رئيس التحرير: عادل صبري 05:47 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد خفض أسعار الفائدة الأمريكية.. هكذا تتأثر مصر

بعد خفض أسعار الفائدة الأمريكية.. هكذا تتأثر مصر

أخبار مصر

هل يؤثر خفض سعر الفائدة الأمريكية على مصر؟

بعد خفض أسعار الفائدة الأمريكية.. هكذا تتأثر مصر

محمد عمر 04 مارس 2020 21:30

جاء القرار المفاجئ لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي،  بخفض أسعار الفائدة، ليلقي بالضوء على مصر، وهل ستستفيد القاهرة من القرار أم لا؟.. خصوصًا أن القرار الذي يعد الأول من نوعه منذ عام 2008، كانت له تداعيات ربما تحدث لأول مرة في الولايات المتحدة.

 

تراجعات كبيرة للعائد على سندات الخزانة الأمريكية، وهبوط للأسهم عقب قرار الفيدرالي المفاجئ بخفض أسعار الفائدة، فقد تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات دون مستوى 1% للمرة الأولى في تاريخه، كما استؤنفت عمليات البيع المكثف في أسواق الأسهم الأمريكية أمس، وهو ما جاء عقب إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن خفض طارئ لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، على الرغم من تأكيد الفيدرالي على أن القرار جاء في محاولة منه لوقف التراجعات في الأسواق.

 

ووفقا لما جاء في وكالة بلومبرج، انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 0.9043%، قبل أن يعاود الارتفاع ليقترب من مستوى 1%، كما دخل العائد على سندات الخزانة لأجل 30 عاما، والمرتبطة بالتضخم في المنطقة السلبية لأول مرة في تاريخه، كما تخلت الأسهم عن معظم مكاسبها التي حققتها أمس، إذ أغلقت المؤشرات الرئيسية الثلاثة بتراجع قدره حوالي 3%.

 

كل هذه التطورات جاءت عقب قرار الاحتياطي الفيدرالي أمس، وهو القرار الذي يعد التدخل الأكثر تأثيرا منذ الأزمة المالية عام 2008، إذ أعلن الفيدرالي عن خفض طارئ لأسعار الفائدة بنسبة 50 نقطة أساس تحسبا لما أسماه "المخاطر المتزايدة" لتفشي فيروس "كوفيد-19".

 

وفي محاولة منه لتهدئة المستثمرين، أكد الفيدرالي على أن الأساسيات الاقتصادية الأمريكية "ما زالت قوية" وتعهد باستخدام أدواته والعمل على دعم الاقتصاد.

 

وتعد هذه المرة الثالثة فقط خلال الـ 25 عاما الماضية التي يقوم فيها مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض طارئ لأسعار الفائدة، كما أن تخفيض أمس يعد الأكبر منذ أكتوبر 2008.

 

القرار جاء للتأكيد على قوة الاقتصاد الأمريكي، إلا أن المستثمرين تجاهلوا تلك الرسالة وفسروا القرار بأنه يدل على سوء الوضع الاقتصادي. وقال بيتر كارديلو، كبير المحللين الاقتصاديين للاسواق لدى مؤسسة سبارتان كابيتال سيكيوريتيز، ومقرها نيويورك: "رد فعل السوق جاء سلبيا لأن الاحتياطي الفيدرالي بعث بالرسالة الخطأ إلى السوق".

 

وتابع: "الاحتياطي الفيدرالي أصبح فجأة يشعر بالقلق تجاه الاقتصاد وهذا هو السبب في أننا نواجه هذا التذبذب".

 

ولا توجد مؤشرات حتى الآن على أن المستثمرين سيتبعون سياسة الشراء خلال تراجعات الأسواق في الوقت الحالي.

 

وقال الخبير الاقتصادي العالمي محمد العريان، في تغريدة له على موقع تويتر، إن تراجع التوقعات الخاصة بالاقتصاد وتوقعات نتائج الشركات، إلى جانب الدلائل المباشرة على خطورة عدم فعالية سياسات البنك المركزي، تعد تحديا لعقلية المستثمرين وتفضيله للشراء خلال فترات التراجع في الأسواق.

 

فماذا حدث للموقف الموحد من جانب مجموعة الدول الصناعية السبع؟ ليس هناك دليل في البيان الصادر أمس عقب اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع ومحافظي البنوك المركزية على الموافقة على اتخاذ موقف موحد في مواجهة الأزمة من جانب كبار اللاعبين في أسواق المال العالمية.

 

كانت الأسواق تأمل في أن تسفر المحادثات عن اتفاق على اتخاذ مجموعة من إجراءات التحفيز النقدي والمالي بهدف وقف الاضطرابات في الأسواق.

 

ولكن بدلا من ذلك، احتوى البيان على إشارات إلى "الإجراءات" و"الأدوات المناسبة" دون تقديم مقترحات محددة بشأن السياسات النقدية.

 

ماذا عن مصر؟: أزال الفيدرالي الأمريكي (بعض من) الضغط على مصر بشأن رفع الفائدة. تقع البنوك المركزية في الدول المتقدمة تحت الضغط لخفض الفائدة من أجل تحفيز اقتصاداتها في مواجهة موجات التباطؤ.

 

في مصر، تواجه ضغطا عكسيا: وهو الضغط من أجل تثبيت الفائدة أو حتى زيادتها للحفاظ على جاذبية استثمارات الأجانب في أدوات الدين الحكومية، في الوقت الذي يبحث فيه المستثمرون عن ملاذات استثمارية آمنة بدلا من الأسواق الناشئة. ومن هذا المنظور، فإن خفض الفائدة في الولايات المتحدة، من نواح عديدة، له نفس تأثير رفع الفائدة في مصر.

 

تلك أخبار جيدة للبنك المركزي المصري على صعيد تجارة الفائدة على الأقل … وأخبار عادية بالنسبة للبنوك في مصر، والتي دخلت عام 2020 مع توقعات بخفض الفائدة في مصر لتحفيز الشركات على الاقتراض من جديد لتمويل الإنفاق الرأسمالي. وأي خفض آخر للفائدة في البلدان المتقدمة (وخاصة الفيدرالي الأمريكي) سيكون خبرا سارا لصناع السياسات في مصر.

 

تأثير خفض الفائدة الأمريكية على البورصة المصرية: قرار الفيدرالي الأمريكي جاء عقب إغلاق جلسة البورصة المصرية أمس، لذا لم يظهر بعد أثر الموجة البيعية في الأسواق الأمريكية لدى القاهرة في حينه، لكن ينتظر الجميع نهاية الأسبوع غدًا لمعرفة آثار التأثير.

 

اضطراب لصناع السياسات في الولايات المتحدة: ألقى الفيدرالي بأهم أوراقه بينما تضررت مصداقيته على عدة أصعدة، فالبعض فسر القرار بأن الفيدرالي خضع لرغبة البيت الأبيض في المزيد من الخفض في أسعار الفائدة، فيما تساءل البعض الآخر حول ما إذا كان مسؤولو الفيدرالي يعرفون أشياء لا يعرفها الآخرون.

 

ويكشف القرار أيضا عن عجز صانعي السياسات النقدية عندما يتعلق الأمر بمواجهة تأثيرات التهديدات الصحية. وإلى جانب ذلك فإن الفيدرالي الأمريكي استخدم للتو واحدة من الأدوات القليلة المتبقية لديه لمواجهة الركود.

 

وبعد أن أصبحت أسعار الفائدة بين 1% و1.25% حاليا، فلم يعد لديه مجالا كبيرا للتدخل في حال سقط الاقتصاد في كساد كبير.

 

ويتوقع بنك الاستثمار جولدمان ساكس أن يقرر الفيدرالي خفض أسعار الفائدة مرتين أخريين بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما خلال اجتماعي مارس وأبريل، ليصل سعر الفائدة القياسي 0.5-0.75%، وفقا لموقع زيروهيدج.

النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان