رئيس التحرير: عادل صبري 09:52 مساءً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

«أحمد»| قصة تتكرر كل يوم.. أب يسعى على «أكل عيشه» فـ«يأكله الطريق»

«أحمد»| قصة تتكرر كل يوم.. أب يسعى على «أكل عيشه» فـ«يأكله الطريق»

أخبار مصر

الطريق الدائرى - صورة تعبيرية

تاركًا طفلين رضع

«أحمد»| قصة تتكرر كل يوم.. أب يسعى على «أكل عيشه» فـ«يأكله الطريق»

آيات قطامش 31 أكتوبر 2018 23:13

ذات ليلة ليست ببعيدة تعود لنحو أسبوع مضى، جلس الرفيقان أحمد ومصطفى، يلقى كل واحدًا منهما همه على الأخر، وهما يحاولان الخروج بفكرة تُدر عليهما دخلًا يغنيهما هما وأسرتهما الصغيرة، فى بداية حياتهما الزوجية.

 

وفجأة لمعت أمامها فكرة، لماذا لا يشتري كل واحد منهما موتوسيكل، ويكون هو نواة لمشروع صغير، من خلال توصيل أى طلبات لأى شخص على مستوى القاهرة الكبرى، مع وضع تسعيرة معينة حسب النقطة التى سينطلق منها وحتى تلك التى سيصل إليها.

 

كانت مواقع التواصل الاجتماعى، أفضل وأوفر طريقة لنشر مشروعهما، وبالفعل اشترى أحمد الموتوسيكل.

 

لم يخطر ببال (أحمد. ع) الشاب العشرينى قط، أنه كان يخطط لنهايته المكتوبة فى هذا العالم، أو أن يكون واحدًا ممن يحصده نزيف الأسفلت يوميًا على تلك الطرق السريعة.

 

خرج باحثًا عن الرزق، ولكنه لم يعد إلا جثة هامدة لعروسه وطفليه اللذين لا يعلمان بعد كيف يتمتمان بكلمة (بابا).

 

عشُ بناه هو ورفيقة دربه منذ عام، رزقهما الله بطفلين توأم، كان يواصل الليل بالنهار، ولا يخلد للنوم إلا لساعات معدودة، بعدما بات راتبه لا يكفى أسرته الصغيرة المكونة من 3 أفراد وهو.

 

"كنا بنتكلم مع بعض من أسبوع وإني احنا عاروزين نزود دخلنا، وكانت الإقتراحات إننا نجيب موتوسيكلات، ونشتغل بيها جنب الشغل، للأسف يا أحمد كنت بتقترح طريقة موتك..."؛ كلمات دونها مصطفى. ا، ينعى بها رفيقه.

 

تواصلت (مصر العربية) معه وأخربنا بالقصة، التى بدأت بمجرد فكرة جمعتهما سويًا لرفع دخلهما خاصة أنهما حديثى الزواج ولا يطمعان إلا فى الستر والصحة وراحة البال.

 

صفحة ضحية الأسفلت وعروسهُ على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك، ظلت شاهدة لمدار عام كامل على ليلة زفاف تحاكى بها الأهل الأصدقاء، عبر صور جمعتهما سويًا، تعلو فيها ابتسامتهما لحياة جديدة لطالما حلُما بها.

 

الشاب المكافح خريج العلوم، تزوج منذ عام برفيقة دربه ، ورزقهما الله منذ نحو شهرين بـ طفليه التوأم - حسبما أخبرنا صديقه مصطفى، وحاول جاهدًا أن يبنى نفسه بنفسه، ففتح مكتبة، ولكى يزد من دخله حتى يكفى حاجة أسرته قرر العمل بعد ذلك ديلفيرى على موتوسيكل اشتراه.

 

علمنا من صديقه: أن الأحداث بدأت تسير فى تسلسلها الدرامى، حينما أدار رفيقه أحمد "الموتوسيكل" الذى جلبه طلبًا للرزق، بعد يوم عمل شاق وبدأ التحرك به من نقطة قاصدًا الوصول للنقطة الأخرى، من أجل توصيل طلبات أحد العملاء، ولكن فجأة حصد الموت روحه على الطريق فى حادث ادمى قلوب محبيه.

 

وسرد صديقه ما حدث قائلًا: أثناء قيادة أحمد للموتوسيكل فوجئ بأحدهم يضيق عليه الخناق، ما تسبب فى اصطدام موتوسيكل الشاب المكافح فى السور، وسقط من أعلى كوبرى الدائرى.

 

"واحد خريج علوم فتح مكتبة علشان يقدر يعيش في البلد دي، وبعد كده اشتغل دليفري برضه علشان يقدر يعيش في البلد دي وفي الأخر معاش في البلد دي ولا في غيرها"؛ هكذا لخص صديقه القصة ليلة رحيله.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان