رئيس التحرير: عادل صبري 02:16 مساءً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد زيادة جاذبية العملات الرقمية.. هل هيمنة الدولار في خطر؟

بعد زيادة جاذبية العملات الرقمية.. هل هيمنة الدولار في خطر؟

السيد عبد الرازق 30 سبتمبر 2019 10:50

قال محللون ماليون إن العملات الرقمية أصبحت أمرا واقعا فى العالم كله، ويجب على البنوك المركزية بحث سبل التعامل معها خلال السنوات المقبلة لأنها ستغير النظام المالي العالمي.

 

وأشارت تقارير صحفية إلى أن التغيير المتوقع للنظام المالي العالمي سوف يؤثر على هيمنة الدولار عالميا، وتقويض وضعه باعتباره العملة المعتمدة في احتياطي البنوك المركزية.

 

وقد يشهد النظام المالي العالمي تحولا جوهريا في الوقت الحالي، مع اكتساب العملات الرقمية لمزيد من القوة والجاذبية بين الحكومات والبنوك المركزية في جميع أنحاء العالم، وفقا لما جاء في تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.

 

وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن البنوك المركزية تصدر بالفعل أحد أشكال النقود الرقمية للبنوك التجارية، فإن فكرة رقمنة العملات الوطنية تغير قواعد اللعبة بشكل تام، إذ تدرس البنوك المركزية في دول مثل السويد وكندا وسويسرا وشرق الكاريبي، وفي مقدمتهم الصين إمكانية دمج العملات الرقمية في أنظمتها المالية.

 

ولا يزال من غير الواضح كيفية تطبيق المنظومة الجديدة، إلا أن الآثار المترتبة عليها قد تكون ضخمة لتشمل التجارة وأسعار الفائدة والخدمات المصرفية والخصوصية الفردية.

 

هذا الأمر يصعب من الوضع الحالي للدولار، إذ أن نمو العملات الرقمية الوطنية – والتي تعد أسرع وأرخص من النقود التقليدية - يهدد بتقويض وضع الدولار باعتباره العملة المعتمدة في احتياطي البنوك المركزية.

 

وتشير الصحيفة، إلى أن هذا الأمر قد يشعل نوعا جديدا من حرب العملات، لتقف العملات الرقمية في مواجهة الدولار.

 

وقالت أيضا إنه على الرغم من أن هيمنة الدولار على التجارة العالمية كانت لها ما يبررها عندما كانت الولايات المتحدة تسهم بما يزيد عن ربع التجارة العالمية، فإن الوضع الراهن قد اختلف مع تراجع حصة الولايات المتحدة من صادرات العالم إلى 8.8% فقط.

 

ونوهت الصحيفة، إلى أن محافظي البنوك المركزية بدأوا في إدراك هذا الواقع تدريجيا، إذ دعا محافظ بنك إنجلترا مارك كارني، خلال اجتماع لمحافظي البنوك المركزية في جاكسون هول الشهر الماضي، إلى التخلص من الاعتماد على الدولار والتعامل بدلا منه بعملة رقمية لتكون العملة الاحتياطية للعالم، ودعا كذلك إلى إنشاء منظومة مالية متعددة الأقطاب عن طريق عملة احتياطية افتراضية مدعومة بالبنوك المركزية العالمية.

 

وتقول صحيفة فايننشال تايمز، إن إعلان شركة فيسبوك عن عملتها المشفرة "ليبرا" كانت بمثابة الشرارة التي دفعت صناع السياسات إلى التفكير في إنشاء عملات رقمية مدعومة من الدولة.

 

وترفض الجهات التنظيمية بشدة فكرة أن تحل وسائل إجراء معاملات يصدرها القطاع الخاص محل العملات التي تسيطر عليها الدول، فيما تعمل دول مجموعة السبع في الوقت الحالي وبسرعة للرد على تلك العملات الخاصة.

 

وظلت البنوك المركزية تبحث في تلك المسألة لعدة سنوات، ولكن بشكل أكثر حذرا من غيرها.

 

وكان "ريكس بنك" السويدي أحد الرواد في هذا المجال، وهو الآن على وشك اختبار "الكرونا الإلكترونية" استجابة لتراجع استخدام النقد، كما أن هناك قلق متزايد في منطقة اليورو حول كيفية تأثير العملات الرقمية على القطاع المصرفي نظرا إلى اعتمادها على البنوك في تحويل الأموال بين المدخرين والمقترضين.

 

سمير رؤوف، خبير أسواق المال، قال إن العملات الرقمية الحالية بشكل عام نواة للتطور الذي سيحدث مستقبلا فى النظام المالي العالمى.

 

وأضاف رؤوف، أن التحويلات المالية عبر الانترنت بدأت تنتشر فى العالم بشكل أكبر خلال السنوات السابقة، وهى تطور طبيعي للأنظمة المالية الحديثة التى بدأت بالفيزا كارت منذ سنوات، وسوف تتطور أكثر فى السنوات المقبلة نتيجة اعتماد المواطنين على الانترنت فى معظم تعاملاتهم، مدللا على ذلك بما فعلته الحكومة المصرية وقررت أن تكون المدفوعات المالية الأكبر من 500 جنيها عبر الانترنت وليس كاش.

 

وتابع خبير أسواق المال، "عملية التحويلات الإلكترونية للعملات الرقمية تشبه تحويلات العملات التقليدية، فبدلا من تحويل 100 جنيه مثلا يتم تحويل 100 من عملة بتكوين وهذه العملة تكون مسلسة مثل العملات الورقية حتى يكون لها قيمة".

 

ولفت رؤوف، إلى أن الدولار سيكون مرجع للعملات الرقمية، وفى حالة قيام حروب اقتصادية ستكون العملات الرقمية بديلا للدولار، موضحا أن الدولار لن يفقد جزء كبير من هيمنته العالمية حتى لو انهارت العملات التقليدية، لأنه سيظل مرجع للعملات الرقمية، حيث إن الدولار هو العملة الوحيدة التى يتم التعامل بها فى سوق العملات الرقمية والتقييم يكون على أساسه.

 

وحول تعامل مصر مع العملات الرقمية، قال إيهاب سعيد، خبير أسواق المال، إننا كنا ننادى منذ عامين البنك المركزي بضرورة الاستعداد للتعامل مع العملات الرقمية ولكنه كان دائما يرفضها ولكنه سيضطر حاليا للتعامل معها بعد انتشارها على مستوى العالم.

 

وأضاف سعيد أن التعامل سيكون من خلال إدخال بعض التعديلات التشريعية للاعتراف بهذه العملات الرقمية ولكن بالطبع سيتم تحديد عملات معينة وليس كل العملات الرقمية وذلك بعد دراسات علمية تجريها الأجهزة المعنية بالأمر.

 

ولفت خبير أسواق المال، إلى أنه قد ينتج عن ذلك عملة رقمية عربية موحدة لو اتحدت الجهود العربية مع بعضها البعض، مشيرا إلى أن خطورة العملات الرقمية تتمثل فى أنها تنهى دور البنوك المركزية على مستوى العالم فى إصدار النقد ولذلك فهم يرفضوها بشدة.

 

أبرز العملات الرقمية:

1- البيتكوين (Bitcoin)

البيتكوين أحد أهم وأشهر العملات الرقمية على الإطلاق، وهو أول عملة رقمية غير مركزية في العالم، و قام باختراعها شخص مجهول الهوية يدعي ساتوشي ناكاموتو عام 2009.

2- الإيثريوم (Ethereum)

يعتبر الإيثريوم هو ثاني أشهر العملات الرقمية بعد البيتكوين، وظهرت هذه العملة عام 2015، اي إنها حديثة نسبيا، ولكن بالرغم من هذا تهافت عليها الكثير من الناس وذلك بسبب أن نظام أو شبكة الإيثريوم تسمح بعمل عقود ذكية. فكرة العقود الذكية ثورة تكنولوجية هائلة تسمح بنقل اي شئ له قيمة من شخص لشخص أخر، والتأكد من الإيفاء بشروط العقد، وكل هذا يتم تسجيله وتوثيقه بنظام سلسلة الكتل.

3- الريبل (Ripple)

تحتل عملة الريبل المركز الرابع من حيث القيمة السوقية، وتتميز بأنها رخيصة جدا مقارنة بأبرز العملات الرقمية الأخرى.

4- الليتكوين (Litecoin)

الليتكوين مشابه كثيرا للبيتكوين، إلا أنه يختلف عنه إختلاف جوهري في وقت معالجة الكتلة أي تسجيل المعاملة المالية حيث أن الليتكوين يستغرق فقط 2.5 دقيقة ، بينما في البيتكوين 10 دقائق.

5- كاردانو (Cardano)

رمز عملة الكاردانو الرقمية في منصات التداول هي ADA.

6- أيوتا (IOTA

تستخدم الأيوتا تكنولوجيا الرسم البياني الموجه الغير دوري ( Directed acyclic graph- DAG ) بدلا من تكنولوجيا سلسلة الكتل ( Blockchain ) التي يعتمد عليها أبرز العملات الرقمية.

7- نيم (NEM)

رمز عملة النيم هو XEM وهي تختلف عن باقي العملات الرقمية بأن لديها شفرة المصدر الخاصة بها.  

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان