قال السفير العراقي السابق، «مزهر الدروي»، إن حالة التهميش والإفقار التي تعرض لها محافظة البصرة مقصودة، مؤكداً أن الفساد استشرى في جميع مؤسسات الدولة وكذلك الأحزاب السياسية التي زعمت أنها ضد الطائفية وهى تطبقها قولا وعملا على حد قوله.
وأضاف في حوار لـ«مصر العربية» أن البصرة للأسف تلقت خرابا وتدميرا لا سيما من النظام الإيراني الذي قطع عنها الخدمات كالهرباء ومياه الشرب، وهذا كان كله مقصود لأن البصرة لها موقف تاريخي كبير في الحرب مع إيران، فحين وجه لها المقبور الخميني نداء للخروج مع الجيش الإيراني عام 1982 لم تلبي النداء بل قاتلت البصرة بثبات وشجاعة.
وأوضح أن الإهمال المتعمد للبصرة والتقاسم أو المحاصصة بين الأحزاب التي انطلقت من منطلقات طائفية أو عرقية نسفت كل المفاهيم الوطنية التي تربط بين فئات المجتمع العراقي بغض النظر عن الانتماءات الدينية.
وأشار إلى أن البصرة تعيش ظروف صعبة أمنية واقتصادية رغم أنها من أغنى المحافظات، فهذه صورة حدثت في كل المحافظات، بالإضافة إلى أن هناك احتمالات لتدخل المليشيات الموالية لإيران للتدخل في أحداث البصرة وهذا لإيصال رسالة لأمريكا أن الحصار على إيران سيطال العراق أيضاً.
وتابع :" العملية السياسية في العراق تدار من خلال أمريكا وإيران، وبالطبع هناك ارتباطات محلية ودولية بكل الأحداث الجارية في العراق، فإيران تتحدث عن استقرار وقاسم سليمان يأتي للعراق دون احترام للحاكم الذي عينه الاحتلال، وسليماني يقوم بالتوسط للضغط على الكتل الشيعية لإزالة الانقسام بينهم".
وإلى نص الحوار:
♦ بداية.. لماذا دائمًا يتظاهر جنوب العراق؟
ما يجري في البصرة للأسف هو حالة أفرزتها ظروف العملية السياسية الخاطئة التي جاءت بعد الاحتلال والوضع السياسي الذي أقامته إيران في ظل هذا الاحتلال والأحزاب التابعة لها، وللأسف أن البصرة تلقت خرابا وتدميرا لا سيما من النظام الإيراني الذي قطع عنها الخدمات كالهرباء ومياه الشرب، وهذا كان كله مقصود لأن البصرة لها موقف تاريخي كبير في الحرب مع إيران، فحين وجه لها المقبور الخميني نداء للخروج مع الجيش الإيراني عام 1982 لم تلبي النداء بل قاتلت البصرة بثبات وشجاعة.
كما أن الإهمال المتعمد للبصرة والتقاسم أو المحاصصة بين الاحزاب التي انطلقت من منطلقات طائفية أوعرقية ونسفت كل المفاهيم الوطنية التي تربط بين فئات المجتمع العراقي بغض النظر عن الانتماءات الدينية ، فهذا انعكس على البصرة التي تعيش ظروف صعبة أمنية واقتصادياً رغم أنها من أغنى المحافظات، فهذه صورة حدثت في كل المحافظات، بالإضافة إلى أن هناك احتمالات لتدخل المليشيات الموالية لإيران للتدخل في أحداث البصرة وهذا لإيصال رسالة لأمريكا أن الحصار على إيران سيطال العراق أيضاً.
♦ إذن.. من يتحمل مسؤولية الفساد الحكومي في العراق؟
الحقيقة أن الفساد يغرق مؤسسات الدولة، ولم يمر العارق بهذا الفساد على مدار تاريخ الدولة الحديثة، وهناك محاصصة مقيتة هنالك مصالح وأحزاي ومزايديات لشراء المواقع الحكومية داخل وخارج العراق بمبالغ رهيبة، وهذه الأحزاب كثيرا ما استخدمت هذه المواقع للاستفادة الشخصية، كما أن من ضمن الفساد أنه خلال السنوات الأخيرة لم يتم بناء مصنع واحد أو تشغيل مصنع توقففي المقابل مصانع إيران تعمل بلا توقف، ونجد أن التبادل التجاري بين العراق وإيران يبلغ 8 مليار دولار منها 7.5 مليار لإيران ونصف مليار فقط للعراق وهذا نوع من أنواع الفساد والهيمنة.
أيضاً الفساد وسرقة المال العام مستمرة فالعراق موارده في الشهر تبلغ من 20 إلى 25 مليار دولار أين تذهب هذه المليارات ولمن، تذهب إلى جيوب اللصوص، كما أن المناصب الحكومية والوظائف السيادية أصبحت تباع وتشترى، ولم تأتي بعد حكومة لتغيير الفساد داخل مؤسسات الدولة سواء القضاء أو البرلمان الذي يعمل طوال الوقت فقط على الحصول على امتيازات..
فجميع السياسيين سواء كانو شيعية أو سنه أو أكراد جميعهم لصوص وإن كان الأكراد يسرقون فعلا لكنهم يوظفون هذه الأموال على محافظاتهم فعلى سبيل المثال أربيل أصبحت أكثر مدنية من بغداد التي أصبحت متخلفة في جميع مناحي الحياة.
♦ هل تسمية رئيس الحكومة الجديدة له علاقة بغضب بالبصرة؟
منذ أن بدأت الانتخابات حتى الآن مر حوالي 4 شهور ولم تشكل الكتلة التي ستكلف الشخص المؤهل لشكيل الوزارة ، فالمكون الشيعي انقسم لقسمين، والمكون السني الذي يمثله الحزب الإسلامي عليه ملاحظات كثيرة منها الفساد، فكل هذه المكونات تتصارع فيما بينهم والنتيجة أننا رجعنا لنقطة الصفر وهذا كان ضمن أسباب غضب البصرة.
♦ تعتقد أن هناك قوى خارجية لها مصلحة فيما يحدث بالجنوب؟
العملية السياسية في العراق تدار من خلال أمريكا وإيران، وبالطبع هناك ارتباطات محلية ودولية بكل الأحداث الجارية في العراق، فإيران تتحدث عن استقرار وقاسم سليمان يأتي للعراق دون احترام للحاكم الذي عينه الاحتلال، وسليماني يقوم بالتوسط للضغط على الكتل الشيعية لإزالة الانقسام بينهم، كما نجد أن هناك كتلة بالحزب الإسلامي ترى وجوب الوقوف مع إيران من خلال أحد الأشخاص السنية التي لها علاقات مع قطر، كما أن هناك كتل أخرى لها علاقات مع أمريكا كالعبادي ومجموعته،
♦ وما دور الأحزاب المنهمكة في المفاوضات للبقاء بالسلطة؟
للأسف كل الأحزاب التي جاءت تحت غطاء ديني أو قومي كلها تعمل من أجل مصالحها الحزبية والخاصة عن المصلحة الوطنية العليا، جميعهم تحدثوا عن الطائفية وهم يمارسونها، وهذا كان له انعكاس سلبي على الانتخابات التي لم تحظى بأي تأييد شعبي، ولم تتجاوز نسبة المشاركة فيها عن 10%، فهذه الأحزاب تمثل الكارثة الموجودة بالعراق الآن.
وعلى سبيل المثال كتلة السنية كانت تحصل على 7% حصتها من ميزانية الدولة ثم زادت بعد الاحتلال لـ9% ثم 17% ووعد المالكي من أجل أن يصل للسلطة بأن يعطي للأكراد الأرض التي استولوا عليها بعد الاحتلال وبعد داعش وهذا طبعا ليس بإرادة الحكومة وإنما إرادة دولية فرض على الأكراد بالعودة، فالمالكي وصل أنه قالها عندما كان رئيس وزراء قال للبرزاني خذ الموصل كلها وهذه كلها مساومات من أجل مصالح شخصية.
♦ هل إفقار الجنوب وتحديدا البصرة مقصود؟
نعم هناك تعمد في إفقار البصرة رغم أهميتها الاستراتيجية وأهميتها الاقتصادية كالنفط ومصانع الحديد والبتروكيماويات والسيارات والورق والسكر وغيرها من المصانع الهامة، فمظاهرات البصرة هى ثورة جاءت بسبب انتشار الفقر والأمية في الجنوب كله، انتشار الظلم والمعاناة.
♦ ولماذا لا يمتلك العراق خطة إستراتيجية للإعمار أو الخدمات؟
ما فائدة وضع خطة إعمار مع وجود فساد، وإذا استمعنا إلى منهاج وزارة المالكي الأولى والثانية تستمع إلى خيال وكلام يرسم صورة مشرقة للعراق ولكن النتيجة النهائية أنها كانت أسوأ فترات الفساد لأن الفاسد إذا وضع أفضل الخطط لا يستطيع عمل إنجاز حقيقي على الأرض لأنه فاسد وكل من حوله من دوائر الدولة قضاء ووزرات مختلفة كلهم يتجرعون الفساد.
ولا يوجد هناك في العراق أفق للحل إلا إلغاء العملية السياسية كلها وتشكيل حكومة طوارئ، إلغاء كل القوانين التي أصدرت من حكومات الاحتلال التي اتسمت بالفساد والإفساد، إلغاء كل القرارات الطائفية التي مزقت العراق،و إعادة اللحمة والسلام الاجتماعي والبعد عن الطائفية المقيتة.