"من يتحكم.. البشر أم الروبوت؟".. باتت هذه الجدلية تساؤل مطروح على موائد المناقشة حول العالم مع تعدّد استخدام الإنسان الآلى ودخول الذكاء الاصطناعي إلى العديد من المجالات حتى في بعض الدول النامية بالإضافة إلى نظيرتها المتقدمة.

دخل الذكاء الاصطناعي في مجالات الصحة و التعليم والسفر للفضاء والقضاء على الأمراض والفيروسات القاتلة والزواج وحتى التنبؤ بما سوف يفعله الإنسان في حياته اليومية مثل البيع والشراء ومساعدة كبار السن وذوي الإحتياجات الخاصة في تسيير أمور حياتهم اليومية وتعتقد ليانا باركر مديرة شعبة المعلومات وشعبة النظم الذكية في المؤسسة الوطنية للعلوم أن الذكاء الاصطناعي سيجعلنا أكثر إبداعًا وسيتيح لنا التفرغ لممارسة الهوايات، فبما أنَّ هذه التكنولوجيا ستعفينا من الكثير من المهمات اليومية فسوف يعطينا ذلك الفرصة لنكون أكثر إبداعًا، بحسب تقارير صحفية.

فيما يرى توبي والش أستاذ الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الأتصال أن العمل سوف يكون آليًا أكثر وسوف تتولى أجهزة الكمبيوتر الأعمال وبالتالي سوف يجعلنا ذلك نعمل بشكل أقل، كما أن الآلات الذكية سوف تحدث ثورة في هذا المجال وبالتالي سوف تزيد الإنتاجية.

وعلى نفس المنوال يرى جسترين كارلوس مؤسس شركة داتو للذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات أن العلاقة بين البشر وأجهزة الكمبيوتر ستكون ذات تأثيرات كثيرة منها الإيجابية والسلبية ولكن معظمها معظمها إيجابية، حيث ستكون نوع من العلاقة التكافلية تقريبًا بين البشر والتكنولوجيا.

ورغم هذا التفاؤل، على النقيض قال ستيفن هوكينغ عالم الفيزياء الراحل تطوير ذكاء اصطناعي كامل قد يمهد لفناء الجنس البشري، محذرا من قدرة الآلات على إعادة تصميم نفسها ذاتيا، حسبما قال في تصريحات صحفية في ديسمبر.

كما أعلن المؤسس والرئيس السابق لشركة مايكروسوفت بيل غيتس في 2015 عن رغبته في بقاء الروبوتات غبية إلى حد ما. لكن يوشوا بينغيو أستاذ علم الحاسوب بجامعة مونتريال بكندا يرى أنه لا ينبغي القلق من التقنيات الذكية، لأنها تحتاج لسنوات كثيرة من التطور البطيء والتدريجي قبل أن تصل إلى المدى الذي يخشاه المحللون، لأنها تستند في تطورها إلى علوم وأفكار ما تزال في بداياتها الأولى حاليا.

وأوضح بينغيو أن إنتاج أنظمة الذكاء الاصطناعي المتكاملة بحاجة إلى تطور علوم حالية وابتكار علوم جديدة، أي بتعبير آخر لن يخرج أحد العلماء بتقنية ذكية من شأنها تغيير العالم بين ليلة وضحاها، كما في أفلام الخيال العلمي، على حد تعبيره في تصريحات صحفية.

فيما قالت الروبوت صوفيا خلال منتدى شباب العالم المنعقد حاليا إن الروبوتات تساعد على تحقيق الأهداف من خلال التحليل والعمل في بيئات مختلفة دون التأثير على الجودة والقيام بأعمال يرفض الإنسان العمل بها، كما أن الروبوتات تعمل في مختلف القطاعات من الزراعة والصناعة وغيرها.

وأضافت أن الذكاء الاصطناعي يمكنه الإسهام في تحسين كفاءة استخدام الطاقة ويمكنه التوقع لتجنب نضوب الطاقة، موضحة أنها كائن بلا وعي أو مشاعر وأنها حتى الآن تعتمد على من قام ببرمجتها، وقالت إنها تستخدم بعض نظم التعلم الآلي للتمكن من الحديث مع البشر وتعتمد معظم دول العالم ميزانيات ضخمة من أجل الاعتماد على الذكاء للاصطناعي في عدد من المجالات ففى العام 2017، كشفت الصين عن تخصيص مبلغ 22 مليار دولار على مدى 5 سنوات.

وفى يناير 2018 وقعت الإمارات اتفاقية تعاون مع المنتدى الاقتصادى العالمى لإنشاء مركز الثورة الصناعية الرابعة فى الإمارات بهدف إعطاء دفعة للحصول على تقنيات المستقبل.

وفي مطلع العام الجاري، منحت السعودية الروبوت " صوفي" جنسيتها، كما عينت السعودية أول روبوت في وزارة التعليم والذي يقوم بخدمة العملاء وإيصال الرسائل لزوار معارض وأنشطة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، كما أسست السعودية أول صيدلية ذكية في مستشفى الملك فهد التخصصي بتبوك.

وبحسب تقارير صحفية من المتوقع أن تحقق السعودية عوائد اقتصادية من مشروعات الذكاء الاصطناعي بنحو 12.4% من ناتجها المحلي الإجمالي وهو ما يعادل بأكثر من 135.2 مليار دولار وذلك مع موعد استكمال مراحل رؤية 2030 .

أما في مصر توقع وزير التعليم العالي، أن يسهم الذكاء الاصطناعي بـ 7.7% من الناتج المحلى الإجمالي في مصر بحلول 2030، ووفقا للخطة الاستراتيجية التي أعدتها وزارة التعليم العالي، لمواكبة الذكاء الاصطناعي، سيتم تدريب ورفع الكفاءات الرقمية لأعضاء هيئات التدريس بكليات الحاسبات والمعلومات، البالغ عددهم 1550 ب 15 كلية بجامعات مختلفة.

كما تشمل الاستراتيجية، إنشاء 2 من كليات الذكاء الاصطناعي الجديدة، و8 كليات جديدة لعلوم الحاسب والمعلومات، وكذلك الجامعة المصرية لتكنولوجيا المعلومات، وتضم كليات "الذكاء الاصطناعي، علوم الحاسوب، الشبكات ونظم المعلومات، هندسة المعلومات