رئيس التحرير: عادل صبري 01:22 مساءً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

احتجاجات باريس في عيون الإعلام المصري.. هذا هو الطرف الثالث

احتجاجات باريس في عيون الإعلام المصري.. هذا هو الطرف الثالث

أخبار مصر

احتجاجات السترات الصفراء في باريس

احتجاجات باريس في عيون الإعلام المصري.. هذا هو الطرف الثالث

علي أحمد 02 ديسمبر 2018 14:49

"الطرف الثالث" كثرا ما ترددت هذه الجملة في وسائل الإعلام المصرية بينما كانت تدور الاشتباكات التي أعقبت ثورة 25 يناير 2011 وما تلاها من أحداث عنف شهدتها البلاد حتى عام 2013، ورغم اختفائها مع غياب التظاهرات بالشارع المصري، إلا أنها عادت تلوح في الأفق مع الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة الفرنسية باريس.

 

قد يتساءل البعض ما علاقة "الطرف الثالث" بالاحتجاجات الفرنسية، ولكن هذا ما ذهب إليه مقدمو برامج التوك شو في وسائل الإعلام المصرية، خلال تحليلهم للأحداث الدائرة هناك وما شابهها من أحداث عنف وتخريب وفوضى وحرائق في بعض الشوارع الفرنسية ولاسيما باريس.

 

فمن المعروف أن "الطرف الثالث" هذا كان تعبيرا مستخدما في مصر للإشارة إلى وجود قوى خفية تقف وراء الاشتباكات، أي أنها عناصر "مخربة" تعمل لحساب تيار معين "تندس" بين المتظاهرين السلميين وقوات الشرطة، للإيقاع بينهم بهدف حدوث اشتباكات وإشعال الفوضى والحرائق وتخريب البلاد، وهذا ما رمت إليه بعض وسائل الإعلام المصرية في تناولها للاحتجاجات الفرنسية.

 

 

أما عن تحديد "الطرف الثالث" هذا في الأحداث التي شهدتها الساحة المصرية فأصابع الاتهام دائما كانت تشير إلى عناصر جماعة الإخوان المسلمين، وبعض من الحركات السياسية والثورية والقوى السياسية المعارضة، ولكن في فرنسا، من يكون الطرف الثالث؟، وهذا أيضا أجاب عنه إعلاميون مصريون.

 

قبل الحديث عما تناوله الإعلام المصري حول "الطرف الثالث" في فرنسا، فلنذهب في جوله إخبارية إلى باريس، حيث احتدمت الاشتباكات بين المتظاهرين المعروفين بذوي "السترات الصفراء" وبين قوات الأمن، حتى اشتعلت النيران والحرائق والفوضى في بعض الشوارع هناك.

 

ماذا يحدث في باريس؟

 

عشية أمس السبت صرح وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير، أن عدد المصابين جراء اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين المحتجين على رفع أسعار الوقود في باريس، ارتفع إلى أكثر من 100 مصاب.

 

وقال رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب،  إنه حوالي 75 ألف شخص شاركوا في الاحتجاجات في أنحاء فرنسا، وتم اعتقال نحو 287 متظاهر، فيما قامت إدارة النقل في مدينة باريس بإغلاق 7 محطات لمترو الأنفاق تحسبا للاحتجاجات العنيفة.

 

تدور هذه الاحتجاجات منذ أكثر من أسبوعين، أغلق خلالها محتجو "السترات الصفراء" الطرق وأشعلوا النيران في إطارات السيارات، وحطموا بعض سيارات الشرطة، وفي المقابل أطلق رجال الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية ورشوا المحتجين بالمياه.

 

وذكرت الشرطة الفرنسية أن ما لا يقل عن 100 مصابا، بينهم 11 شرطيا، جرحوا في الاشتباكات العنيفة بالعاصمة باريس.

 

لماذا؟

 

ويرجع سبب الاحتجاج من البداية، إلى ارتفاع أسعار الوقود وغلاء المعيشة، إذ ارتفعت أسعار الوقود في عام واحد بنسبة 23 % للديزل، و14% للبنزين، غير أن حكومة إدوار فيليب ترغب برفع الرسوم من جديد مطلع العام 2019.

 

ووفقا لموقع بي بي سي عربي فإن أسعار الوقود قد ارتفعت في الأسواق العالمية ثم عادت للانخفاض، لكن حكومة ماكرون رفعت ضريبة الهيدروكربون هذه السنة بقيمة 7.6 سنت للتر الواحد للديزل و 3.9 سنت للبنزين، في إطار حملة لتشجيع استخدام السيارات الأقل تلويثا للبيئة.

