رئيس التحرير: عادل صبري 10:20 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

في يومها السادس.. تظاهرات البصرة «تشتعل» والمحتجون يهددون بـ «حمل السلاح»

في يومها السادس.. تظاهرات البصرة «تشتعل» والمحتجون يهددون بـ «حمل السلاح»

العرب والعالم

تظاهرات البصرة

في يومها السادس.. تظاهرات البصرة «تشتعل» والمحتجون يهددون بـ «حمل السلاح»

وائل مجدي 04 سبتمبر 2018 12:55

تصاعدت حدة التوتر بين أهالي مدينة البصرة والشرطة العراقية بعد إطلاق الأخيرة النيران الحية على المتظاهرين.


وعلى مدار أسبوع يتظاهر أهالي البصرة ضمن موجة التظاهرات التي تعم المدن العراقية منذ أشهر.

 

وخرج متظاهرو البصرة على خلفية انقطاع المياه في عدد من المناطق، وتلوث مياه الشرب في مناطق أخرى، ما أدى بحسب مفوضية حقوق الإنسان في العراق، إلى تسمم نحو ثلاثين ألفًا من سكان البصرة.

 

اشتعال التظاهرات

 

 

وقالت الشرطة العراقية إن نحو 150 محتجًا تجمعوا عند المدخل الرئيسي لحقل نهر بن عمر النفطي في البصرة.

 

والجمعة الماضية أقدم المتظاهرون على حرق بوابة مبنى محافظة البصرة، والكرفانات التابعة لها، بحسب الشرطة.

 

واستخدمت الشرطة خراطيم المياه والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين.

 

عنف الشرطة

 

 

 

وكشفت تقارير صحفية عن مصادر محلية من البصرة، أن الجيش وقوات سوات (قوات التدخل السريع)، استخدموا الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، مشيرة إلى إطلاق قنابل غاز مسيل للدموع بصورة مباشرة على المحتجين، ما أدى إلى إصابات عديدة في صفوف المحتجين.

 

وقتل مساء أمس شاب في العقد الثالث من عمره، يدعى "مكي ياسر الكعبي".

 

واستخدمت القوات الأمنية العراقية الرصاص الحي لتفريق تظاهرات واسعة شهدتها محافظة البصرة مساء الاثنين، قطعت على إثرها الطرق وأحرقت الإطارات.

 

كما أفيد بمقتل متظاهر آخر، في شارع الجمهورية وسط البصرة.

 

من جهتها، طالبت مفوضية حقوق الإنسان في العراق القضاء العراقي بالتحقيق الفوري بمقتل أحد المتظاهرين خلال المظاهرات.

 

وقال مهدي التميمي، مدير مكتب المفوضية بمحافظة البصرة: "على القضاء فتح تحقيق فوري وعاجل بحادثة مقتل المتظاهر "مكي" الذي تعرض لصعقات كهربائية من قبل القوات الأمنية، وضرورة إحالة المتسببين بمقتله إلى القضاء"، على حد تعبيره.

 

في حين أكد أهل الشاب القتيل، أن سبب وفاته طلقة نارية أصابته في الكتف، وتوفي أثناء نقله إلى المستشفى جراء نزيف حاد.

 

حمل السلاح

 

 

وبعثت عشائر البصرة برسالة لقائد عمليات المحافظة، أفادت بحمل السلاح والمقاومة إذا استمرت القوات الأمنية في استعمال القوة المفرطة مع المتظاهرين.

 

وكانت ناحية كرمة علي والحيانية وخمس ميل شمالي المحافظة، الأسوأ من بين بقية مناطق البصرة، إذ رفع أهالي هذه المناطق السلاح، ما أدى إلى انسحاب الجيش من هذه المناطق، بحسب مصادر محلية.

 

من جهة أخرى، أغلق جسر الكزيزة الذي يعتبر المنفذ الرئيسي لطريق بغداد - البصرة، من قبل الأهالي، لمنع وصول قوات عسكرية من خارج المحافظة.

 

وكانت قوات الرد السريع الموسومة "سوات"، قد شرعت بفتح النار بصورة مباشرة على المحتجين مساء الاثنين، في أحياء العباسية والبريهة وشارع السعدي وسط البصرة، لتفريقهم.

 

كما قامت القوات ذاتها "قوات الرد السريع" بإطلاق قناني الغاز المسيل للدموع على المنازل في تلك الأحياء لمنع اختباء المتظاهرين الفارين من النار.

 

ولم تنج المستشفيات أيضاً من أعمال العنف، إذ تم رمي بوابة مستشفى السعدي في مركز المحافظة بغاز الفلفل والقناني المسيلة للدموع، لمنع وصول الجرحى من المحتجين، أثناء تواجد العديد من المرضى من غير المحتجين بداخلها، بحسب المصادر المحلية.


تظاهرات العراق

 

 

وتجددت الاحتجاجات الأسبوع الماضي، حيث تظاهر عشرات العراقيين عند نصب الحرية في ساحة التحرير، مركز العاصمة العراقية بغداد، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضت حول الساحة، حيث قَطعت الطرق المؤدية إليها.

 

وجدد المتظاهرون طالبهم بتوفير الخدمات وتشكيل حكومة بعيدة عن مبدأ المحاصصة الحزبية ومحاسبة الفاسدين.

 

وتزامنت هذه الاحتجاجات مع أخرى، خرجت في محافظات الوسط والجنوب العراقي، ومنها النجف وكربلاء وبابل والديوانية والبصرة، إلى جانب استمرار الاعتصام في السماوة مركز محافظة المثنى لليوم العشرين على التوالي.

 

وكان العشرات من المتظاهرين من أهالي البصرة، قد قاموا بنصب خيم اعتصام بالقرب من حقل القرنة 2 شمال محافظة البصرة، للمطالبة بتحسين الخدمات وتوفير فرص العمل.

 

وأكد المرصد العراقي لحقوق الإنسان مقتل متظاهر خلال فض الاعتصام بالقوة في ناحية الهوير بالبصرة، مشيراً إلى أن المتظاهر قتل بعد تعرضه للضرب بالهراوات أثناء فض الاعتصام على يد القوات الأمنية.

 

وعلى الرغم من مرور أربعين يوما على اندلاع احتجاجات شعبية واسعة في العاصمة العراقية بغداد وتسع محافظات جنوبية، تنديدا بالفساد، والمطالبة بالخدمات، إلا أن السلطات لم تستجب لمطالب المتظاهرين الذين يواصلون احتجاجاتهم.

 

وجدّد عشرات المحتجين، اعتصامهم قرب حقل القرنة (2) النفطي الواقع في بلدة عز الدين سليم شمال البصرة، بعدما استخدمت القوات العراقية القوة لفض الاعتصام.

 

ممارسات قمعية

 

 

وقال عضو تنسيقيات البصرة، فراس المنصوري، في تصريحات صحفية، إنّ التظاهرات والاعتصامات لن تقتصر على حقل القرنة (2)، بل ستشمل مناطق أخرى في المحافظة، احتجاجاً على ممارسات القوات العراقية القمعية ضد المعتصمين.

 

ولفت المنصوري إلى قيام القوات العراقية باعتقال عدد من المعتصمين، مشيراً إلى "قيام الأمن العراقي برمي الدراجات النارية والمستلزمات التي جلبها المعتصمون معهم في نهر مجاور".

 

وأكّد قيام القوات العراقية بملاحقة قادة التظاهرات والاعتصامات في منازلهم، لافتاً إلى أنّ "هذه الممارسات تسببت بغليان شعبي في المحافظة".

 

وبيّن أنّ "التظاهرات تجددت، على الطريق المؤدي إلى منفذ سفوان الحدودي"، مشيراً إلى أن الاستمرار بتجاهل المطالب قد يتسبب بإغلاق المنفذ.

 

وأضاف أن "التجاهل الحكومي لمطالب المحتجين هو الذي تسبب بتصاعد حدّة الاحتجاجات"، منتقداً "أسلوب إطلاق الوعود الذي تتبعه السلطات العراقية، والذي أثبت فشله في إنهاء مظاهر الاحتجاج".

 

سقف زمني

 

كما تجددت التظاهرات الشعبية الساخطة في محافظة البصرة، مع تشديد المشاركين على ضرورة تحديد سقف زمني من قبل السلطات لتنفيذ مطالبهم المشروعة، معبرين عن رفضهم للتسويف والمماطلة الحكومية.

 

وخرج العشرات من أبناء المحافظة، في تظاهرات قرب منفذ سفوان الحدودي مع الكويت، وافترش عدد منهم الشارع مطالبين بتحديد سقف زمني لتنفيذ مطالبهم والإيفاء بالوعود التي قطعتها الحكومة.

 

وفي محافظة ذي قار أيضا تستمر التظاهرات التي حشدت العشرات من الأهالي في مركز المدينة، مطالبين الحكومة بتشغيل الأيدي العاملة من الخريجين والعاطلين عن العمل، ومؤكدين على أنّ الحكومة مسؤولة ومحاسبة أمام الشعب في حال استمرار مماطلتها بتنفيذ المطالب.

 

تهدئة الشارع

 

وتسعى الحكومة لتنفيذ جزء من مطالب المتظاهرين، في محاولة منها لتهدئة الشارع والسيطرة عليه، إذ أعلنت وزارة الكهرباء، عن تزويد البصرة بـ16 ألفاً و200 ميغاواط.

 

وقال وكيل الوزارة لشؤون النقل والتوزيع، عبد الحمزة منصور، في تصريح إذاعي، إنّ "تزويد الطاقة الكهربائية في البصرة بعد الزيادة، بلغ ثلاثة آلاف و255 ميغاواط".

 

وأضاف منصور أنّ "وزارة الكهرباء تسعى جاهدة لإكمال خطوط النقل، وفكّ الاختناقات عن الشبكة الوطنية"، مؤكداً "قرب تخصيص مبالغ مالية للبصرة، لغرض إكمال المشاريع التي تسهم بحل مشاكل الاختناقات، على المدى القريب، فضلا عن وضع الوزارة خطة على المديين المتوسط والبعيد لفك تلك الاختناقات". 

 

وعود زائفة

 

 

المحلل السياسي العراقي الدكتور عبدالكريم الوزان، إن التظاهرات ستتصاعد باستمرار والسبب هو الإحباط الكبير الذي ألم بالشعب العراقي بعد 15 عاما من المعاناة والوعود الزائفة.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن البلاد تغرق في مشاكل كثيرة والعراقيين ترجموا غضبهم في المظاهرات وهى بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، مؤكداً أن الشعب فقد المصداقية في الساسة الذين تسيرهم إيران وأمريكا.

 

وأوضح أن الفساد استشرى في كل المؤسسات وأصبح العقاب لا يكون إلا لصغار المسؤولين بينما الكبار ينعموا في فسادهم، وهذه المظاهرات جاءت لتصحيح المسار للتطلع نحو مستقبل أفضل.  

 

فيما قالت الإعلامية العراقية نداء الكناني، إن مطالب المتظاهرين واضحة وصريحة ومشروعة ومن حقهم وليس من مصلحة العراقيين تسيس المظاهرات.

 

وأضافت في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الحكومة العراقية فاسدة والقوانيين جائرة ولا تخدم إلا السياسين ولا يوجد أي قرار يصب في مصلحة المواطن.

 

وأوضحت أن المظاهرات الحالية هى نتاج ضغط سنوات طويلة تحمل فيها الشعب بما فيه الكفاية، وحان الوقت لتحقيق مطالب الشعب  والقضاء على البطالة وتحسين الكهرباء والأمن والأمان الذي افقتدوه في وطنهم وفي غربتهم في كل أنحاء العالم.

 

يشار إلى أن منذ 14 يوليو، اندلعت المظاهرات في محافظة البصرة، والتي انتقلت إلى باقي محافظات الوسط وجنوب العراق.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان