رئيس التحرير: عادل صبري 09:49 مساءً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

سوريا والقمة الرباعية.. رياحٌ دولية تُحرّك رمال الحل السياسي

سوريا والقمة الرباعية.. رياحٌ دولية تُحرّك رمال الحل السياسي

العرب والعالم

القمة الرباعية

سوريا والقمة الرباعية.. رياحٌ دولية تُحرّك رمال الحل السياسي

أحمد علاء 27 أكتوبر 2018 23:06
بعيدًا عن أجواء مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وتلك العاصفة التي اندلعت منذ الواقعة، كانت مدينة إسطنبول التركية اليوم السبت على وقْع اهتمام عالمي آخر، عنوانه سوريا.
 
عصر اليوم السبت، انطلقت القمة الرباعية حول سوريا، بمشاركة الرؤساء التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
 
وناقشت القمة التي عقدت في قصر "وحيد الدين" بالشطر الآسيوي من إسطنبول، تشكيل لجنة صياغة الدستور السوري، وبحث التسوية السياسية، وطرح الانتهاكات العسكرية التي تتم من قبل النظام السوري بإدلب.
 
وسبق انطلاق القمة اجتماعات ثنائية بين أردوغان، وبوتين، وميركل، لبحث الأزمة السورية، بمشاركة وزيري الخارجية سيرجي لافروف، والدفاع سيرغي شويغو، ومساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، ومن الجانب التركي وزراء الخارجية مولود جاويش أوغلو، والدفاع خلوصي أكار، والمالية بيرات البيرق.
 
القمة أيضًا تتناول الوضع في محافظة إدلب، آخر معقل للمعارضة السورية بعد سبع سنوات من الحرب، كما تتناول تطبيق اتفاق سوتشي الروسي التركي بشأن المحافظة. 
 
وبشكل عام، فإنّ القمة ركّزت أكثر ما ركّزت على تفاصيل العملية السياسية وعودة اللاجئين ولجنة صياغة الدستور الجديد.
 
وطالب المجتمعون في إسطنبول بتشكيل والتئام اللجنة الدستورية في جنيف قبل نهاية العام، وإعادة اللاجئين لبلادهم طواعية وفق ضمانات.
 
وفي حديث صحفي عقب القمة، أكّد أردوغان أنّ عودة اللاجئين إلى بلادهم يجب أن تكون طوعية، وبرعاية الأمم المتحدة ووفق القانون الدولي.
 
وأضاف أنّه من الضروري القضاء على كل أشكال الإرهاب هناك، متابعًا: "هدفنا تحقيق وقف إطلاق نار تام في سوريا، وترسيخه ووقف نزيف الدماء بأسرع وقت، كما أكدنا في القمة على وحدة الأراضي السورية".
 
وتابع: "أكّدنا ضرورة حقن الدماء ووقف الانتهاكات بسوريا، وعمليتا درع الفرات وغصن الزيتون حيدتا أكثر من 4 آلاف إرهابي، ونؤكد ضرورة محاربة المنظمات الإرهابية في جميع مناطق سوريا".
 
أمّا عن مستقبل رئيس النظام بشار الأسد، صرح أردوغان: "مصير الأسد سيتحدد من قبل الشعب السوري، ولكنه بالنسبة لنا قاتل مليون سوري".
 
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال أيضًا إنّ روسيا وافقت على كل الاقتراحات التي قُدمت لتوفير حلول سياسية ودبلوماسية للأزمة السورية.
 
وأضاف: "شركاؤنا الأتراك يبذلون قصارى جهدهم لحفظ الاستقرار في الشمال السوري"، مشدّدًا على أهمية وجود ضمانات لمن يريد العودة إلى سوريا، كما أكّد ضرورة النظر بنتائج قمة سوتشي للبدء بحوار يشمل جميع الأطراف، مع المحافظة على مؤسسات الدولة السورية.
 
وبخصوص الدستور السوري والحوار بين المعارضة النظام، دعا بوتين السلطات السورية إلى إقامة حوار بناء مع المعارضة، معربًا عن أمله في أن يتم الاتفاق على لجنة صياغة الدستور السوري الجديد نهاية العام مع توفر الظروف المناسبة.
 
"مكافحة الإرهاب" هي الأولوية التي حدّدها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبلاده في سوريا، وقال: "لا بد من احترام حقوق الإنسان في سوريا، وهذا كان في صلب محادثاتنا".
 
وأضاف: "أكّدنا رغبتنا في جهود مستدامة تبذل في إدلب من أجل الالتزام بوقف إطلاق النار، واستيلاء قوات النظام على مناطق في سوريا لا يعني ضمان الأمن فيها".
 
وشدّد ماكرون على وجوب "إيلاء ملف عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم أولوية كبرى".
 
من جهتها، أكّدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن "المجتمعين في القمة اتفقوا على جعل الهدنة في إدلب مستقرة ومستدامة".
 
وقالت: "ركّزنا على دعم عملية سياسية في سوريا تنتهي بانتخابات حرة لا تستثني أحدًا، وندعم اتفاق إدلب ونؤكد على ضرورة تشكيل لجنة صياغة الدستور قبل نهاية العام الحالي".
 
يتضح مما سبق حرص المجتمع الدولي ممثلًا في الزعماء الأربعة على الأقل، على إحياء الحل السياسي في سوريا، وهو ما يُفسر بأنّه سيمثل انتصارًا كبيرًا لنظام الأسد الذي حسم الكثير من الجولات على الأرض.
 
على جانب آخر من ذلك، فإنّ المعارضة السورية ربما تجد لا نفسها مضطرة للقبول بأي حل يضع لها قدمًا في رسم مستقبل البلاد، لا سيّما أنّ الواقع العسكري يحسمه نظام الأسد بفضل مساعدة من روسيا وإيران ومليشيات أجنبية.
 
يتفق ذلك مع ما أعلنه رئيس الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة نصر الحريري، الذي عبّر عن رغبة المعارضة في التفاوض مع روسيا، من أجل الوصول إلى حل سياسي ينهي الحرب الدائرة في سوريا منذ عام 2011.
 
وقال الحريري في تصريحات للصحفيين قبيل لقائه بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس الجمعة: "سعينا سابقًا ونسعى الآن وسنسعى في المستقبل إلى فتح أبواب الحوار والنقاش والتفاوض والتفاهم مع الروس، من أجل الوصول إلى الحل السياسي".
 
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الحريري قوله: "نعتقد أن من مصلحة روسيا الآن أن تبحث عن الحل السياسي الشامل كما هو من مصلحتنا".
 
وأضاف: "نعلم اليوم أن روسيا هي دولة مؤثرة في الملف السوري، وخارج الملف السوري (...) ما زلنا نؤمن بأن روسيا قادرة اليوم على استثمار لحظة تاريخية تستطيع من خلالها إصلاح العلاقة مع الشعب السوري".
 
وتابع: "إصلاح هذه العلاقة يتطلب من موسكو أن "تتبنى حلا سياسياً منطقياً لا يراعي فقط مصالح النظام، إنّما ينظر إلى الشعب الذي ثار منذ ثماني سنوات ودفع ثمنًا باهظًا".
 
تعليقًا على القمة، يقول المحلل السياسي هشام جوناي إنّ القمة سعت لإحياء مسار جنيف الذي تعرّض إلى انقطاع بسبب عدم تطبيق بنوده بسبب دخول مسار أستانا وسوتشي على الخط.
 
ويضيف في حديث تلفزيوني، أنّ الأوروبيين يشعرون بأنّهم تعرضوا للتهميش في القضية السورية، وبالتالي يريد استعادة دوره من جديد.
 
ويشير إلى أنّ نجاح هذه القمة مرتبط بشكل رئيسي بتطبيق القرارات التي صدرت عنها، إلا أنّ شكّك في حدوث نتائج قوية عن القمة، مرجعًا ذلك إلى غياب إيران عن المشاركة بها.
 
ويفسر جوناي مشاركة ألمانيا في القمة، وهي أنّها تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين، كما أنّ القضية السورية لها أبعاد مختلفة ولا تقتصر فقط على الداخل السوري.
 
كما يوضح سبب مشاركة فرنسا وهي وجود قوات لها في شمال سوريا، حيث تريد باريس توسيع دورها على الأرض.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان