رئيس التحرير: عادل صبري 06:12 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد ضجة مزاد «توت عنخ آمون».. «سوثبي» تعلن بيع آثار مصرية

بعد ضجة مزاد «توت عنخ آمون».. «سوثبي» تعلن بيع آثار مصرية

أخبار مصر

تمثال توت غنخ امون

إجراءات مصرية لوقف البيع في لندن

بعد ضجة مزاد «توت عنخ آمون».. «سوثبي» تعلن بيع آثار مصرية

أحلام حسنين 23 يونيو 2019 12:14

في الوقت الذي تخوض فيه مصر معركة لوقف دار مزادات "كوريستز" في بريطانيا عن بيع تمثال رأس توت عنخ آمون في مزاد بلندن 4 يوليو المقبل مقابل 4 ملايين جنيه استرليني، تستعد دار سوثبي للمزادات في لندن أيضا لبيع قطع من الآثار المصرية يوم 2 يوليو.

 

وكان  إعلان بيع رأس تمثال توت عنخ قد آثار حالة واسعة من الغضب لدى الجانب المصري، الذي أعلن أنه سيتخذ إجراءته لوقف عملية البيع والتحفظ على رأس التمثال وطلب إعادته إلى مصر.

 

وطالبت السفارة المصرية في لندن وزارة الخارجية الريطانية بوقف بيع رأس تمثال منسوب إلى الملك الفرعوني توت عنخ أمون بصالة كريستيز للمزادات،  والتحفظ على رأس التمثال، تمهيدا لاسترداده.

 

في مزاد "سوثبي"

 

قبل أن تنتهي مصر من إجراءات وقف مزاد "كريستز"، تناولت وسائل الإعلام المصرية والأجنبية بيانا لـ"دار سوثبي" أعلنت فيه عن بيعها لعدد من القطع الفنية من الآثار المصرية والرومانية القديمة في مزاد ستقيمه بلندن يوم 2 يوليو المقبل، تحت عنوان :"الأعمال الفنية النحتية القديمة".

 

رأس من الجرانيت المصري الجبلي لأحد الملوك يرجع تاريخة إلى 1390-1480 قبل الميلاد، هو أحد المعروضات في مزاد "دار سوثبي" والذي يُقدر ثمنه ما بين 8,000 إلى 12 ألف جنيه استرليني.

 

 

يعرض الدار أيضا قطعة من الحجر الجيري المصري لرجل ذو لحية قصيرة وشعر مستعار، وزوجته ترتدي فستانا وشعرها طويل، ومنقوش على الحجر فوق المرأة :"زوجته التي يحبها"، ويرجع تاريخها إلى ما بين 2520-2195 قبل الميلاد، ويقدر ثمنها ما بين 10 و15 ألف جنيه استرلينى.

 

تمثال خشب مصري يبلغ ارتفاعه 46.6 لرجل نحيف يرتدي شعر مستعار من الضفائر، والأذرع مفقودة، يرجع تاريخة إلى ما بين  2520-2195 يُقدر ثمنه من 12 إلى 18 آلاف جنيه استرليني، هو أيضا أحد قطع الآثار المصرية المعروضة للبيع في مزاد "سوثبي".

 

ومن أبرز القطع المعروضة، تمثال مصرى مصصم من حجر الصخرى الصوانى لملك يبدو أنه يحدق في شيء وعلى رأسه غطاء ملكي، يرجع تاريخه فى الفترة ما بين 2250 إلى 2530 قبل الميلاد، ويقدر ثمنه من 150 إلى 250 ألف جنيه استرلينى.

 

تضم المعروضات تمثال من الحجر الجيرى المصرى يبلغ ارتفاعه نحو 33.5، يحمل عصى قصيرة وذو شعر مستعار وعينان كبيرتين، يرجع تاريخه فى الفترة ما 2520-2360 قبل الميلاد، ويقدر ثمنه ما بين 200 إلى 300 ألف جنيه استرلينى.

 

وتعرض "دار سوثبي" غير ذلك من التمثايل المصرية بثمن يقدر ما بين 15 إلى 60 ألف جنيه استرليني.

 

ليست المرة الأولى

 

ولم يكن المزاد المقرر إقامته يوم 2 يوليو المقبل هو الأولى لـ"دار سوثبي" تبيع فيه الآثار المصرية، فهي اعتادت على عرض العديد من القطع الأثرية المصرية للبيع.


ففي ديسمبر 2018 عرضت "صالة سوثبي" للمزادات العالمية في لندن، قطع أثرية مصرية تحت عنوان "النحت القديم وأعمال الفن".

ومن أبرز القطع الأثرية المصرية التي عرضتها الصالة للبيع، جدارية من الحجر الجيري،ترجع إلى عهد رمسيس الثاني، في الفترة ما بين 1279 إلى 1250، وتصور هذه المنحوتة، غروب الشمس وأيضًا رأس الكاهن، ويقدر ثمن الجدارية ما بين 80 إلى 120 ألف جنيه إسترليني.

واستمر المزاد لمدة 3 أيام، وقدرت ثمن معروضاته من 25.000 : 35.000 إسترليني لتمثالين، وآخر يقدر ثمنه من 4.000 : 6.000 إسترليني، ورابع يقدر ثمنه ما بين من 10.000 : 15.000 إسترليني.

مزاد "دار كريستز"

 

دار كريستز للمزادات العالمية هي أيضا أعلنت أنه سيتم عرض رأس تمثال توت عنخ آمون في مزاد علني بلندن، يوم الخميس 4 يوليو المقبل، ووضعت له مبلغ تقديرى قدره 4 ملايين جنيه إسترلينى. 

 

ووفقا لما ذكرته جريدة " فاينانشال تايمز" البريطانية، فإن هذه هى المرة الأولى التى يظهر فيها الرأس الملك الفرعونى من مجموعته الخاصة، فى السوق العالمية للمزادات منذ عام 1985.

 

كيف وصل إلى لندن؟

 

وبحسب موقع "artnet" فإنه ليس معروفًا على وجه الدقة أين أو كيف تم العثور على التمثال فى البداية، ولكن يرجع أصله إلى الستينيات، عندما كان يملكه جامع ألمانى، كان فى مجموعة المالك الحالى منذ عام 1985.

 

ويعتقد الخبراء فى دار كريستيز للمزادات فى لندن، أن التمثال الذي يرجع عمره إلى نحو 3000 عام، كان من المفترض أن تم وضعه فى معبد الكرنك فى صعيد مصر، إذ تم العثور على تماثيل أخرى تُظهر تشبه توت عنخ آمون.

 

ويعد توت عنخ أمون المعروف بلقب الملك الطفل من أشهر الملوك في تاريخ مصر الفرعوني وقد توفي في العام 1324 قبل الميلاد وهو في التاسعة عشرة من عمره بعدما امضى تسع سنوات فقط في الحكم.

 

وحاولت دار كريستيز للمزادات أن تبين التسلسل التاريخي للتمثال خارج مصر، إذ تقول إنها حصلت على هذه القطعة الأثرية، بالإضافة إلى تابوت فرعوني خشبي وتمثال لقطة مصرية قديمة، من تاجر الآثار الألماني هاينز هيرزر عام 1985.

 

وأوضحت أن هذه القطع الأثرية كانت مملوكة في السابق لتاجر الآثار النمساوي جوزيف ميسينا، الذي حصل عليها بدوره من الأمير فيلهلم فون ثور أوند تاكسي بين عامي 1973 و1974، منوهة إلى أنه يعتقد أن الأمير فيلهلم حصل عليها في ستينيات القرن الماضي، بحسب ما ذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية.

 

وعلى الرغم من الخلفية التاريخية المعاصرة للتمثال، التي ذكرتها دار كريستيز، لكن وزير الآثار المصري السابق زاهي حواس يعتقد أن التمثال، الذي يجسد الإله آمون أو إله الشمس عند المصريين القدماء، تم سرقته من معبد الكرنك.

 

التحركات المصرية

 

وعلى الجانب المصري، فقد أعلنت مصر ممثلة في وزارة الخارجية أنها اتخذت إجرائتها لوقف عملية البيع والتحفظ على رأس التمثال وطلب إعادته إلى مصر.

 

وكانت السفارة المصرية في لندن قد طالبت  وزارة الخارجية الريطانية بوقف بيع رأس تمثال منسوب إلى الملك الفرعوني توت عنخ أمون بصالة كريستيز للمزادات،  والتحفظ على رأس التمثال، تمهيدا لاسترداده.

 

وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها، إن السفارة المصرية خاطبت الجانب البريطاني، بوقف بيع باقي القطع المصرية المزمع بيعها بصالة كريستيز يومي الثالث والرابع من يوليو  2019، والتأكيد على أهمية الحصول على كافة مستندات الملكية الخاصة بها.

 

في السياق نفسه خاطبت وزارة الآثار المصرية، "منظمة اليونسكو لوقف إجراءات بيع القطعة الأثرية، وطلب الحصول على المستندات الخاصة بملكيتها".

 

وبينما تسعى مصر لوقف عملية بيع رأس تمثال توت عنخ آمون، أكد الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار،  أن مصر تتحدى القائمين على المزاد، لإثبات خروج هذه القطعة الأثرية من مصر عبر قنوات شرعية من خلال مستندات رسمية.

 

وأضاف وزيري، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "الحكاية" الذى يقدمه الإعلامى عمرو أديب بتاريخ 10 يونيو الجاري، أن الأنباء المتداولة حول خروج هذه القطعة الأثرية من معبد الكرنك غير مؤكدة، ولكن من المحتمل خروجها من نفس المعبد فى حقبة الستينيات أو السبعينيات.

 

وأوضح :"هذه القطعة قد تكون خرجت من مبعد الكرنك أو أحد المعابد الأخرى، ولكن مما لا شك فيه أنها قطعة آثار مصرية، وسنستردها، مؤكدا :"سنوقف هذا المزاد، وسنطالب باسترداد هذه القطعة فورا".

 

الإصرار على البيع 

 

ومن جانبها، تصر دار مزادات كريستيز المملوكة لفرنسيين على أن عملية البيع سليمة تقول إنها أبلغت السلطات المصرية بتفاصيل التمثال النصفى عندما نشرت كتالوجها.

 

وقالت الدار، في بيان نقلته "فايننشال تايمز":تلتزم كريستيز التزاما صارما بالمعاهدات الثنائية والقوانين الدولية فيما يتعلق بالممتلكات الثقافية والتراث، لا يزال من المقرر أن يستمر المزاد كما هو مخطط".

 

وحسب الصحيفة البريطانية فإن  مبيعات الآثار أثارت بشكل متزايد نزاعات حول أصل الأثر من قبل السلطات في بلدان المنشأ مثل مصر واليونان وتركيا.

 

وتقول تلك الدول إنه رغم القيود التي تفرضها الاتفاقيات الدولية وزيادة التدقيق من جانب المتاحف ودور المزادات العلنية، إلا أن القطع المكتسبة بطريقة غير قانونية لا تزال تجد طريقها إلى سوق الفن.

 


عقبة القانون

 

وأحد الأسباب التي تدفع دار المزادات العالمية للإصرار على بيع الآثار المصرية، هو اعتقادها أن مصر ستقف مكتوفي الأيدي، نظرا لأن القانون كان يسمح بتجارة الآثار قبل عام 1983، وبعض الآثار المصرية خرجت من مصر بطرق شرعية والبعض الآخر خرج ناتجا للحفر خلسة، وفي هذه الحالة يكون على مصر إثبات ملكيتها لتلك القطع طبقا لقوانين العديد من الدول الأجنبية.

 

ووفقا لما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز" أنه في السنوات الخمس الماضية، تمكنت مصر من استعادة حوالي 1500 قطعة من الأشياء التي يتم الاتجار بها بشكل غير قانوني من دول أوروبية ودول أخرى بالإضافة إلى أكثر من 22000 عملة نقدية.

 

 

رد بريطانيا

 

وفي الـ 20 يونيو الجاري قالت السفارة البريطانية إن لندن على اتصال وثيق بالسفارة المصرية في المملكة المتحدة بشأن تطورات أزمة المزاد المقرر عقده لبيع رأس تمثال توت عنخ آمون.

 

وأضافت في بيان رسمي أن المملكة لديها تشريعات وإجراءات قوية لحماية الممتلكات الثقافية، مشيرة إلى أن صالة مزادات كريستيز على اتصال مباشر أيضًا مع السلطات في مصر حول الأزمة.

 

ونص البيان على: "تدرك المملكة المتحدة أهمية الحفاظ على التراث الثقافي المصري وحمايته. إن وزارة الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة في المملكة المتحدة (DCMS) على اتصال وثيق بالسفارة المصرية في لندن وكريستيز بشأن المزاد المقبل لرأس توت عنخ آمون والآثار المصرية الأخرى حول هذا الموضوع. لدى المملكة المتحدة تشريعات وإجراءات قوية لحماية الممتلكات الثقافية، وكريستيز على اتصال مباشر مع السلطات المصرية بشأن المخاوف التي تم الإعراب عنها بشأن البيع".

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان