رئيس التحرير: عادل صبري 04:09 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

علماء أزهر: لجنة «وثيقة الأخوة الإنسانية» بداية للقضاء على «الإسلاموفوبيا»

علماء أزهر: لجنة «وثيقة الأخوة الإنسانية» بداية للقضاء على «الإسلاموفوبيا»

أخبار مصر

شيخ الأزهر الشريف وبابا الفاتيكان أقناء توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية

بعد تشكيلها..

علماء أزهر: لجنة «وثيقة الأخوة الإنسانية» بداية للقضاء على «الإسلاموفوبيا»

كتب- محمد مجاهد 19 أغسطس 2019 19:15

 

 محمد بن زايد: تشكيل اللجنة تنفيذًا لرؤية مشتركة لبلورة الأفكار الداعية الى التسامح والعيش المشترك

 

د. الشحات الجندي: الوثيقة من ستقوم بالقضاء على أي صراع بين الأديان

 

د. معبد: التاريخ الإنساني سيكتب خطوات الإمام الأكبر نحو السلام الإنساني بحروف من نور

 

 تنفيذا لوثيقة "الأخوة الإنسانية " التي وقعها كل من قداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في أبوظبي خلال شهر فبراير الماضي .. أعلن اليوم عن تشكيل لجنة عليا لتحقيق أهداف الوثيقة.

 

وتضم اللجنة كلا من المطران ميغيل أنجيل أيوسو غيكسوت، أمين سرّ المجلس البابوي للحوار بين الأديان، والدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، والأب الدكتور يوأنس لحظي جيد، السكرتير الشخصي للبابا فرانسيس، والقاضي محمد محمود عبدالسلام، المستشار السابق لشيخ الأزهر، ومحمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، والدكتور سلطان فيصل الرميثي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، وياسر حارب المهيري الكاتب والإعلامي الإماراتي.

 

  وبهذه المناسبة قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ان إعلان تشكيل اللجنة يأتي تنفيذا لرؤية مشتركة لبلورة المبادرات والأفكار الداعية الى التسامح والتعاون والعيش المشترك ووضعها موضع التنفيذ .. مؤكدا سموه دعم دولة الإمارات العربية المتحدة الجهود والمساعي كافة الهادفة الى تعزيز السلام ونشر مبادئ الإخاء والتعايش السلمي على مستوى العالم.

 

 

 

وتتولى اللجنة مهام وضع إطار عمل للمرحلة المقبلة لضمان تحقيق أهداف الإعلان العالمي للأخوة الإنسانية، والعمل على إعداد الخطط والبرامج والمبادرات اللازمة لتفعيل بنود الوثيقة ، ومتابعة تنفيذها على كافة المستويات الإقليمية والدولية، وعقد اللقاءات الدولية مع القادة والزعماء الدينيين ورؤساء المنظمات العالمية والشخصيات المعنية لرعاية ودعم ونشر الفكرة التي ولدت من أجلها هذه الوثيقة التاريخية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك.

 

 كذلك تحث السلطات التشريعية على الاهتمام ببنود الوثيقة في التشريعات الوطنية من أجل أن تترسخ لدى الأجيال القادمة قيم الاحترام المتبادل والتعايش كأخوة في الإنسانية بجانب الإشراف على بيت العائلة الإبراهيمية .. ويجوز للجنة إضافة أعضاء جدد بالاتفاق بين أعضائها وفقا لما يحقق أهداف تشكيلها وغايات الوثيقة.

 

القضاء على صراع الأديان 

 

ويقول الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن تشكيل هذه اللجنة يأتي في إطار دخولها حيز التنفيذ، خاصة أن هذه الوثيقة من المؤكد أنها ستقوم بالقضاء على أي صراع بين الأديان وأن الأديان كلها خرجت من منبع واحد.

 

وأضاف الجندي في تصريح خاص لـ"مصر العربية"، أن الإسلام جاء من أجل سلام الإنسانية كلها فالرسول صلى الله عليه وسلم قد أرسل رحمة للعالمين، وأن الإسلام قد دعى من خلال آيات القرآن الكريم لمثل هذه الدعوات التي تجمع على الخير في قوله تعالى: "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم"، ومن هذا المبدأ انطلقت وثيقة الأخوة الانسانية، مستمدة قوتها من أن جميع البشر إخوة في الانسانية، وليس بين الناس إلا التعارف والتعامل فيما بينهم بالحسنى.

 

 

وشدد الجندي، على ضرورة الحفاظ على هذه المبادئ مما جاء في قوله تعالى للبشرية كلها "إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا".

 

 

لم الشمل

 

ومن جانبه، يضيف الدكتور أحمد معبد، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الإمام الأكبر يخطوا خطوات سيخلدها له تاريخ الإنسانية في جمع البشرية على كلمة سواء، مشيرا إلى أن القاصي والداني يشهد بمجهودات الامام الأكبر في لم الشمل وتوحيد الإنسانية على كلمة سواء.

 

وأوضح "معبد" أن ذلك يأتي من الإيمان العميق الصادق لدى شيخ الأزهر في السلم الإنساني، وأنه على الجميع أن يتعاون من أجل الهدف الأسمى الذي خلقت من أجله البشرية وهي عمارة الأرض، ولا يكون ذلك إلا من خلال الوحدة ، فالخلاف لا يتسبب الا في فساد الأرض.

 

مبادرات جديدة

 

وفي السياق ذاته، رأى الدكتور عادل عبدالشكور من علماء الأزهر الشريف، أن الإمام الأكبر حقق نجاحات كبيرة أعادت للأزهر دوره التاريخي المعهود، حيث تعد الوثيقة لمحة إيجابية وخطوة جادة لإبراز سماحة الدين ووسطيته واحترامه لجميع الأديان، بعد سنوات من الصراع والتطاول على الدين الإسلامي واتهامه بالعديد من التهم التي هو برئ منها.

 

وأضاف عبد الشكور في تصريح خاص لـ"مصر العربية" أن هذه الوثيقة ستفتح المجال بجدية للقضاء على مصطلح "الإسلام فوبيا" والذي ظل يتردد في الغرب، بهدف التخويف من الإسلام، ومن تعاليمه. 

 

 وطالب بضرورة إنتاج المزيد من المبادرات والسعي الحثيث لإظهار أن الإسلام دين السلام، ومن الضرورى أن تلتقي تعاليم المحبة في المسيحية وتعاليم السلام في الإسلام، وأن هذا الدور التاريخي سيخلد في لفضيلة الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان، خاصة في إطار التعاون بينهما في ترسيخ مفاهيم الأخوة الإنسانية.

 

 

  يذكر أن هذه الوثيقة التاريخية جاءت إعلانا مشتركا عن النوايا الصالحة ليتوحد الجميع والعمل معا من أجل أن تعيش الأجيال القادمة في أجواء من الثقافة والاحترام المتبادل والعيش المشترك أخوة في الإنسانية حتى الوصول إلى سلام عالمي ينعم به الجميع في هذه الحياة.

 

   وكان كل من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية قد قاما بزيارة تاريخية مشتركة إلى دولة الإمارات في الفترة من 3-5 فبراير 2019 ووقعا معا وثيقة " الأخوة الإنسانية - إعلان أبوظبي " وأعلناها للعالم من العاصمة الإماراتية أبوظبي.

 

  

وقد شهد الإمام الأكبر رئيس مجلس حكماء المسلمين فعاليات لقاء الأخوة الإنسانية الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين وعدد من البرامج المتنوعة التي أقيمت على هامش الزيارة، وعقد اجتماعا لمجلس حكماء المسلمين حضره البابا فرانسيس، كما أقام البابا فرنسيس قداسا بابويا شارك فيه نحو 180 ألفاً من المقيمين في دولة الإمارات والزوار من خارجها، في أجواء من التسامح والمحبة والسلام.

 

   وحظي القداس بتغطية واسعة من محطات تليفزيونية من مختلف دول العالم، وبلغ عدد المؤسسات الإعلامية الحاضرة للتغطية نحو 200 مؤسسة عالمية. وحملت إقامته على أرض الإمارات دلالات مهمة تعكس نهج الدولة والتزامها بمبدأ التسامح والتأكيد على أن المعتقدات الدينية يمكنها أن تزدهر في أرض تعتنق التنوع الديني وتشجع التعايش السلمي بين كافة الأديان.

 

  ويعد توقيع الوثيقة الإنسانية وما صاحبها من فعاليات أحد المحطات المهمة التي جسدت التزام دولة الإمارات بتعزيز حوار الأديان والقيم المشتركة بينها مثل التسامح والتعايش السلمي بين كل البشر من جميع الديانات والعقائد.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان