رئيس التحرير: عادل صبري 06:54 مساءً | الثلاثاء 29 أبريل 2025 م | 01 ذو القعدة 1446 هـ | الـقـاهـره °

تحدى التوقعات وأصبح أسطورة .. رحيل عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينغ

تحدى التوقعات وأصبح أسطورة .. رحيل عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينغ

العرب والعالم

ستيفن هوكينغ

نفي وجود خالق للكون..

تحدى التوقعات وأصبح أسطورة .. رحيل عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينغ

وكالات - إنجي الخولي 14 مارس 2018 09:58
توفي عالم الفيزياء البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ عن 76 عاماً، الأربعاء ، بعد ان تحدى توقعات بوفاته 1965عام  عقب اصابته بمرض التصلب الجانبي الضموري الذي منعه من الحركة والكلام .
 
وفي بيان نشرته وكالة أنباء برس أسوسييشن البريطانية، قال أبناء الراحل الثلاثة وهم لوسي وروبرت وتيم "نشعر بحزن عميق لأن والدنا الحبيب توفي اليوم (...) لقد كان عالماً عظيماً ورجلاً استثنائياً سيعيش عمله وإرثه لسنوات طويلة".
 
وأثنوا على "شجاعته ومثابرته" وقالوا إن "تألقه وروح الدعابة لديه" ألهمت الناس في جميع أنحاء العالم.
 
وتابعوا "قال ذات مرة: لن يكون هناك الكثير من الكون إذا لم يكن موطنًا للأشخاص الذين تحبهم. سنفتقده إلى الأبد".
 
وكان هوكينغ يعاني من التصلب الجانبي الضموري، وهو مرض عصبي انتكاسي يصيب الخلايا العصبية الحركية لدى الشخص البالغ، وقد تسبَّب له بالشلل وجعله لا يستطيع التكلم إلا بواسطة جهاز كومبيوتر بصوت اصطناعي تحول إلى سمة مميزة له.
 
ولم تمنع هذه الإعاقة هوكينغ من أن يصبح أحد أعظم العلماء المعاصرين ويتحدى التوقعات، التي لم تكن تمنحه سوى بضع سنوات من الحياة، بعد إصابته بالمرض العضال.
 
حياته ومرضه
ولد هوكينغ في أوكسفورد، في 8 يناير1942، بعد 300 عام بالتمام والكمال على وفاة العالم الشهير غاليليو.
 
والتحق في البداية بجامعة أكسفورد لدراسة العلوم الطبيعية في عام 1959، قبل أن يحصل على الدكتوراة عام 1966 في علم الكون من جامعة كامبريدج تحت عنوان "خصائص الكون المتوسع،" وتفحص الأطروحة آثار ونتائج توسع الكون.
 
واصيب في عام 1963، بالمرض العصبي الحركي (مرض العصبون الحركي)، وهو مجموعة من الأمراض التنكسية التي يميزها تضرر خلية العصبون الحركي في الدماغ وفي الحبل الشوكي وفي المسالك المسئولة عن انتقال الإشارات العصبية بينهما. وفقد القدرة على الحركة تماما والكلام بشكل تدريجي.
 
وأعطاه الأطباء، حينما كان في الواحدة والعشرين من عمره، عامين فقط لكي يعيش، لكنه -وكمعجزة حية- تجاوز كل التوقعات، ليصل لعمر السادسة والسبعين.
 
فى أواخر الـ 1960، تدهورت قدراته البدنية، إذ بدأ باستخدام العكازات وتوقّف عن إلقاء المحاضرات بشكل منتظم. بينما خسر ببطء قدرته فى الكتابة، طوّر ستيفن أساليب بصريّة تعويضيّة، بما فى ذلك رؤية المعادلات بمنظار هندسي شبّه الفيزيائي.
 
وتزوج هوكينغ عام 1965 من جين وايلد، ويُعتبر قُدوةً في التحدي والصبر ومقاومة المرض، وإنجاز ما عجز عنه الأصحاء.
وتدهور كلام هوكينغ تدريجيا، وبحلول أواخر السبعينات استطاع فهمه فقط أبناء عائلته وأصدقاؤه المقربون. من أجل التواصل مع الآخرين، كان يترجم شخص ما يعرفه جيدًا كلامه إلى خطاب واضح.
 
نظرية "اللاحدود للكون"
وأصدر فى عام 1971 بالتزامن مع عالم الرياضيات روجر بنروز نظريته التى تثبت رياضياً وعبر نظرية النسبية العامة لأينشتاين بأن الثقوب السوداء أو النجوم المنهارة بسبب الجاذبية هى حالة تفردية فى الكون “أى أنها حدث له نقطة بداية فى الزمن”.
 
وفي عام 1974، أثبت هوكينغ نظرياً أن الثقوب السوداء تصدر إشعاعاً على عكس كل النظريات المطروحة آنذاك، وسمي هذا الإشعاع باسمه "إشعاع هوكينج" واستعان بنظريات ميكانيكا الكم وقوانين الديناميكا الحرارية.
 
ولاحقا طور مع معاونه جيم هارتل نظرية "اللاحدود للكون"، والتى غيرت من التصور القديم للحظة الانفجار الكبير عن نشأة الكون، إضافة إلى عدم تعارضها مع أن الكون نظام منتظم ومغلق.
 
ونشر كتابه "تاريخ موجز للزمن" في عام 1988، والذي بيعت منه أكثر من 10 ملايين نسخة.
 
ولاعتقاد هوكينغ أن الإنسان العادي يجب أن يعرف مبادئ الكون، فقد بسّط النظريات بشكل سلس.
أصبح سيتفن هوكينغ من أبرز علماء الفيزياء النظرية على مستوى العالم، وهو معروف بفضل أبحاثه النظرية في علم الكون والعلاقات بين الثقوب السوداء والديناميكا الحرارية، والتسلل الزمني. 
 
وحاز على العديد من الجوائز العلمية والأكاديمية، منها قلادة ألبرت أينشتاين والميدالية الذهبية للجمعية الفلكية الملكية وجائزة وولف فى الفيزيا، وجائزة أمير أستورياس فى كونكورد.
 
وكانت قصة حياته موضوع فيلم "نظرية كل شيء" The Theory of Everything، الذي طُرح للعرض في عام 2014، ولعب فيه دور البطولة الممثل إيدي ريماين.
 
وفي مقابلة سابقة له يَعتبِر هوكينغ مفهوم الجنة كـ"أسطورة"، معتبراً أنه "لا يوجد أي جنة أو آخرة".
 
يتميز عالم الفيزياء بالنشاط في الأعمال الاجتماعية، والدعوة للسلم والسلام العالمي، وهو مساعد للطفولة وقرى الأطفال، وشارك في مظاهرات ضد الحرب على العراق. وفي عام 2013 أعلن عن رفضه المشاركة في مؤتمر يقام في إسرائيل.
 
الإلحاد وخالق الكون
ويزعم هوكينغ في نظرياته عدم وجود خالق للكون  " قائلا" لأن ثمة قانون مثل الجاذبية، صار بمقدور الكون أن يخلق نفسه من عدم، والخلق العفوى هذا هو السبب فى أن هناك شيئا بدلا من لا شىء، وفى وجود الكون ووجودنا نحن"، ويمضى قائلا: "عليه يمكن القول إن الكون لم يكن بحاجة إلى إله يشعل فتيلا ما لخلقه" بحسب تعبيره.
 
وللعالم البريطانى العديد من الأفكار التى تعارض الفكر الدينى المحافظ، ما يعرضه للإتهام بالإلحاد وإن لم ينف هو ذلك، ففي تقرير نشر بصحيفة "تايمز" البريطانية، قال العالم البريطانى أن الفيزياء الحديثة لا تترك مجالا للإيمان بأى خالق للكون.
ونقلت الصحيفة  حديث البروفيسير هوكينغ من كتابه The Grand Design"" المشروع العظيم، الذى احتكرت نشر مقتطفات، ويسعى فيه العالم الانجليزى للإجابة على السؤال "هل كان الكون بحاجة إلى خالق؟ ويقول: "الإجابة هى لا وبعيدا عن كون الأمر حادثة لا يمكن تفسيرها إلا بأنها تأتت على يد إلهية، فإن ما يعرف باسم "الانفجار الكبير" لم يكن سوى عواقب حتمية لقوانين الفيزياء".
 
ويقول البروفيسور هوكينغ إن الأرجح هو وجود أكوان أخرى تسمى "الكون المتعدد" وليس مجرد كواكب أخرى، خارج مجموعتنا الشمسية، ويضيف قوله إنه "إذا كانت نية الإله هى خلق الجنس البشرى، فهذا يعنى أن ذلك الكون المتعدد بلا غرض يؤديه وبالتالى فلا لزوم له".
 
وفى  لقاء حصرى مع صحيفة "الجارديان" البريطانية ويقول إن حديث المؤمنين بوجود خالق عن الدار الآخرة والجنة والنار مجرد خرافات لا أساس علمى لها. ويضيف أن الترويج لهذه "الخرافات" ينطلق من دافع "الخوف من الموت" بينما الواقع هو أن لا شىء ينتظر المرء بعد اللحظة التى يتوقف فيها الدماغ عن العمل.
وفى لقاء آخر معه قال "هوكينغ" أكد بأن موت الإنسان هو المحطة الأخيرة التى لا يأتى بعدها شىء، وهو ما أن يجب أن تحفزنا على القدر الأكبر الممكن من الإنجاز لصالح البشرية خلال حياتنا، وفى إجابته على السؤال: "كيف نعيش هذه الحياة"، يقول ببساطة "ألا نفعل سوى الخير القيم".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان