية وقادة آخرين؛ على ضرورة مضاعفة الجهود والجاهزية القتالية لمحاربة الحوثيين وإرساء الأمن الذي ينشده اليمنيون، مجدّدا التأكيد على مبدأ السلام وانحياز الشرعية إلى ثوابت الحوار.

 

مفاوضات جديدة

 

وضمن هذا السياق، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أنه سيعمل على عقد مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع خلال شهر، وقال في بيان نشر في حسابه على موقع تويتر "لا نزال ملتزمين بجمع الأطراف اليمنية حول طاولة المفاوضات في غضون شهر، لكون الحوار هو الطريق الوحيد للوصول إلى اتفاق شامل".

 

وأضاف غوتيريش لصحفيين في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك "أوّلا، ينبغي وقف أعمال العنف في كل مكان.. مع وقفها فوراً في محيط البنى التحتية الحساسة والأماكن ذات الكثافة السكانية".

 

وأضاف أن على كل أطراف الصراع في اليمن السماح بدخول الواردات التجارية والإنسانية، مثل الغذاء والوقود والمواد الأساسية الأخرى.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش

 

ووصف غوتيريش الأوضاع في اليمن حاليًا بأنها تشكل أسوأ أزمة إنسانية في العالم، مضيفا أنها ليست كارثة طبيعية، بل هي من صنع الإنسان، فاليمن يقف اليوم على شفا الهاوية.

 

واستطرد "على الجانب الإنساني، الوضع يائس، وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا لمنع تدهور الأوضاع السيئة بالفعل إلى أسوأ مجاعة شهدناها منذ عقود".

 

في حين، نشرت صحيفة لوبوان الفرنسية مقالا للكاتبة أرمين عريفي تساءلت فيه: هل بدأت الولايات المتحدة بتشديد لهجتها تجاه السعودية والإمارات بشأن حرب اليمن؟

 

وقف الحرب

 

وتضيف الكاتبة أن الولايات المتحدة دعت السعودية والإمارات لوقف القصف على اليمن، بينما لا تزال فرنسا تكتفي بالمطالبة بوقف الأعمال العدائية، مشيرة إلى فحوى الرسالة التي وجهها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قبل أيام إلى السعودية وإلى جماعة الحوثي في اليمن بهذا السياق.

 

وتشير الكاتبة أيضا إلى التحالف الذي تقوده السعودية في حرب على اليمن منذ مارس 2015، الذي يهدف إلى إعادة فرض سلطة الرئيس عبد ربه منصور وطرد جماعة الحوثي المدعومة من إيران من العاصمة صنعاء التي سبق أن دخلوها في سبتمبر 2014.

 

وتضيف الكاتبة أن هذه الحرب التي تعصف باليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات باتت تمثل مأزقا حقيقيا، وبأنها تسببت في نشوب أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب وصف الأمم المتحدة، وذلك حيث أسفرت عن أعداد هائلة من الضحايا المدنيين.

 

ويتمثل السبب الأساسي لهذه الخسائر البشرية في القصف الجوي الذي تشنه السعودية والإمارات المتهمتان بالضلوع في العديد من المجازر.

 

وتشير إلى أن قصفا جويا استهدف مصنعا لتعليب الخضار في محافظة الحديدة أواخر الشهر الماضي أدى إلى مقتل أكثر من 20 مدنيا، حسب مصادر أممية.

 

كما يتهم محققون أمميون جماعة الحوثي أيضا بارتكاب جرائم حرب، كما استهدف الحوثيون في عدة مناسبات الأراضي السعودية باستخدام صواريخ يعتقد أنهم حصلوا عليها من إيران.

محمد بن سلمان

 

وفي تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" قال عبد العزيز العريقان، ناشط حقوقي يمني، إن اليمن كله يحتاج للمساعدة وليس الأطفال وحدهم، اليمنيون يموتون من الجوع والفقر والمرض بسبب الحرب، فهم مجبرون على البقاء في بلدهم المحاصر من قبل التحالف والحوثي.

 

انتهاكات ممنهجة

 

وأوضح أن غالبية من قتلوا في الحرب الدائرة منذ 4 سنوات من الأطفال والنساء، وللأسف العالم كله يشاهد القتل والانتهاكات ولا يتحدث أحد، قائلا: الخليج والغرب من صالحهم استمرار الحرب في اليمن.

 

وتابع: الأطفال في بلدنا ضاعت فرحتهم بطفولتهم، فهم الآن مقاتلون زجت بهم جماعة الحوثي وميليشيات صالح في معارك ضارية في الشمال والجنوب وعلى الحدود مع السعودية، بعضهم مصيره مجهول ممن وقع في الأسر، والآخر بين قتيل وجريح، وما تبقى منهم يقاتل مع التحالف على الأرض في عدن وتعز وغالبية المناطق التي تسيطر عليها قوات الشرعية.

 

ويشهد اليمن، منذ نحو 4 أعوام، حرباً بين القوات الحكومية والحوثيين، المسيطرين على محافظات بينها صنعاء، منذ 2014، خلّفت أوضاعاً معيشية وصحية متردّية للغاية، وبات معظم سكان البلاد بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان