رئيس التحرير: عادل صبري 08:18 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

خبراء: اقتحام الأزهر لساحات نشاط التنظيمات الإرهابية «خطوة إيجابية»

خبراء: اقتحام الأزهر لساحات نشاط التنظيمات الإرهابية «خطوة إيجابية»

أخبار مصر

مرصد الأزهر لمكافحة التطرف

خبراء: اقتحام الأزهر لساحات نشاط التنظيمات الإرهابية «خطوة إيجابية»

محمد مجاهد 15 سبتمبر 2019 17:22

يعد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من الهيئات التي تبذل جهداً كبيراً في مواجهة الأفكار الضالة والمنحرفة، حيث يقوم برصد الفتاوى التكفيرية والرد عليها بكل لغات العالم لإبراز الصورة الحقيقية للاسلام ورد الشبهات المثارة حول تعاليمه، بالإضافة لمواجهة مصطلح الإسلاموفوبيا الذي أطلقه الغرب كنوع من أنواع الهجوم على الإسلام.

 

وأكد خبراء في مجال مكافحة الإرهاب الدولي في تصريحات خاصة لـ"مصر العربية"، أن اقتحام الأزهر لساحات نشاط التنظيمات الإرهابية يعد خطوة إيجابية، وسد منيع لجميع النوافذ التي تتسلل منها التنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابية إلى عقول الشباب.

 

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قال خلال كلمته في الجلسة الأولى للمؤتمر الوطني الثامن للشباب إن رفع الجماعات الإرهابية عباءة الدين والتدين لم ييعد جذابا، كما أن التنظيمات الإرهابية تسعى لتخويف المواطنين كي تعيش مصر في حالة من الفوضى.

 

الدكتور طارق شعبان مدير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، يقول إن المرصد هو إحدى الهيئات التي استحدثتها مؤسسة الأزهر الشريف عام 2015 لتحقيق مجموعة من الأهداف، على رأسها مكافحة الفكر المتطرف وتفنيده وبيان فساده، وسد جميع النوافذ التي تتسلل منها التنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابية إلى عقول الشباب.

 

 وأشار إلى أن المرصد خطة استراتيجية مدروسة قائمة على مجموعة من الأسس من أهمها الوصول إلى جميع الشباب، وتعريفهم القيم الدينية والأخلاقية التى تدعو إلى حب الوطن، وقبول الاختلاف في إطار من التسامح، وترسيخ قيم المواطنة، والتنوع والاختلاف باعتبارذلك سنة من سنن الحياة وقانونا من قوانين الوجود، ساعيًا من وراء ذلك إلى تعزيز قيمة الأخوة الإنسانية، واحترام إنسانية الإنسان باعتباره أفضل مخلوقات الله دون النظر إلى لونه أو عرقه أو دينه.

 

ويوضح د.طارق، أن المرصد قام منذ نشأته بكتابة أكثر من 20 ألف تقرير دورى ما بين يومي وأسبوعي ونصف شهري وشهري، تتناول القضايا التي يُتابعها المرصد، وهى "مكافحة التطرف، متابعة أحوال المسلمين في العالم ـــ الإسلاموفوبيا، اللاجئين،الروهينجا، قضية القدس".

 

 وأضاف في تصريحاته أن المرصد أصدر منذ بداية نشأته وحتى الآن العديد من المقالات والتقارير والردود الشرعية التى تكافح الفكر المتطرف باللغة العربية واللغات الأجنبية، وقد وصل عدد مقالات وتقارير المرصد المنشورة عبر المنصات الإعلامية للأزهر الشريف إلى ما يقرب من 4000 مقال وتقرير في كافة القضايا التي يهتمُ بها المرصد.

 

 كما قام بالعديد من الدراسات الموسعة التى تستهدف إلقاء الضوء على بعض القضايا المتعلقة بالجماعات المتطرفة، من بينها "أين ذهب مقاتلو داعش؟، وهي دراسة تم إعدادها بعد سقوط تنظيم داعش الإرهابي في أماكن تمركزه الرئيسة، وذلك للإجابة على سؤال: ما هي وجهة مقاتلي داعش بعد السقوط؟ 

 

كذلك "هل ترنحت الآلة الإعلامية لداعش؟!" وهى دراسة تناولت استراتيجية داعش الإعلامية ومستقبل آلته بعد السقوط، وهنام أيضا "الأطفال في صفوف داعش" وهي دراسة تناولت أسباب ووسائل استقطاب داعش للأطفال مع تضمين إحصائيات بأعداد الأطفال في التنظيم- هذا بالإضافة إلى بعض الدراسات التي ستصدر قبل نهاية هذا العام.

 

من جانبه قال الدكتور حمادة شعبان مشرف وحدة رصد اللغة التركية بمرصد الأزهر، إن المرصد قام بترجمة العديد من الإصدارات الرقمية الصادرة عن التنظيمات الإرهابية، ودراستها وتحليل محتواها ورصد المحتوى المتطرف فيها، والرد عليه من خلال لجان شرعية متخصصة، ثم ترجمة هذه الردود ونشرها باللغة العربية واللغات الأجنبية المختلفة، كمادشن المرصد منذ نشأته العديد من البرامج التي تعتمد في الأساس على الحملات التوعوية الهدف منها مخاطبة العقل، وتعليم الشباب كيفية التفكير النقدي الذي يُصعّب على الجماعات المتطرفة استقطابهم.

 

أولهما الحملات المطبوعة، وهى عبارة عن مجموعة من الرسائل القصيرة المكتوبة بلغة بسيطة تسهل قراءتها وفهمها، وموجهة للشباب بهدف توعيتهم، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تروج لها الجماعات المتطرفة. ومن أهم هذه الحملات:  حملة  «مفهوم الجهاد»، وحملة «يدّعون ونصحِّح»، وحملة  «قيم إنسانية، وحملة  «رحمة للعالمين»، وحملة  «أنتِ ملكة»، وحملة «كيف لدين؟"،  وحملة "الذي باركنا حوله"، وحملة "فتبينوا".

 

وتابع، نفذنا كذلك حملات ميدانية، كحملة "طرق الأبواب" التي تستهدف اللقاء مع الشباب في أماكن تواجدهم في الجامعات، والمدن الجامعية ومعارض الكتاب الدولية، والندوات التي تُعقد فيها، وأبرز هذه المشاركات هى المشاركة في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، والمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب وعقد ندوات فيه، والمشاركة في معرض الإسكندرية الدولي للكتاب، وعقد ندوات في كلية العلوم جامعة عين شمس وفي مدينة البعوث الإسلامية وفي كلية التجارة جامعة الأزهر وفي مدينة البنات جامعة الأزهر، وإلقاء محاضرات وندورات وورش عمل في مساجد وكنائس وجامعات العديد من دول العالم مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا والبرتغال وكولومبيا وباكستان والعديد من الدول الإفريقية.

 

ويشير في تصريحاته لمصر العربية إلى أن أبرز ما قام به المرصد ضمن حملة "طرق الأبواب" فهو ورشة عمل "اسمع وتكلم": وهى ورشة عمل شبابية عقدها المرصد في شهر مايو ٢٠١٨ بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات، استضاف فيها 400 شابًا من خمس عشرة جامعة مصرية تناول فيها العديد من الموضوعات، مثل "الانتماء"، و"الهوية الوطنية" و"المواطنة"، و"العلاقة بين الشباب والمؤسسات الدينية".

 

وأوضح أن المرصد قام بإصدار العديد من الكتب فى مختلف القضايا التي يتابعها، ك"العائدون من داعش"، "استراتيجية داعش في استقطاب الشباب"، "مسلمو العالم"، "مسلمو بورما"، "لماذا تتصدر "بوكو حرام" الجماعات الأكثر دموية في العالم؟"،  "تصاعد حدة ظاهرة الإسلاموفوبيا في العالم"، "مسلمو كندا"، "مسلمو بلجيكا"، "مسلمو سويسرا"، "الذئاب المنفردة" كأبرز الكتب التى صدرت باللغة العربية، وكذلككتب صدرت باللغات الأجنبية، ك"الخطاب الديني المعاصر" (باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والأوردية والسواحلية) وكتاب "مفاهيم إسلامية".

 

بدوره، أوضح العقيد حاتم صابر الخبير فى مكافحة الارهاب الدولى، أن"العمليات النفسية" يشنها علينا الأعداء من التنظيمات الارهابية، حيث تستخدم نظريات بعيدة المدى لتعطى تأثير بطىء وسريع فى نفس الوقت وقوى على عقل المتلقى، بإمكانات وتقنيات إعلامية وتكنولوجية على أحدث مستوى.

 

ويضيف في  تصريحاته، أن مرصد الأزهر وجوده هام و"ممتاز" فى مكافحة التطرف الفكرى، فالمرصد يدعم أدلته بالقران والسنه النبوية ورده مفعم ومفجع، فعلماء الأزهر معروفين بقوة العقيدة وبلاغة اللسان، ودوره مؤثر بكثير من الشعوب.

 

ويشير الخبير في  الخبير فى مكافحة الارهاب الدولى إلى أن دورالمرصد مبتور ومنقوص على حد قوله، نظرا لأن ليس هناك اهتمام إعلامى يلقى الضوء على امكانيات المرصد ودوره ونشاطاته وردوده على الافكار المتطرفة والداعشية، بدلاً من الترويج للأخبار الفنية والقضايا التافهة،مما تسبب فى تعرض مؤسسة الازهر كذلك لهجوم غير مسبوق يطعن فى ثوابتها.

 

وطالب بضرورة تركيز ودعم المؤسسات الاعلامية لمرصد الأزهر من اعلام الدولة والإذاعات والاعلام الفضائى، وكذلك أنيدعم مرصد الأزهر بعمليات نفسية على يد محترفين، لمواجهة العمليات النفسية التى يشنها العدو من الخارج بنفس تقنياته ووسائله الاعلامى والتكنولوجى المتقدم، وأن يتم تفعيل دوره لمخاطبة الشباب والأسر عبر مواقع التواصل الاجتماعى والحملات التوعوية، مشيراً الى أنه من خلال عمله بملف الإرهاب الدولى تبين أن أغلب الارهابيين كانوا يعانون من خلل ومشاكل نفسية أسرية والتى تسببت فى تطرفه الفكرى، قائلاً " لابد من سلاح سوشال ميديا مضاد للعدو".

 

وتابع، العقيد حاتم صابر أن مرصد الأزهر إذا استغل مكانه جيداً سيكون دوره متميز، مشيراً الى أنه فى السبعينات كانت مصر تواجه العديد من التنظيمات الارهابية، فأستطاع الأزهر حينها وقف فكر تنظيم الجهاد تحديداً، الذى كان يعد من أشهر التنظيمات فى الفكر الإرهابى، حين أصدر تنظيم الجهاد "كتاب الفريضة الغائبة"، واستطاع الأزهر بإصداره كتاب مضاد بعنوان " الرد على الفريضة الغائبة" للشيخ عطية صقر، لوقف تشعب كتاب تنظيم الجهاد فى عقول الناس، بتفنيد جميع الفتاوى التكفيرية والرد عليها بالقران والسنه، مستخدماً نفس اسلوب ولغة الكتاب المضاد.

 

ويضيف العميد خالد عكاشة عضو المجلس القومى لمكافحة الارهاب ومدير المركز الوطنى للدراسات الأمنية، مرصد الأزهر يحتاج الى مزيد من الاهتمام الاعلامى للترويج عن جهده ونشاطه، لجذب انتباه الجميع الى أن هناك مؤسسة بقوة ومكانة الأزهر الشريف تتصدى للإرهابيين، وأنها فى إشتباك دائم مع الأفكار المتطرفة، بنقد وتفنيد لكل الاطروحات التى تطرحها التنظيمات الارهابية فى تجنيد الشباب، للوصول الى قاعدة جماهيرية أوسع.

 

وطالب عكاشة المرصد بأن يستخدم التقنيات والطرق الحديثة للترويج لدوره وأن يوضع على الساحة، لأن هناك درجة اطمئنان وثقة لمؤسسة الأزهر، فعندما يصل للناس أن الأزهر يرد على التنظيمات الارهابية والافكار المتطرفة ستكون درجة المصداقية والاهتمام أعلى بما يُقال من وعن الأزهر.

 

وأشاد بما تقوم به مؤسسة الأزهر قائلاً: جهد جيد وإيجابى التواجد على النشاط الالكترونى، ودخولها على هذا الخط، مقتحمة ساحات هذا الفضاء الالكترونى، التى أصبحت الملعب والساحة الرئيسية للتنظيمات الارهابية والأفكار المتطرفة، فتعمل على هذه الساحة بشكل مكثف".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان