رئيس التحرير: عادل صبري 07:09 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

اتفاق تركيا وحكومة السراج.. مصر غاضبة واليونان تطرد السفير الليبي

اتفاق تركيا وحكومة السراج.. مصر غاضبة واليونان تطرد السفير الليبي

أخبار مصر

أرشيفية

اتفاق تركيا وحكومة السراج.. مصر غاضبة واليونان تطرد السفير الليبي

سارة نور 10 ديسمبر 2019 00:38

قبل أيام وقعت تركيا مع حكومة فائز السراج في ليبيا ومقرها طرابلس، اتفاقية غامضة حول ما أطلقوا عليه "حماية حقوق تركيا في البحر المتوسط"، غير أن مصر واليونان والاتحاد الأوروبي وصفوا هذا الاتفاق بغير القانوني، محذرين من أثاره السلبية على المنطقة.

 

وفي 28 نوفمبر المنصرم، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: إن بلاده وقعت مذكرة تفاهم بشأن الحدود البحرية مع حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فايز السراج، "لحماية حقوق تركيا في البحر المتوسط".

 

وذكر بيان صادر عن الرئاسة التركية، أن حكومتي البلدين وقعتا مذكرتي تفاهم الأولى حول التعاون الأمني والعسكري بين البلدين، والثانية حول السيادة على المناطق البحرية، لحماية حقوق البلدين، حسبما ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية.

 

وفور الإعلان عن هذا الاتفاق، اتفق وزراء خارجية مصر سامح شكري واليونان نيكوس دندياس وقبرص نيكوس خريستودوليدس على عدم وجود أي أثر قانوني لهذا الاتفاق.

 

وقال أحمد حافظ المتحدث باسم الخارجية المصرية: إن الوزير سامح شكري اتفق مع نظيريه اليوناني والقبرصي على أنه لن يتم الاعتداد بهذا الإجراء لكونه يتعدى صلاحيات رئيس مجلس الوزراء الليبي، وفقاً لاتفاق الصخيرات، فضلاً عن أنه لن يؤثر على حقوق الدول المشاطئة للبحر المتوسط بأي حال من الأحوال.

 

وتنص  المادة الثامنة من اتفاق "الصخيرات" السياسي بشأن ليبيا، الذي وافق عليه الليبيون، تحدد الاختصاصات المخولة لمجلس رئاسة الوزراء، صراحة على أن مجلس رئاسة الوزراء ككل - وليس رئيس المجلس منفرداً - يملك صلاحية عقد اتفاقات دولية.

 

وقالت وزارة الخارجية في بيانها إن توقيع مذكرتيّ تفاهم في مجاليّ التعاون الأمني والمناطق البحرية وفقاً لما تم إعلانه، غير شرعي ومن ثم لا يلزم ولا يؤثر على مصالح وحقوق أية أطراف ثالثة، ولا يترتب عليه أي تأثير على حقوق الدول المشاطئة للبحر المتوسط.

 

كما حثت مصر المجتمع الدولي على الاضطلاع بمسؤولياته لمواجهة ما وصفته بـ"النهج السلبي"، الذي يأتي في توقيت تتواصل فيه الجهود الدولية بالتنسيق والتعاون مع الليبيين، في إطار مسار برلين للتوصل لاتفاق شامل لحل الأزمة الليبية.

 

وفي 6 ديمسير الجاري، قال وزير خارجية مصر سامح شكري، إن الاتفاق الموقع بين رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج والرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعقّد الوضع في ليبيا.

 

وأضاف شكري خلال كلمته بحوار روما أنه على حكومة السراج الالتزام باتفاق الصخيرات أو أن تفقد شرعيتها، مشيرا إلى أن التهديد الإرهابي في ليبيا يتوسع ويهدد دول الساحل وليس فقط ليبيا نفسها.

 

كما رفضت اليونان الإعلان التركي ووصفته بأنه أمر مناف للعقل من الناحية الجغرافية لأنه يتجاهل وجود جزيرة كريت اليونانية بين الساحلين التركي والليبي.

 

وقبل أسبوعين مهد الاتحاد الأوروبي الطريق لفرض عقوبات ضد تركيا بسبب عمليات التنقيب في مياه تعتبرها قبرص، العضو في التكتل، جزءا من مياها الاقتصادية الخالصة، إذ يعتقد خبراء أن احتياطيات الغاز تقدر بنحو 227 مليار متر مكعب.

 

وبعد الإعلان عن الاتفاق دون تفاصيل، نشر موقع "نورديك مونيتور" الاستقصائي، بنشر بنود ما تسميها أنقرة مذكرة تفاهم مع حكومة السراج، وبحسب التسريبات، فإن الطرفين حددا المناطق البحرية لكل منهما شرقي البحر المتوسط.

 

وفي البنود أيضا، بحسب موقع "نورديك مونيتور" في حال وجود مصادر ثروات طبيعية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لأحد الطرفين، تمتد لمنطقة الطرف الآخر، يمكن للجانبين عقد اتفاقيات لاستغلال تلك المصادر بشكل مشترك، لكن هذه الاتفاقية تجاهلت الحقائق الجغرافية لدول قائمة. 

 

على إثر هذا الاتفاق، طردت اليونان سفير حكومة الوفاق الوطني الليبية في أثينا، تعبيرًا عن غضب اليونان من الاتفاق الموقع بين حكومة وتركيا فيما يتعلق بالحدود البحرية والتعاون الأمني بين البلدين. السراج

 

وقال وزير الخارجية اليوناني نيكولاس دندياس في حسابه على تويتر، الجمعة الماضية، إن "قرار طرد السفير الليبي هو تعبير عن استياء الحكومة اليونانية تجاه حكومة طرابلس"، مضيفًا أن القرار جاء لـ"عدم التزام الجانب الليبي بشروطنا".

 

فيما قالت الصحفية الليبية نجاح الترهوني إن الاتفاق التركي الليبي الهدف منه منع زيادة تدخل الدول الداعمة لحفتر، وتحديداً مصر والإمارات، إذ لن يكون بمقدورها التصعيد أكثر والدخول في مواجهة مع تركيا لثقلها السياسي الدولي، فيما نقلت  القدس العربي تصريحات خبراء أتراك أوضحوا أن هذا الاتفاق سيعمل على خلط الأوراق في شرقي المتوسط من جديد.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان