رئيس التحرير: عادل صبري 08:14 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

هل ينجح اجتماع أوبك في إنقاذ أسعار النفط من الانهيار؟

هل ينجح اجتماع أوبك في إنقاذ أسعار النفط من الانهيار؟

أخبار مصر

اجتماع اوبك لمناقسة ازمة النفط

هل ينجح اجتماع أوبك في إنقاذ أسعار النفط من الانهيار؟

أحلام حسنين 09 أبريل 2020 10:33

ألقت جائحة كورونا بظلالها على منتجي النفط الكبار حول العالم، والذي تدهورت أسعاره إلى أقل من الثلاثين دولار للبرميل، لذا يسعى أعضاء "أوبك بلاس" إلى التوصل للاتفاق يقضي بخفض إنتاج النفط في ظل الأزمة الحالية.

 

ورغم فشل منتجي النفط الكبار من قبل في التوصل لاتفاق حول حصص الإنتاج، ما أدى إلى زيادة المعروض ومن ثم انخفاض الأسعار، إلا أن الكثير يعلق الآمال على اجتماع أعضاء "أوبك"، المقرر عقده في وقت لاحق من اليوم الخميس، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، لمناقشة لمناقشة الهبوط الحاد في أسعار النفط العالمية.

 

وتشير التوقعات إلى أنه في حال نجاح اجتماع أعضاء "أوبك بلاس"، ستبدأ تخفضات كبيرة للإنتاج بنحو 10 ملايين برميل يوميا، وفقا لوكالة أنباء "الشرق الأوسط"، وذلك بعد فشل المجموعة التي تضم دول "أوبك" مع روسيا ومنتجين آخرين من خارجها، في الاتفاق على تمديد خفض الإنتاج في اجتماع مارس الماضي.

 

 

فقد تراجع الطلب العالمي على النفط الخام بأكثر من 20 بالمئة أو 20 مليون برميل يوميًا، منذ مطلع مارس الماضي، إلى متوسط 80 مليون برميل يوميا، بفعل إجراءات عالمية صارمة على الحركة والتنقل برًا وجوًا، وتراجع عجلة الإنتاج.

 

وجاءت جائحة كورونا لتزيد من تفاقم أزمة النفط، فقد تهاوت أسعار الخام، وباتت ما يشبه حرب أسعار بين روسيا والسعودية، وإغراق السوق العالمية بالخام.

 

وتخوض السعودية وروسيا حربًا على أسعار النفط، أعقبه إعلان الرياض زيادة ضخ الإنتاج لمتوسط 13 مليون برميل يوميا بحلول مايو المقبل، مقابل 9.8 ملايين برميل يوميا، في فبراير الماضي.

 

 

وبينما تتعلق الآمال على اجتماع "أوبك"، اليوم، إلا أنه تظل هناك مخاوف بشأن دور الولايات المتحدة الأمريكية في أي تخفيضات للإنتاج، فقد صرحت وزارة الطاقة الأمريكية بأن الإنتاج الأمريكي انخفض دون تدخل الحكومة.

 

وبحسب توقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فإنه من المتوقع انخفاض الإنتاج الأمريكى من النفط الخام 470 ألف برميل يوميا، ومن المقرر أن يهبط الطلب بنحو 1.3 مليون برميل يوميا فى 2020.

 

و نقلت صحيفة الرأي الكويتية عن وزير النفط الكويتي خالد الفاضل، قوله إن اجتماع أوبك+ الذي سيعقد اليوم الخميس، من المنتظر أن يتوصل إلى اتفاق لخفض في الانتاج يتراوح بين 10 ملايين إلى 15 مليون برميل يوميا.

 

 

وكشف الفاضل، وفقا لـ"رويترز" أن منه خلال المشاورات التي استمرت على مدى الأسابيع الماضية، فإن النية تتجه لعقد اتفاق لتخفيض الانتاج بكمية كبيرة تتراوح بين 10 (ملايين) و15 مليون برميل يوميا من أصل إنتاج بنحو 100 مليون برميل عالميا، لإعادة التوازن للأسواق، ومنع المزيد من الانخفاض بالأسعار خلال الفترة المقبلة.

 

فيما أبدت السعودية وروسيا وأعضاء آخرون فى "أوبك بلاس"، استعدادا للعودة لمائدة التفاوض، غير أنهم رهنوا تحركهم بخطوات من الولايات المتحدة ودول أخرى من خارج «أوبك».

 

 

وتشير تقارير إلى أن هناك جهودا كبيرة لإشراك الولايات المتحدة في اتفاق خفض الإنتاج ضمن أجندة اجتماعات مجموعة العشرين،  على خلفية ارتفاع إنتاجها من النفط الصخري، بعد أن أبدت روسيا استعدادها لخفض الإنتاج بشكل كبير دون إعطاء الأرقام المحددة.

 

ورغم تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، أنه توسط لاتفاق بين الرياض وموسكو على تخفيضات بحجم غير مسبوق تصل إلى ما بين عشرة ملايين و15 مليون برميل يوميا، أو حوالي عشرة بالمائة إلى 15 % من الإمدادات العالمية، لكن شيئا لم يتم رسميا.

 

 

وقد أكد مسئوليين في أوبك، وفقا لـ"الشرق الأوسط، أن حجم أي تخفيضات لأوبك بلس، سيتوقف على الكميات التي سيكون منتجون آخرون، مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل، على استعداد لخفضها.


وفي المقابل صرح  وزير النفط الإيرانى بيجن زنغنه، إن بلاده لا توافق على عقد أى اجتماع لمجموعة (أوبك بلاس)، فى غياب اقتراح واضح ونتيجة متوقعة للمحادثات.

 

وذهب تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، إلى أنه قد يكون هناك مصالح سياسية تعرقل الاقتصاد، إذ جاء فيه إنه مع التسليم بأهمية هذه الاجتماعات لمحاولة تقريب وجهات النظر بشأن الانتاج من جانب منظمة (أوبك) والدول الأخرى خارج المنظمة، فإن إمكانية العودة إلى الأسعار السابقة حتى في حال خفض الإنتاج، إمكانية غير واقعية.

 

 

وأوضح التقرير أنه  بالنظر إلى تراجع الحاجة إلى النفط في ظل تداعيات وباء كورونا من ناحية ونظرًا للسوق المشبعة بالنفط في المخازن والمستودعات من ناحية ثانية، فإن إمكانية العودة للأسعار السابقة غير واقعية، إلا أن ذلك قد يزيد من الأسعار نسبيًا على المستوى الزمني المتوسط في حال تراجعت تداعيات وباء كورونا.


وتشير تقارير المراقبين أن مصالح السياسة باتت تعرقل الاقتصاد، لأن تحالف "أوبك بلس" المكون من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها من خارج المنظمة الذين تقودهم روسيا؛ تحكمهم أمور أخرى لا علاقة لها بالتحالف والمنظمة، وهي شأن سياسي خاص بين الدول؛ مثل إصرار روسيا على مشاركة الولايات المتحدة في أي اتفاق.


ووفقا لـ"الشرق الأوسط" فإن ثمة دول تحركها المصالح الاقتصادية وهي على وفاق كامل مع المنتجين، مثل دول النفط في الخليج، والدول المنتجة في غرب أفريقيا والبرازيل، وهناك دول لديها مواقف سياسية وتشكل السياسة أولوية في قراراتها، مثل روسيا وإيران وفنزويلا، وهي بطبيعة الحال ليست على وفاق مع الولايات المتحدة.

 


وهناك الدول المستهلكة والمنتجة في الوقت ذاته، مثل كندا والولايات المتحدة، ولديها مواقف سياسية ضد "أوبك"، لكنها لا تريد الدخول في مفاوضات مباشرة معها، وبخاصة الولايات المتحدة التي كان أعضاء مجلس الشيوخ فيها يسعون إلى تشريع قانون "نو أوبك" لفرض عقوبات على"أوبك"، واتهامها بالتلاعب بالأسواق الدولية، وفقا لـ"الشرق الأوسط".

 

وتشير التوقعات إلى أنه في ظل هذه التطورات الحالية، فإن منظمة "أوبك" قد تسير في اتجاه فقدان دورها وتأثيرها القيادي على تحديد مستوى الإنتاج والتحكم بمستوى الأسعار، مقابل بروز قوى أخرى من خارج "أوبك"، كعامل مقرر على مستوى الإنتاج والأسعار.


 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان