رئيس التحرير: عادل صبري 03:31 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

عادل صبري.. والوداع الأخير

بعد وفاة "أمه" و"شقيقته"

عادل صبري.. والوداع الأخير

آيات قطامش 23 أكتوبر 2018 14:30

جمعته بإحداهما ذكريات الطفولة والكبر، أما الأخرى فهو قطعة من روحها ويبادلها  ذات الشعور، الاثنتان فارقتا الحياة دون أن يلقي عليهما نظرة الوداع الأخيرة، وتلك القبلة التي يطبعها الواحد منا علي جبين شخص لن يراه مجددًا، ويبقى أثرها خالدًا معه أبد الدهر.

 

رغم أنه أقرب الناس إليهما، والمسافة بينهما ليست ببعيدة، ولكنه حرم من حضور دفنتهما أو حتى الصلاة عليهما.

 

 غاب الكاتب الصحفي رئيس تحرير مصر العربية، «عادل صبري»، وماتت الأم المُسنة بمرضها، في غياب ولدها الذي طالما كان يُضرب به المثل ومصدر فخر لأهل بيته ولا زال، لا يحجبه عنهم  سوى زنزانة وباب حديدي موصد عليه منذ  نحو 7 أشهر .

 

لا أحد منا يعلم متي ستقبض روحه، ولكن شيئًا ما جعله يطلب من رئيس فريق التحقيق قبل أيام أن يتركه يلق نظرة علي أمه التي جاوزت الـ80 من عمرها، فكانت هذه أقصي أمنية له، ولكن صدر قرار بالتجديد له 15يومًا أخرى.

 

من شدة حبه لأمه وخوفه عليها، أخفى عنها خبر  حبسه طيلة هذه المدة،  كونه يعلم أنها لن تتحمل صدمة كهذه، واكتفى بإعلامها أنه "مسافر فترة وراجع".

 

صباح أمس حدث ما كان يخشاه الكاتب الصحفى عادل صبرى ، رئيس تحرير موقع مصر العربية، وهو بعيدًا رغمًا عنه،  بعدما فاضت روح أمه ذات الـ82 ربيعًا  لخالقها، في وقت كان قبل أيام يتمنى أن يكون إلى جوارها.

 

الوجع سيكون مُضاعفًا عليه حينما يسمع الخبر، إن لم يكن أحدهم أخبره به، وهو بمحبسه الآن داخل سجن القناطر، فقبل شهرين ماتت أمينة شقيقته الصغرى، ذات الـ 47 عامًا، إثر إصابتها بورم مفاجئ، ولم يسمح له بالخروج لدفنها أو تلقي عزائها. 

 

لم يطلب حينها شيئًا غير أن يكون بصحبة أمه وحسب، فحتى مساء أمس الاثنين لم يستطع المُقربون منه إعلامه بهذا الخبر الصادم خوفًا عليه، وأملًا فى السماح  له بتلق العزاء فى وفاة أمه.

 

مساء أمس دوّن صديقٌ مُقرب له وللعائلة: "حتى الآن الأستاذ عادل ميعرفش خبر وفاة والدته، وخايفين نبلغه وعندنا أمل إنهم يوافقوا يخرجوه ياخد العزاء".

 

وتابع: "مخلتش حد ينفع أكلمه أو مينفعش إلا وكلمته، وهكون ممنون جدًا لأي حد ايا كان مين يساهم في إنه يخرج ولو لساعتين، أيوة متستغربش ده سقف طموحنا إن الراجل مينهارش لما يعرف، وإننا نكون جنبه في لحظة زي دي".

 

ودون المحامى هشام إمام عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى قائلًا:  "من أقل من 3 شهور أخته ماتت، وهي اللي كانت واخده بالها من والدته من وقت ما اتقبض عليه، تاني يوم موت أخته كان عنده تجديد حبس في نيابة أمن الدولة، وأنا كنت حاضر معاه، واتقدمنا وقتها بطلب لحضور العزاء".

 
وأضاف: "بس مش ده وقتها اللي كان شاغل عادل على الإطلاق، كل اللي كان شاغله وقتها وقاله لرئيس النيابة وهو بيبكي بحرقه.. أنا أمي ست عندها 82 سنة ومريضة و مبتتحركش ومفيش حد غيره بعد اخته ما ماتت ياخد باله منها، وهي ما تعرفش اني محبوس، أنا عايز طلب واحد طلعوني واحبسوني معاها في أوضة بحمام ومش عايز حاجة تاني من الدنيا، مش عايز أمي تموت وأنا مش جنبها".


واختتم قائلًا: "اهو اللي عادل كان مرعوب منه حصل، والدته ماتت وهو حتى مش حيقدر يدفنها ولا هيقدر ياخد عزاها، ولا قدر حتى يشوفها لآخر مرة".

 

 العزاء أقيم بمنزل عائلة "عادل صبري" بجوار معهد الشعراوي الأزهري، بقرية دقادوس مركز ميت غمر  بمحافظة الدقهلية بجوار معهد الشعراوي الأزهري.

 

بعد وفاة شقيقة  (صبرى) منذ نحو  شهرين، وعدم تمكنه من حضور مراسم عزائها أو دفنها، لم يبق الآن سوى الأمل الأخير،  بصدور قرار  يسمح له بالخروج لساعات تحت اى ضمانات، لتلق عزاء والدته خلال الـ 48 ساعة التى بدأت منذ لحظة تقديم طلب بذلك لمصلحة السجون. 

 

 

جاء نص الطلب  الموجه لرئيس مصلحة السجون والمقدم من أحمد الخواجة، أحد أعضاء هيئة الدفاع :" المتهم محبوس احتياطيًا فى سجن القناطر الخيرية على ذمة القضية رقم 441 لسنة 2018 حصر أمن الدولة العليا،  موعد التجديد القادم، له 4 نوفمبر".

 

تابع المحامى فى طلبه: "وحيث أن  والدة المتهم قد توفيت صباح الاثنين الموافق 22 أكتوبر 2018، ومرفق صورة من تصريح دفن جثمانها، الأمر الذى معه توجهنا على الفور لمقر نيابة أمن الدولة العليا، وتقابلنا مع رئيس فريق التحقيقات بهذه القضية وكذلك المحامى العام لنيابة أمن الدولة، بطلب حضور المتهم لمراسم دفن جثمان والدته وعزائها".

 

وأضاف: وقد أبلغنا  السيد المستشار رئيس فريق التحقيقات، بسرعة التوجه لسيادتكم لاتخاذ اللازم قانونًا، من أجل التصريح لنا بخروج المتهم لدفن جثمان والدته، وحضور العزاء، وذلك تحت أى ضمان أو أى إجراء يمكننا فعله حيال التصريح بذلك.

 

واختتم: ولما كان المتهم الطاعن فى السن، ويعانى  العديد من الأمراض البدنية، وخشيًة عليه من تدهور حالته الصحية حزنًا على والدته، فإننا لا نملك حيال ما تقدم سوى التقدم بطلبنا هذا لسيادتكم، من أجل اتخاذ ما يلزم قانونًا للتصريح للمتهم بحضور عزاء والدته ودفن جثمانها.

وعلى الجانب الآخر، تلقى دفاع  صبرى إيصال استلام نموذج تقديم شكوى، من مصلحة السجون. 

وقال الخواجة: ليس علينا الآن سوى انتظار صدور اى قرار خلال الـ 48 ساعة من لحظة تقديم الطلب، إما بخروج رئيس تحرير مصر العربية لتلق عزاء والدته أو رفض طلبنا.

 

"خرجوا عادل صبري يدفن أمه"؛ هاشتاج دشنه رواد مواقع التواصل الاجتماعى أمس بعد خبر وفاة والدة صبرى، والآن تلخصت أقصى الأمنيات فى الخروج لساعات يتلق فيها عزاء والدته، ويعود للجدران الأربعة مجددًا.

 

عادل صبرى،  كاتب صحفى ورئيس تحرير موقع مصر العربية، محبوس منذ ابريل الماضى. 

 

أعوام وأعوام من الانجازات شهد له بها بلاط صاحبة الجلالة، وسيرته الذاتية أكبر دليل على براءته من تلك الإتهامات المنسوبة له.

 

 طيلة 30 عامًا، من العمل الصحفى لم يكل خلالها ولم يمنعه من ممارسة عمله سوى تلك الزنزانة،  عمل فترات محررًا بالبرلمان، وبالرئاسة لفترات أخرى، وترأس تحرير عدة صحف أبرزها الوفد، وترأس رئاسة تحرير برنامج الحياة اليوم فى بداية انطلاقه وبرامج أخرى فى دريم، وكان دائم السفر خاصة بين مصر والصين، ويمكن معرفة سيرته الذاته مفصلة فى الرابط التالى:

 

http://masralarabia.com/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9/1480732-%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%84-%D8%B5%D8%A8%D8%B1%D9%89-%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%B0%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%81%D8%A9-

 

حلم بموقع يقدم من خلاله صحافة جادة، لا تحابى لطرف دون الأخر، تعرض فقط الحقيقة، وتكون صوتًا لمن لا صوت له، ولا تقدم وجهة نظر دون الأخرى. 

 

بدأت الأحداث تسير فى تسلسل درامى منذ 1 إبريل حينما صدر قرارًا من جانب المجلس الأعلى للإعلام، بتغريم موقع مصر العربية 50 ألف جنيهًا، بعد نشرها تقرير مترجم نقلًا عن صحيفة النيويورك تايمز يتطرق للانتخابات الرئاسة، حتى جريدة المصرى اليوم لم تسلم هى الأخرى فى اليوم ذاته من تغريمها 100 ألف جنيه لنشر تقريرًا عن الحشد فى الانتخابات. 

 

بعدها بيومين تحديدًا فى 3 إبريل، عندما داهم ضباط بزي مدني من مباحث المصنفات مقر موقع مصر العربية في تمام الساعة الثالثة والنصف عصرًا.

 

وقالت القوة الأمنية حينها إنها حضرت إلى مقر الموقع لتحصيل ﻣﺒﻠﻎ 50 ﺃﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ ﻏﺮﺍﻣﺔ، التى  أقرها رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الصحافة والإعلام مكرم محمد أحمد، على الموقع بسبب ترجمته تقريرا لـ«نيويورك تايمز» يتعلق بالانتخابات الرئاسية وفرضت العقوبة رغم نسب الموقع التقرير لمصدره، وجاءت مداهمة الموقع تمت بعد يومين من فرض تلك الغرامة.

 

في حوالي ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ مساء؛ ﻗﺮﺭﺕ القوة المتواجدة بالمكان احتجاز رئيس التحرير «ﻋﺎﺩﻝ ﺻﺒﺮﻱ‏» بدعوى عدم وجود ترخيص من الحي التابع له، وأغلقت مقر الموقع بعد مطالبة الصحفيين بمغادرته.

 

ﻭعقب الواقعة أصدرت ﻭﺯﺍﺭﺓ الداخلية ﺑﻴﺎﻧًﺎ جاء فيه أن: ‏«ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ لمباحث ﺍﻟﻤﺼﻨﻔﺎﺕ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ حقوق الملكية الفكرية تتمكن من ضبط رئيس تحرير موقع مصر لالعربية الإلكتروني لقيامه بإدارة الموقع بدون ترخيص ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ للقانون» .

 

يذكر أن تلك القضية حملت رقم 4681 لسنة 2018، جنح الدقي، وحرر محضر حينها يفيد بأن «موقع مصر العربية» الذي يرأسه صبري، يدار دون الحصول على ترخيص من الحي، -ترخيص محال تجارية-، و يقول محاميه: هو ما لا ينطبق قانونًا على الجريدة الإلكترونية، أو الشركات التي تدير مواقع إلكترونية.

 

وتمّ اصطحاب حينها عادل صبري، لقسم شرطة الدقي، بعد تحرير محضر بذلك في 3 أبريل، وعرض على النيابة صباح اليوم التالي 4 أبريل.

 

وقال محاميه في تصريحات سابقة: خلال سير التحقيقات فوجئنا بطلب النيابة العامة، تحريات الأمن الوطني، على الواقعة بالرغم من أن ما جاء بالمحضر لا يتطلب أبدًا مثل ذلك الإجراء.

 

واستطرد قائلًا في تصريحات سابقة: وردت تحريات الأمن الوطنى بأن عادل كان ينفذ مخطط جماعة الإخوان المسلمين، - الحراك الاعلامى لجماعة الإخوان-، من خلال «موقع مصر العربية»، وذلك عن طريق نشر أخبار كاذبة، والتهكم على سياسة الدولة، بما يدفع القراء للتظاهر.

 

وتابع: بناءً على ما سبق قررت النيابة حبس صبري، 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وظل يجدد له في كل مرة يعرض فيها أمام رئيس نيابة الدقي، إلى أنَّ صدر قرار برئاسة المستشار محمد حلاوة بإخلاء سبيل صبري بكفالة 10 آلاف جنيه، خلال جلسة الاستئناف على قرار تجديدحبسه.

 

وبالفعل تم دفع الكفالة ولكن فوجئ الجميع بفتح تحقيق من جانب نيابة أمن الدولة العليا مع الكاتب الصحفي في قضية جديدة، في اليوم ذاته الذي كان يُنتظر فيه تنفيذ قرار المحكمة بإخلاء سبيله. 

 

المفارقة أن القضية الجديدة التى يحقق فيها مع الكاتب الصحفى تحمل ذات الاتهامات التى كان يحقق معه فيها فى القضية الأولى، والتى قضت له المحكمة بإخلاء سبيله فيها.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان