أسعار النفط تستمر في التعافي بعد الخسائر التي تكبدتها عقب تحركات السعودية

أسعار النفط تستمر في التعافي

انتعشت أسعار النفط الخام خلال الأيام القليلة الماضية بعد حركتها المفاجئة إلى الأسفل في بداية شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، حيث يتداول خام برنت فوق نطاق 40 دولار للبرميل فيما يتداول خام غرب تكساس بالقرب من مستوى 38 دولار للبرميل.

 

في يوم 9 أيلول/ سبتمبر هبط خام غرب تكساس بنحو 7% ليتداول عند سعر 36.76 دولار للبرميل مسجلًا أسوأ أداء يومي في ثلاثة أشهر، وخسر خام برنت بنحو 9% ليتداول دون سعر 40 دولار للبرميل لأول مرة منذ نهاية شهر حزيران/ يونيو الماضي.

 

أسباب الانخفاض المفاجئ

جاءت عمليات البيع الكبيرة في سوق الطاقة نتيجة المخاوف المتزايدة حيال تراجع معدلات الطلب العالمية على النفط الخام خاصة وأن الاقتصادي العالمي يعاني بالفعل من حالة من الركود في ظل استمرار ارتفاع المعروض في السوق، فموسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة انتهي،كما أن الطلب على وقود الطائرات أصبح ضعيفًا للغاية لأن الكثير من الناس لا يريدون الطيران أثناء الوباء، ولا أحد يعرف على وجه اليقين كم من الوقت سيستغرق للتعافي، هذا وقد ساعد تراجع أسعار النفط في اقبال العديد من المستثمرين علي فتح حسابات تداول مع العديد من شركات الوساطة التي توفر تداول النفط مثل Plus500 وغيرها من الشركات وذلك لانتهاز فرصة تراجع الأسعار.

 

ومن ناحية أخرى، قامت المملكة العربية السعودية أكبر دولة منتجة للنفط في أوبك بتخفيض أسعار البيع الرسمية للمنطقة الآسيوية والولايات المتحدة، وتعد تلك الخطوة بمثابة اشارة سيئة حيث يبدو للبعض أن أكبر دول مصدرة للنفط في العالم مضطرة لخفض الأسعار بهدف جذب المزيد من المشترين.

 

لا تزال السوق الأمريكية تعاني من فائض كبير في المعرض خاصة مع استقرار الطلب خلال ذروة موسم القيادة في الصيف، وبعد شهور من التركيز الشديد على الطلب من الصين، وجهت المملكة العربية السعودية هدفها إلى السوق الأمريكية خلال الفترة القليلة الماضية وخفضت الأسعار لمصافي التكرير الأمريكية للمرة الأوليفي ستة أشهر حتى مع خفض الأسعار للعملاء الآسيويين دون أهدافها القياسية.

 

من المتوقع أن يشكل هذا المزيج ضغطًا هائلاً على منتجي النفط الأمريكيين وأسعاره،ومن غير المرجح أن ينتعش الطلب بسرعة ويمكن لعمالقة العالم مثل المملكة العربية السعودية وليبيا الفوز بسهولة في حرب الأسعار مع المستقلين الأمريكيين ومعظمهم لا يستطيع إنتاج النفط بشكل مربح بأقل من 40 دولار للبرميل، يحتاج الكثيرون منهمإلى رفع الأسعار فوق50دولار لتغطية تكاليف الإنتاج والشركات.

 

فيروس كورونا وحرب الأسعار

لقد تسبب وباء فيروس كورونا بالإضافة إلى حرب الأسعار التي اشتعلت بين روسيا والمملكة العربية السعودية في انهيار أسعار النفط في شهر آذار/ مارس الماضي،حتي وصلت أسعار النفط الأمريكي إلى المنطقة السلبية للمرة الأولى على الإطلاق لفترة قصيرة.

 

وعادت الأسعار للانتعاش بفضلاتفاق خفض الإنتاج لمستويات غير المسبوقة من أوبك وروسيا مما نتج عنهارتفاع الأسعار على هيئة حرف V، وبعد شهرين تقريبًا من الانهيار وصل النفط الخام الأمريكي إلى 40 دولار للبرميل،مما أدي إلى قيامأوبك وروسيا بالاستمرار في الاتفاقورفع مستويات الإنتاج ببطء.

 

انتعاش الطلب على البنزين بشكل حاد كان سببًا في ارتفاع أسعار النفط، وذلك بسبب فتح اقتصاديات الدول مما نتج عنه انتعاشه في حركة المرور على الطرق.

 

لكن تظل معدلات الطلب على وقود الطائرات منخفض للغاية وذلك لأن معدل السفر الجوي لا يزال متراجعًا، ومن المحتمل ألا يتعافى حتى يتم التوصل إلى لقاح ضد فيروس كورونا، لهذا السبب يتوقع خبراء السوق أن الطلب العالمي على النفط سيستغرق ثلاث سنوات على الأقلحتى يعودلطبيعته السابقة.

مقالات متعلقة