رئيس التحرير: عادل صبري 05:19 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

توابع احتجاجات سبتمبر.. إصلاح سياسي واجتماعي مرتقب (القصة الكاملة)

توابع احتجاجات سبتمبر.. إصلاح سياسي واجتماعي مرتقب (القصة الكاملة)

أخبار مصر

الرئيس عبد الفتاح السيسي

توابع احتجاجات سبتمبر.. إصلاح سياسي واجتماعي مرتقب (القصة الكاملة)

سارة نور 02 أكتوبر 2019 14:10

في أول جلسة برلمانية، بعد تظاهرات 20 سبتمبر الماضي وما تلاها من دعوات للاحتجاج على سياسات النظام الحالي، وقف مجلس النواب دقيقة تضامن ودعم للرئيس عبد الفتاح السيسي، لكن في الوقت نفسه كانت جلسة استثائية تمتعت بالوضوح والصراحة بالتزامن مع حديث الإصلاح السياسي المتواتر في الأوساط السياسية والاجتماعية. 

 

وخلالها قال الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب إن الفترة المقبلة ستشهد إصلاحات سياسية وحزبية وإعلامية أيضا، مضيفا:"الشعب قال إنه إيد واحدة خلف القيادة السياسية، وأثبت يوم الجمعة الماضى، أنه إيد واحدة أغلبية ومعارضة، والقيادة ستبادر بتحية أكبر، اطمئنوا تماما".  

 

وافتتح عبد العال  دور الانعقاد الأخير، مؤكدا أن الفترات السابقة كانت هناك إجراءات تقتضيها المرحلة حتى لا نذهب فى اتجاه آخر، وحاليا بدأت الأمور تتحسن والاقتصاد يتعافى، وفى القريب سيكون هناك إصلاحات سياسية، وأيضا إصلاحات إعلامية

فيما قال النائب مصطفى بكري: نريد مصالحة وطنية حقيقية مع الطبقة الوسطى التي تآكلت وانضمت للطبقة الكادحة، ونريد مصالحة مع الصحافة التي تحولت إلى إعلام المنع والمنح، مشيرا إلى أن الإعلام لم يعد يستطيع استضافة وزير أو محافظ. 

 

بكرى طالب ما وصفهم بالقوى الناعمة أن يقوموا بدورهم، خاصة بعد أن زادت الممنوعات، على حد تعبيره، مطالبا بإجراء مصالحة بين البرلمان والمواطنين، خاصة أن النواب صامتين  فكان طبيعى أن تستهين بهم الحكومة، على حد قوله. 

 

وطالب بكري الرئيس عبد الفتاح السيسي بالاستماع لمشاكل المواطنين، قائلا: (يا ريس اسمع مشاكل الناس حتى لا نعيد سيناريو 25 يناير، وعلى كل شخص خايف يقول كلمة الحق، يقولها حتى لو مجروح أو موجوع، فالأغلبية البرلمانية دافعت وأخذت مواقف من منطلق الحرص على مصلحة الوطن).

 

وأرجع بكرى موقف البرلمان إلى أن الأوضاع كانت تحتاج إلى الصمت وتمرير القوانين  التي تحتاجها البلاد في لحظة ما، حتى لو لم يكونوا راضون عنها، موضحا: (هناك فقر ومآسى كثيرة، وواقع مرير يزداد، وحكومات شبه بعض، ووزراء مينفعوش، وإنقاذ مصر من مخطط الفوضى في إيد الرئيس، كمان الأحزاب السياسية ماتت ويجب أن يعطيها الرئيس قوة ودفعة)

 

وفي مفاجأة أطلقها بكرى قال: (من حق المعارض أن يكون له وجود وأن يكون للإعلام كذلك رأى آخر إحنا مش في خلاط على رأى الزميلة لميس جابر، والبعض لا يزال يعتقد أن الحل في كلمة حاضر ونعم بص في الدولاب يا ريس كويس هتلاقى حاجات كثيرة عايزه تتغير). 

كما طالب بكري في كلمته الاستثنائية الدكتور على عبدالعال، بضرورة إيقاف الحرب الخفية ضد أي شخص يعبّر عن رأيه قائلا: (من يدير الأمور من وراء ستار يجب أن نقول له حاسب، والأهم كذلك هو أن يكون هناك رد للإعلام بدلًا من أن نسمع من قناة الخنزيرة).

 

وأردف: ( لدينا يقين كامل بأن الوطن يتعرض لمؤامرة حقيقية، وعلينا كرجال دولة في وقت الأزمات أن نبتلع ما لا يمكن ابتلاعه، ونفقد أحيانًا شعبيتنا من أجل البلد، ونستطيع أن نشكك في المؤسسات ونعترض على قضايا جوهرية، مثل تيران وصنافير). 

 

وفي السياق ذاته، انتقد النائب  ضياء الدين داوود، عضو تكتل «25- 30»، ما اعتبره إدارة للإعلام من "مكتب مظلم"، على حد وصفه، الأمر الذي جعل المواطنين يستمعون لوسائل الإعلام الخارجية بدلًا من أن يستمعوا من المعارضة المصرية الوطنية بالداخل، مشددا على إن  مصر لا تملك الآن رفاهية الاختلاف على مصلحتها العليا.

 

غير أن الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب أعرب عن تعجبه من حديث النواب خلال توجيه طلبات الإحاطة للوزراء، قائلا إنها فجأة تتحول لكلمات شكر بمجرد حضور الوزير، مطالبًا إياهم بـ"رسالة خشنة" للوزارات خلال المناقشات المختلفة. 

 

بينما لفت عبد العال أما النواب الذين أجمعوا على تقصير الحكومة وطحن المواطن الفقير جراء ارتفاع الأسعار، إلى أن مظلة الحماية الاجتماعية تم تطبيقها وكان بها بعض الخلل،مشيرا إلى أن هذا الخلل تم استدراكه مؤخرًا.

بالتوازي مع جلسة البرلمان، أعلنت وزارة التموين عن عودة مليون و800 ألف فرد على بطاقات التموين لصرف السلع التموينية، ﻭأنه جار أيضًا تلقي التظلمات لأي مواطن يرى أحقيته للدعم مِن خلال مكاتب التموين في مختلف المحافظات.

 

كما شددت الوزارة في بيانها على جميع المديريات ومكاتب التموين بتيسير كافة الإجراءات الخاصة بالتظلمات، وأن تكون بالرقم القومي والمستند الدال على صحة بيانات التظلم فقط، ﻭأنه بمجرد قيام المديريات بإرسالها إلى الوزارة يتم عودة أي شخص ثبت أحقيته لصرف السلع.

 

وأكدت على استمرار تنفيذ القرار الاستثنائي الخاص باستخراج بطاقات تموينية جديدة لمن ليست له بطاقات من الفئات الأولى بالرعاية والأسر احتياجًا مثل أصحاب الدخل أو المعاش المنخفض والأرامل والمطلقات وأصحاب الأمراض المزمنة ومستفيدي تكافل وكرامة والمعاش الاجتماعي و وكذلك أيضًا ضم الزوجة غير المقيدة على بطاقة تموين الأسرة إلى بطاقة تموين الزوج.

 

فيما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي في تدوينة على حسابه الرسمي على موقع "تويتر": (فى اطار متابعتى لكل الاجراءات الخاصة بدعم محدودى الدخل فإننى أتفهم موقف المواطنين الذين تأثروا سلباً ببعض إجراءات تنقية البطاقات التموينية وحذف بعض المواطنين منها).

وأضاف: (أقول لهم أطمئنوا لأننى أتابع بنفسى هذه الإجراءات وأؤكد لكم أن الحكومة ملتزمة تماماً بإتخاذ ما يلزم للحفاظ على حقوق المواطنين البسطاء وفى إطار الحرص على تحقيق مصلحة المواطن والدولة).

 

وفي أعقاب الدعوة لاحتجاجات سبتمبر، أشار الكاتب الصحفي ياسر رزق  إلى إصلاحات سياسية مرتقبة ببدأت بتعديل دستور 2014 في إبريل الماضي، لكنها ستستمر، متحدثا عن أهمية وجود الأحزاب السياسية  ودورها، في مقال له تحت عنوان "عودة.. إلى حديث الإصلاح السياسي" نشرته جريدة أخبار اليوم في 11 سبتمبر الماضي.

وفي 25 سبتمبر المنصرم، جدد رزق دعوته من خلال مقاله المعنون بـ" لمصر.. للجيش.. وللرئيس"، قائلا: (لست أظن خطوات الإصلاح السياسي التي أتوقع أن يتخذها الرئيس السيسي خلال الفترة القادمة لتوسيع نطاق المجال السياسي العام، قد تتأثر باجتهادات ترى أن هذا أوان التضييق لا وقت الانفتاح).

 

وأضاف رزق: (إنني مقتنع أكثر من أي وقت مضى أن هذا هو أوان احتضان كل الخيول الشاردة، حتى الجامح منها، من جياد ثورة 30 يونيو العظيمة.. مقتنع أكثر من ذي قبل بأن هذا هو وقت إعلاء سقف حرية الرأي والتعبير والصحافة للكتلة الوطنية لتتفتح مائة زهرة من زهور الفكر والتنوير).

 

وأردف ياسر رزق: "مثلما أنا على يقين بأنه حان وقت قطاف رؤوس الجماعة التي أطلت من جحورها في مواقع شتى تنفيذية وعامة، توهما بأن الثورة قايمة والكفاح دوار، على على يقين بأن هذا هو أوان الاختيار للأفراد والمجموعات والأحزاب والقوى السياسية، فإما الكتلة الوطنية أو جماعة الإخوان"

 

وكانت مجموعات صغيرة نسبيا من المواطنين خرجت تتظاهر في 20 سبتمبر الجاري في الميادين الرئيسية في القاهرة والسويس والمحلة والإسكندرية، احتجاجا على النظام الحاكم، خاصة  تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أسفر عن رفع الدعم عن المحروقات وتحرير سعر صرف الجنيه، ما أدى لارتفاع الأسعار بشكل عير مسبوق.    

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان