نزيف يتجدد كل عام، فى مثل هذه الأيام، وحزن يعتصر قلبها، وهى تتذكر ذاك اليوم الذى خطف أحبابها معه ورحل دون عودة..ها هى الآن تقبع بين جدران منزل يحمل ذكريات سنون طوال..
36 عامًا مرت حملت معاها الكثير من الأحداث ، ورغم تغير أشياء كثيرة إلا ذكراهم وصورتهم ظلت الشيء الوحيد الثابت عندها.
فكانت تمسك صورتهم، فى مشهد بسيط موجع يحمل بين طياته الكثير من الآلام، تعبر بفطرتها ومشاعرها تجاه فقد زوجها وأطفالها عن مذبحة كبرى سجلها التاريخ وقت حدوثها.
ميلانة بطرس؛ التى كانت شابة وقت مقتلهم، تخرج كل عام حاملة الصورة تذكارية لها مع عائلتها، لتخبر العالم بقصتهم، حينما راحوا ضحية فى مجزرة صبرا وشاتيلا فى 16 سبتمبر 1982.
الصورة تقف فيها ميلانة وحولها جثث أطفالها خضر وقاسم ومحمد، ومعهم زوجها على، جميعهم، تلك الصورة الأخيرة لهم التقطها أحد المصورين ابان المجزرة.
الآن ونحن فى 2108 ؛ بعد مرور 36 عامًا على المجزرة، لم تمل أو تكل ميلانة عن تذكير العالم، بذاك اليوم الذي فقدت فيه حب عمرها وفلذات كبدها.
مذبحة صبرا وشاتيلا؛ التى تعود لتاريخ 16 سبتمبر 1982 ، نفذت فى مخيمات اللاجئين الفلسطينين، واستمرت لمدة 3 أيام، على يد الصهاينة، والمجموعات الانعزالية اللبنانية المتمثلة فى حزب الكتائب اللبنانى، وجيش لبنان الجنوبى.
تشير التقديرات إلى أن ضحايا تلك المجزرة يقدروا ما بين 750و 3500 قتيل ، ما بين نساء وأطفال شيوخ ومدنين عزل.