رئيس التحرير: عادل صبري 04:46 مساءً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

«25 يناير» في الذكريات.. «نكت وجرافيتي وكوميك وأغاني»

«25 يناير» في الذكريات.. «نكت وجرافيتي وكوميك وأغاني»

أخبار مصر

ذكرى ثورة 25 يناير

«25 يناير» في الذكريات.. «نكت وجرافيتي وكوميك وأغاني»

أحلام حسنين 24 يناير 2019 17:55

ما يزيد عن 800 شهيد، حرائق تسود أقسام الشرطة في العديد من المحافظات، حظر تجوال في الشوارع، تحذيرات من مؤامرت خارجية تستهدف البلاد، كل ذلك بينما كان يرابط الملايين في ميادين الثورة لم يمنعهم بؤسهم من المعيشة التي ثاروا عليها وزهقت الأرواح، من أن يطلقوا النكات ويؤلفون الأشعار والأغاني ويوثقون الأحداث بـ"الجرافيتي" على الجدران.

 

في كل عام حين تحل ذكرى 25 يناير" target="_blank">ثورة 25 يناير تجد الناس ثلاثة فرق، أحدهم يرادوه الحنين ويبكي علىآمال علقها على تحقيق أهداف الثورة، وآخر يلعنها يعتبرها مؤامرة، وثالث كان يمثل "حزب الكنبة" يراها "نكسة" زادت البلاد بؤسا وفقرا، ولكن بعيدا عن الأثر السياسي والاقتصادي والاجتماعي هذا، يبقى هناك "ثقافة الثورة" التي جعلت العالم يتحدث عن روعة الشعب المصري في الأيام الثمانية عشر.

 

يصف المفكر المصري أحمد أمين في كتابه "قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية"، إن "أشد الناس بؤسا، وأسوأهم عيشة، وأقلهم مالا، وأخلاهم يدا، أكثر الناس نكتة..كأن الطبيعة التى تداوى نفسها بنفسها، رأت البؤس داء فعالجته بالنكتة دواء".

 

حين تعود بالذاكرة إلى الوراء 8 سنوات ستجد تلك الكلمات قد تجسدت في أيام الثورة الـ 18، في النكات الساخرة التي كانت تعبر عن غضبهم من نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، في الأغاني الشعبية التي تشعل حماس الثوار، في الجرافيتي الذي لون الجدران بحكايات الثورة وأحداثها.

 

ي 25 يناير" target="_blank">ثورة 25 يناير وعلى مدار الـ18 يومًا.. كانت المواقف الكوميدية عنوانًا يرسم ثورة بمذاق ساخر أكسبها انفرادها عن بقية مثيلاتها، لتمتاز بالقفشات والنكات كجزءً للتعبير عن غضبهم من فساد نظام مبارك الذي استمر 30 عامًا ولم يستوعب مطالب الثورة حتى التنحي.

 

"بن نكتة" 

رغم أنها أحداث غيرت مجرى التاريخ المصري، وكانت تهدف لتغيير نظام دام 30 عاما في الحكم، ولم يكن ذلك بالأمر الهين، إلا أن المصريين استطاعوا أن يفرضوا نكهة خاصة تميز ثورتهم على غيرها في دول العالم، فهو الشعب المعروف بأنه "بن نكتة"، حتى أن الإعلام الغربي أطلق عليها حينها "الثورة الضاحكة".

 

 


حول المتظاهرون معاناتهم إلى نكات وشعارات ساخرة، كان أبرزها :"إرحل؛ مراتي وحشتني"، "ده لو كان عفريت كان طلع!"، و"إرحل يا تِنح" ونكتة تدور بين مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي يقول له فيها :"منعت الحشيش يا فالح؟ أهو الشعب صحصح"، و"سألوا الرئيس عن رأيه فى التغيير، قال: التغيير ده سنة الحياة. قالوا: طب وسياتك مش هتتغير؟ قال: أنا فرض مش سنة".

 

"مظاهرات مش نافعة، اعتصام مش نافعة، يمكن الزار ينفع ويصرفه" كان ذلك مقدمة لزار أٌامه الثوار في ميدان التحرير لطرد مبارك، وكذلك مونولوج "الثائر الهندي".

 

 

ورد المتظاهرون على اتهامهم بوجود مندسين بتأليف نشيد الأجندة :"أنا مندس.. أنا مندس، هاتلى أجندة ووجبة وبس، من هارديز أو من كنتاكى، هاتلى وجبة دينر بوكس، أو سوبر زنجر من غير خس، هاتلى أجندة من الفجالة أعمل بيها ثورة فى مصر، أنا مندس.. أنا مندس، وكل الشعب كمان مندس، كل الناس هنا مش عايزينك، وأنت يا حسنى مش بتحس، كل فضايحك، كل جرايمك، كلو موجود على ويكيليكس، أنا مندس.. أنا مندس، عندى أجندة مستر إكس".



أدت الثورة لبروز شخصيات استخدمت الفكاهة منهم باسم يوسف الذي أطلق على موقع "اليوتيوب" برنامج "باسم شو"، قدم عدة حلقات، توقف عن تقديمها بعد تعاقده مع قناة "الأون تي في" لتقديم برنامج "البرنامج"، أما الثاني فكان مدحت شاكر "الأسطي زلطة"، والتي تحولت لكوميكس عبر الفيس بوك.

 

الأغاني الثورية 


لعبت الأغاني أيضا دورا كبيرا في إشعال حماس الثورة،  إذ انتشرت عدة أغاني تخلد أحداث الثورة والشهداء، من أبرزها أغنية "يا الميدان" للفنانة عايدة الأيوبى وكاريوكى.

 

 

ومن أبرز الأغاني أيضا التي انبثقت من ثورة يناير أغنية "يا بلادي" لكل من عزيز الشافعي ورامي جمال، وقد حققت نجاح كبير إذ تعد الأغنية الرسمية للثورة.

 

أغنية "إزاي" للكينج محمد منير، والتي أٌذيعت لأول مرة بعد عشرة أيام من اندلاع الثورة وعلى الرغم من أنها لم تؤلف خصيصًا للثورة إلى أن كلماتها جاءت معبرة عن الحدث الأبرز في السنوات العشر الأخيرة.

 

 

أغنية "عيش.. حرية.. عدالة إجتماعية" للمطرب رامي عصام، اعتمدت كلمات الأغنية على شعار الثورة، وشارك في الأغنية المصورة عدد من الفنانين من مؤيدي الثورة من الشباب ومن بينهم خالد أبو النجا – آسر ياسين- جيهان فاضل- يسرى اللوزي".

 

أغنية "صوت الحرية" لفرقتي "كاريوكي" و "وسط البلد" والتي طرحتها في العاشر من فبراير ٢٠١١، وصورت داخل الميدان في الأيام الأولى من الثورة، وحققت الأغنية نجاح كبير وأصبحت إحدى علامات الثورة.

 

 

وكذلك أغنية "شهداء 25 يناير ماتوا في أحداث يناير" لحمادة هلال، والتي لاقت سخرية واسعة بسبب كلماتها ولكنها على الرغم من ذلك حققت نسب مشاهدة كبيرة.

 

وبخلاف الأغاني تميزت الثورة أيضا بالهتافات والشعارات، منها :"عيش .حرية. عدالة اجتماعية"، "ثوار أحرار هنكمل المشوار"، "مش هنمشي هو يمشي"، " احلف بسماها وبترابها مبارك هو اللي خربها ".

 

الجرافيتي

ز

بألوان وفرش وبخاخات تخلدت قصص من رسومات عن أبطال وأحداث ثورة يناير، هكذا هو فن "الجرافيتي" الذي انتشر في الشوارع والميادين إبان 25 يناير" target="_blank">ثورة 25 يناير والأحداث التي لحقت بها، إذ حرص الشباب الفنانيين من تخليد شعارات الثورة والشهداء على الجدران في شوارع وميادين الثورة.

 

والجرافيتي، هو فن يعرف بالفن الصامت ويسمى بالإنجليزية " Graffiti" أي الكتابة على الجدران، يهدف بالأساس للتعبير عن الغضب من الوضعيات السياسية والاجتماعية، التي تعاني منها الشعوب، ذلك وإن كان فن النقش على الجدران لتخليد الأحداث يعود بالأساس إلى  عصر الفراعنة.

 

وخلال اندلاع ثورة الربيع العربي، في 25 يناير 2011، في مصر، أصبح الجرافيتي، شكلا من أشكال الاحتجاجات التي تعبر عن الغضب تجاه مواقف سياسية أو لتخليد ذكرى صور شهداء الثورة، ومن أبرزها  :"صور لبعض ابطال ثورة 25يناير مينا دانيال وأحمد حرارة والشيخ عماد عفت، و من اعتبرهم الفنان من اعدائها زى المشير طنطاوي والملازم محمود الشناوي الشهير بـقناص العيون".

 

تضمن الجرافيتي أيضا :"صور شهداء الثورة ومصابيها وضحاياها فى كل أحداثها،  صور لوجوه جديدة من شباب ألتراس النادي الاهلي اللى شكلوا ضحايا أحداث استاد بورسعيد، شعارات بتطالب بتسليم السلطة للمدنيين وإسقاط حكم المجلس الاعلى للقوات المسلحة، وجداريات لأحداث ماسبيرو والمصادمات مع الأقباط قدام مبنى التلفزيون فى ماسبيرو فى اكتوبر 2011، مصادمات شارع محمد محمود فى نوفمبر 2011،  رسومات لأحداث مجلس الوزراء".

 

 

ولكن في 18 سبتمبر 2012 قررت محافظة القاهرة إزالة الجرافيتي من على الجدران بعد إعادة طلائها، ولكن عاد الفنانون لرسم الجرافيتي "امسح كمان يانظام جبان"،  حتى أقيم العديد من المعارض لجرافيتي ثورة 25 تخليدا للشهداء والأحداث، ولكن الآن لم يعد لكل ذلك أثرا.

 

 

 


 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان