عشرات الوريقات المتناثرة على الطاولة بألوان مُتباينة، سُرعان ما حولها المهندس الشاب لمجسمات شديدة التعقيد، عبر من خلالها عن مناسبات عدة بدءًا من حرب أكتوبر مرورًا بجائزة أوسكار وانتهاءً بخروف عيد الأضحى، فضلًا عن أعمال أخرى، نالت إشادة وإعجاب كل من وقع عينه عليها.
تواصلت (مصر العربية) مع المهندس الفنان، الذي أخذ يروى لنا قصة دخوله لعالم طي قصاقيص الورق.
الشاب الثلاثيني يُدعى محمد محمود فرج، يعمل بمركز البحوث البحرية، عقب حصوله على شهادتي بكالريوس الهندسة والزراعة، فرغم الساعات التي يقضيها في العمل يوميًا إلا أن هذا لم يمنعه من ممارسة وتنمية هوايته التي اعتاد أن يمارسها منذ الصغر ولكن الآن بطريقة احترافية.
أخبرنا "محمد" أنه كان يُشاهد برامج الأطفال تلك التي تعلم الصغار كيفية عمل أشكال معينة من الورق بطريقة بسيطة، إلا أن تلك الهواية لم تنته بزوال عمر الطفولة، ولكنها نمت وازدات داخله مع مرور الوقت، فبات يقتنص بضع ساعات بين الحين والآخر لتعلم فن طي الورق "الأورجامي" عبر الفضاء الإلكتروني والمقاطع المصورة والدخول على المواقع المتخصصة فضلًا عن تواصل مع موهبين من خارج مصر ايضًا، بل إنه تميز إلى جانب ما سبق في عمل المجسمات شديدة التعقيد من قصاقيص الورق.
مع الوقت باتت المناسبات المختلفة يراها دافعًا له كي يعبر من خلال موهبته عنها، فتزامنًا مع قرب حلول عيد الأضحى قرر أن يحول الوريقات ذات الأحجام المختلفة لخروف مجسم، بعد طي كل ورقة بطريقة معينة، وسبق له أن صنع فانوسًا مميزًا في رمضان، وجائزة أوسكار، ودبابة في حرب أكتوبر وغيرها من النماذج.
30 ساعة هي مُجمل الوقت الذي يقضيه المهندس الشاب، حينما يكون تحت يده مجسم شديد التعقيد كتلك الخاصة بالشخصيات، يقول: من أكثر المجسمات التي استقطعت من وقتي ومجهودي "بندقية" حيث استغرقت ساعات على مدار عدة أيام للانتهاء منها.
لم يفكر "محمد" بعد في تحويل موهبته لمشروع كونه يعتز بكل وريقة في مجسماته، حيث يقول: أي قيمة مادية أعتقد أنها لن تساوي الجهد المبذول، ولكن لا مانع في المستقبل بالتفكير في تحويل الأمر لمشروع خاص.