 

واعتراضا على سياسات ماكرون هذه وُلدت حركة شعبية، في نهاية أكتوبر المنصرم، أطلقت على نفسها اسم "السترات الصفراء"، نظرا لارتدائهم السترات الفوسفورية المضيئة التي يتوجّب على كل سائق سيارة ارتداؤها إذا ما تعرّض لحادث.

 

كيف تعامل ماكرون؟

 

هذه الاحتجاجات وضعت الرئيس الفرنسي في مأزق، إذ رجح البعض أن استقرار حكم ماكرون قد أصبح على المحك، سواء أن استجاب للضغوط الشعبية، أو صمد حول قراره، ولكن ماذا قال هو؟

 

في وقت سابق مع بداية اندلاع الاحتجاجات وجه ماكرون التحية لرجال الشرطة على شجاعتها في التعامل مع المحتجين، إذ قال في تغريدة له على تويتر :"العار على من هاجموهم... لا مجال لهذا العنف في الجمهورية".

 

 

 

 

وألقى الرئيس الفرنسي باللوم على ارتفاع أسعار النفط في ثلاثة أرباع القيمة التي ارتفعت بها أسعار الوقود، مؤكدا على ضرورة فرض مزيد من الضرائب على الوقود الأحفوري لتمويل الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة.

 

ومع تزايد الاحتجاجات في بلاده قال ماكرون إن السلطات الفرنسية تتفهم مطالب المحجتين، لكنها لا تنوي التراجع عن قرارها ولن تغير سياساتها فيما يتعلق بأسعار الوقود، كما توعد بزيادة النفقات على موارد الطاقة وبتخفيض حصة الطاقة الذرية بمقدار 50% بحلول عام 2035.

 

من وراء أعمال الشغب؟

 

وبين اتهام المحتجون الرئيس الفرنسي بأنه لم يشعر بهموم الناس ويتوعدون بمزيد من التصعيد، وبين إصرار ماكرون على سياساته، تبقى أعمال الشغب التي تسيطر على مشهد الاحتجاجات الفرنسية وربما غير المألوفة عن تلك البلد المعروفة بالحرية، ما يطرح تساؤلا من يقف ورائها هل هو غضب شعبي كوسيلة ضغط على ماكرون للتراجع عن قراره، أم ماذا؟.

 

 

وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانر قال، في بيان صحفي، إن هناك حركة منظمة يقودها محترفون وراء أعمال الشغب فى باريس.

 

وكتب وزير الداخلية،على صفحته على تويتر أن هناك "1500 محرض خارج المحيط الأمني"، ووصف الاحتجاجات بأنها "إهانة للجمهورية".

 

الطرف الثالث ..

 

"محترفون وراء أعمال الشغب في باريس" بينما اكتفى بهذا وزير الداخلية الفرنسي في وصف هؤلاء الذين أضرمون النيران في بعض الشوارع الفرنسية، ذهب بعض مقدمي "برامج التوك شو" في وسائل الإعلام المصرية، إلى تحديد هوية هؤلاء المحترفين، واعتبارهم هم من أوقودا شعلة الاحتجاجات في فرنسا بغرض إحداث الفوضى لصالح دول أخرى.

 

في كل أحداث العنف التي شهدتها مصر الفترة الماضية كان متهما رئيسيا فيها عناصر جماعة الإخوان المسلمين، وبعضهم تعرض للمحاكمة وصدر بحقه أحكام قضائية وأخرين لايزالوا تحت الحبس الاحتياطي وفريق هارب من البلاد بخلاف من لم يتم إلقاء القبض عليه، وهكذا هم أيضا متهمون في إشعال الحرائق والفوضى في فرنسا، ليس الاتهام موجها من الحكومة الفرنسية ولكن من قبل إعلاميين مصريين.

 

الباز: أشم رائحة الإخوان

 

بعرض فيديوهات للاشتباكات التي دارت في باريس بين المحتجين والشرطة عقد الإعلامي محمد الباز، عبر برنامج 90 دقيقة على قناة المحور، بين الاحتجاجات الفرنسية وما حدث إبان ثورة 25 يناير والأحداث التي أعقبتها، ليشير في النهاية إلى أن "عناصر تنظيم الإخوان الدولي" هم من يقفون وراء هذه الاحتجاجات.

 

يقول الباز :"إني أشم رائحة تنظيم الإخوان وراء المظاهرات اللي في فرنسا"، ثم أجزم أنهم هم من يشعلون الحرائق ويعتدون على قوات الأمن ويندسون بين الشرطة والمتظاهرين للإيقاع بينهم، كما كانوا يفعلون في مصر، يندسون بين المتظاهرين السلمين والشرطة.

 

ويستدل الباز على حديثه بأن جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا تتعرض لتضييق كبير من قبل إدارة الرئيس الفرنسي ماكرون، لذا اتخذت هذه الاحتجاجات ذريعة للتخلص منه وإشعال الفوضى في البلاد، مؤكدا أن جماعات إرهابية هي من تقف وراء هذه الاحتجاجات.

 

أمريكا مدبر الاحتجاجات


وفي الوقت الذي كان يؤكد فيه الباز أن التنظيم الدولي للإخوان هو من يقف وراء احتجاجات باريس، ذهب أيضا إلى احتمالية أن تكون أمريكا هي من تحرض هذه العناصر على إشعال الفوضى لإسقاط حكم "ماكرون"، عقابا له على تصريحاته بأنه يريد الخروج من "الناتو".

 

وأشار الباز إلى أن هذه الاحتجاجات اندلعت بعد تصريحات الرئيس الفرنسي عن ضرورة إنشاء جيش أوروبى مستقل عن حلف الناتو الذى تسيطر عليه الولايات المتحدة.

 

 

موسى:"بقينا أحسن من فرنسا" 

 

لم يختلف رأي الإعلامي أحمد موسى كثيرا عن الباز، فكلاهما يفترض نظرية المؤامرة في الاحتجاجات الفرنسية، تقودها جماعة الإخوان المسلمين برعاية أمريكا.

 

واتخذ موسى، الذي يقدم برنامج على مسؤوليتي على قناة صدى البلد، من الأحداث الفرنسية كدليلا على رأيه بأنه ليس هناك مجال للحديث عن الحرية في وقت تشهد فيه البلاد تظاهرات وفوضى، إذ يقول :"الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إن ما يحدث ليس حرية رأي وتعبيرا ولكن أعمال تخريب؛ مؤكدا أن الدول يحكمها القانون والأمن أهم من كل شئ في كل بلاد العالم".

 

 

وأضاف موسى بعدما قارن بين الوضع الأمني حاليا في مصر وفي فرنسا :"إن الدولة شهدت طفرة من الناحية الأمنية في الأربع سنوات الأخيرة، بعد ما قامت به جماعة الإخوان من أعمال شغب وجرائم عديدة، دا إحنا حالنا بقى أفضل من فرنسا".

 

وتابع :"الرئيس الفرنسي ماكرون قال على المتظاهرين بلطجية وهمج"، مناشدًا المواطنين بتقدير ما حققته الدولة من طفرة خلال السنوات الأخيرة.

 

 

أديب:"فرنسا بدأت تفهم الدرس"

 

وفي السياق نفسه علق الإعلامي عمرو أديب على أحداث فرنسا قائلا: "15% من الشعب الفرنسي يعيش تحت خط الفقر، ومن المتوقع تراجع الرئيس الفرنسي ماكرون عن قرار تحريك أسعار الوقود، بعد تظاهرات السترات الصفراء التي تسببت في انتشار الفوضى والسرقة، والحرائق في الأحياء والمحال".

 

وأشار أديب، خلال برنامج "الحكاية"، المذاع على قناة "إم بي سي مصر"، إلى أنه لأول مرة تطلق الحكومة الفرنسية على المتظاهرين ألفاظًا مثل المندسين والمخربين"، وقال ساخرًا: "أين حق التظاهر؟".

 

وتابع :"فرنسا بدأت اليوم تفهم الدرس الذي أدركته مصر منذ عشر سنوات، وهو إن الناس لا تنزل للشوارع بشكل سلمي"، مشيرًا إلى احتراق أكثر من ثلاثين سيارة في باريس، والقبض على أكثر من 200 مواطن فرنسي، وإصابة 100 من المتظاهرين ورجال الأمن.

 

 

 

ولم تختلف تغطية بعض الصحف المصرية عن برامج "التوك شو" إذ ذهبت أيضا لاتهام عناصر تنظيم جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء الاشتباكات في الاحتجاجات الفرنسية، وذلك من خلال إعداد تقارير تحليلية، أو عبر مقالات الرأي.

 

فموقع "صدى البلد" الإخباري، نشر مقطع فيديو، معلّقاً على احتجاجات فرنسا "فتش عن الإخوان"، ونشرت جريدة اليوم السابع عدد من التقارير على نفس المنوال، بينما ذهب في واحد منهم للربط بين تصريحات الرئيس الفرنسي حول عزمه الخروج من "الناتو" وانتقاده للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

 

 


 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان