رئيس التحرير: عادل صبري 04:37 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

مصر تتسلم «ميج 35» وتحيل «إف 16» للتقاعد.. دلالات مهمة

مصر تتسلم «ميج 35» وتحيل «إف 16» للتقاعد.. دلالات مهمة

محمد الوقاد 06 سبتمبر 2019 19:27

تصاعد الحديث، خلال الأيام الأخيرة، في وسائل إعلام عالمية عن صفقة عسكرية كبرى أبرمتها مصر مع روسيا، بخصوص توريد مقاتلات "ميج 35" الروسية المتطورة إلى القاهرة، وما زاد الحديث عن تلك الصفقة، حاليا، هو اقتراب المرحلة التنفيذية لها، حيث ستبدأ مصر تسلم 50 مقاتلة من هذا النوع عام 2020.

 

في 26 أغسطس الماضي، علقت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية على الصفقة قائلة إنها "الأكبر لهذا النوع من المقاتلات في عهد ما بعد الاتحاد السوفيتي"، ما يعني أن مصر هي أكبر مشتر – حتى الآن – للمقاتلة الروسية "ميج 35".

 

وأشارت المجلة إلى أن العقد بين روسيا ومصر تبلغ قيمته ملياري دولار، وأنه يشمل أيضا شراء 24 مقاتلة من طراز "ميج 29 إم".

 

وأوضحت المجلة أن المقاتلة "ميج-35" عبارة عن طراز معدل من "ميج-29"، التي شكلت العمود الفقري للقوات الجوية الروسية منذ عام 1980، وتضم قدرات قوية متعددة الأدوار، مزودة بوظائف مطورة لأسلحة جو-جو وجو–أرض عالية الدقة، إضافة لزيادة نطاقها القتالي إلى حد كبير بسبب زيادة في سعة الوقود الداخلية.

 

مروحيات التمساح الروسي

 

الصفقة الروسية المصرية لم تقتصر على المقاتلات فقط، بل امتدت أيضا إلى توريد 46 هليكوبتر من طراز "كا-52 أليجاتور"، الملقبة بالتمساح الروسي، وقد تسلمت القاهرة بالفعل 17 مروحية من هذا النوع في 2017، بحسب ما نقلته وكالة "إنترفاكس" الروسية.

 

ورغم التقارير السابقة، لم تعلق القاهرة أوموسكو صراحة على الأمر، مما يشير إلى نية من الجانبين لإحاطة الموضوع بشكل من السرية تكفل سيرا أفضل للصفقة المنتظرة، حيث رفضت الهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني، التعليق على أنباء إبرام صفقة مع مصر لتزويدها بمقاتلات "ميج-29"، وطائرات الهليكوبتر "كا-52".

 

ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن الهيئة قولها- على هامش معرض الطيران الجوي في ورسيا MAKS-2019- إنه لن يتم التعليق على المسائل المتعلقة بالتعاون التقني العسكري مع مصر، بما في ذلك تلك المتعلقة بتنفيذ العقود الحالية لتوريد وتطوير مشاريع التعاون الثنائي الواعدة.

 

إمكانيات الـ"ميج 35"

 

من جهتها قالت مجلة "يسرائيل ديفنس" العسكرية، إن المقاتلة مزودة بصواريخ جو – أرض دقيقة التوجيه، وتم إدخال تحديثات كبيرة على محركات KLIMOV الخاصة بالمقاتلة.

 

ونقلت المجلة العسكرية عن خبراء غربيين في مجال الطائرات العسكرية قولهم إن النسخة الجديدة من المقاتلة بها تحديثات نوعية عن نسختها القديمة "ميج 29".

 

وبحسب المجلة العسكرية، فإن المقاتلة الجديدة ملائمة لمتطلبات العمل في بيئات مثل منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، والتي تأخذ في الحسبان الإصابة الدقيقة للأهداف بدون إحداث خسائر للبيئة المحيطة.

 

وتتميز المقاتلة الجديدة بمواصفات تكتيكية وفنية متعددة، حيث تصل سرعتها إلى 2600 كلم في الساعة، ويصل سقفها العملي في الارتفاع إلى 17500 متر، فيما يبلغ أقصى وزن لها عند الإقلاع 22700 كجم، ويبلغ مدى الطيران الأقصى 3000 كلم، ومدى الطيران في حالة تزويد الطائرة بالوقود في الجو 6000 كم.

 

وفيما يتعلق بالتسليح، فتستخدم المقاتلة صواريخ موجهة "جو – جو " و"جو – أرض" متوسطة وقريبة المدى، كما أن بها مدفع من عيار 30 مم.

 

تقاعد الـ "إف 16"

 

ويبدو أن الصفقة الجديدة شديدة الأهمية لمصر، لدرجة ستدفعها إلى إحالة عدد من مقاتلات "إف-16" إلى التقاعد، وفقا لما أوردت مجلة "militarywatchmagazine" الأمريكية، أمس الخميس، حيث قالت إن القاهرة تخطط أيضا لإحالة طائرات و "إف-4"، و"ميراج 3"، و "ميج-23"، و"ميراج 2000"، إلى التقاعد، بعد الوصول لمرحلة معينة من صفقة "ميج 35".

 

وأضافت المجلة أنه وفقا للمحللين فإن صفقة "ميج-29" التي حصلت عليها مصر، قد تكون جزءا مؤقتا حتى تكون مقاتلات "ميج-35" جاهزة للتصدير إلى مصر، ويمكن للطائرة الجديدة أن تشكل الدعامة الأساسية للأسطول المصري.

 

ويبقى السؤال المهم، في ضوء تلك التطورات، لماذا عادت مصر إلى تفضيل المقاتلات الروسية على نظيرتها الأمريكية؟

 

الإجابة الأولى جاءت من المجلة الأمريكية نفسها، حيث قالت إن مصر تفضل دائما الطائرات ذات تكاليف التشغيل والصيانة المنخفضة اللازمة للحفاظ على أسطول كبير، ووجود مزيج مكون من وحدة صغيرة من مقاتلات "سوخوي-35" ومقاتلات "ميج-35"، سيكون مزيجا مثاليا في المعارك، بالإضافة إلى الأداء وسهولة الصيانة.

 

الإجابة الثانية، ساقتها تقارير صحفية، عندما أشارت إلى أنه تم تصميم المقاتلة الروسية "ميج-35"، لتكون قادرة مواجهة "إف-35" المتواجدة في (إسرائيل)، نظرا لقدرات "ميج-35"، على التخفي والتمويه، علاوة على إمكانية تنفيذها مهام الدفاع الجوي والهجوم الأرضي.

 

تنويع القوات الجوية

 

ثمة سبب ثالث قد يفسر حرص مصر على اقتناء المقاتلات الروسية، وهو استمرار سعي القاهرة في سياسة تنويع مصادر السلاح، منذ عدة سنوات، حتى تتجنب أية تبعات عنيفة لأي انقلاب سياسي محتمل في المواقف الأمريكية، حيث تعد الولايات المتحدة هي المزود الأكبر لمصر بالسلاح، حتى الآن.

 

القلق الأخير على الساحة السياسية الأمريكية، والتباين الحادث بين موقف الكونغرس والإدارة الأمريكية حول دعم واشنطن التسليحي لحلفائها في الشرق الأوسط، مثل السعودية ومصر، دفع الأخيرة إلى التركيز على ملف تنويع تسليح الجيش، حتى لا يتأثر بشكل جذري، في حالة طغيان موقف سياسي معين، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية المقبلة في 2020، واحتمال عودة الديمقراطيين لسدة الحكم في الولايات المتحدة، وهو ما يتوقع أن يحدث هزة في العلاقات بين واشنطن وتلك الدول.

 

في هذا السياق، يحاول الجيش المصري خلق تكامل في سلاحه الجوي لا يعتمد في الأساس على الولايات المتحدة، وقد يشكل المزيج بين الرافال الفرنسية، التي تنتمي إلى الجيل الرابع شديد التطور، والـ "ميج-35"، و "ميج-29" اللتان تمتلكان قدرات متطورة أيضا في فرض السيادة الجوية والاشتباك المباشر، نموذجا جيدا لهذا التكامل، ومحاولة تنفيس الضغط الواقع على قيادة القوات الجوية المصرية، والذي تصاعد بعد إعلان إسرائيل حصولها على المقاتلة الأمريكية الأكثر تطورا في العالم "إف-35".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان