تزخر مصر بعلمائها في شتى المجالات، ولا تزال تقدم للعالم اكتشافات جديدة تفيد البشرية، وتحقق تقدما علميا واقتصاديا وفيرا.
نحن هذه المرة أمام عالم مصري في الجيولوجيا، استطاع اكتشاف معدن غير معروف له خصائص كميائية وفيزيائية نادرة، إنه الدكتور حسن حلمي أستاذ الجيولوجيا بجامعة المنيا.
العالم المصري سجل هذا الاكتشاف دوليا، وأطلق عليه اسم «بحريات»، وهذا المعدن اكتشفه «حلمي» في الصحراء الغربية بالواحات البحرية وله اسم علمي هو برمنجنات البوتاسيوم، وحصل على جائزة "جورج فورستر" الألمانية المخصصة لكبار الباحثين عن مجمل أعماله.

اكتشاف نادر
ويوضح حلمي أن ما يميز هذا المعدن الذي تم اكتشافه عام 2020 هو تكوينه وطريقة وجوده وتركيبه الكيميائي وخصائصه الفيزيائية والطبيعية النادرة، والتي جعلته يتعاون مع عدة جهات لدراسته واستخدام التكنولوجيا الحديثة في ذلك.
وأشار إلى أن "المعدن غالي الثمن ويباع في الصيدليات بالجرام وتمنع الحكومة المصرية بيع أكثر من كيلوجرام منه لأنه يدخل في صناعات عديدة أهمها المتفجرات"، وفق سكاي نيوز.
ميزات اقتصادية
وأكد أن هناك حاجة لدراسة حجم مادة برمنغات البوتاسيوم "بحريات" في الصحراء الغربية المصرية باستخدام تقنيات حديثة، لأن "حجم الدخل المتوقع منها يتوقف على الكميات الموجودة منها في الطبيعة"، مشيرا إلى وجود أطنان من هذه المادة يمكن أن تدر دخلا وفيرا على الاقتصاد المصري.
وأشار حلمي إلى أنه سيبدأ في دراسة مستفيضة لكشف حجم احتياطات مصر من المعدن الذي سيشكل نقلة نوعية للتعدين في مصر، حيث يمكن استخدامه في الصناعات العسكرية والطبية، مما يزيد من قيمته الاقتصادية.

وقال إن مشكلة الرمال تعيق كثيرا من الدراسات في الصحراء الغربية وهو ما يحتاج وسائل وتجهيزات علمية حديثة، خاصة وأن المعادن لها ظروف معقدة في تكوينها.
ويضيف أن "اكتشاف هذا المعدن يشير إلى أن نسبة الأكسجين في الجو كانت عالية جدا منذ 93 مليون سنة وهو ما يغير المفهوم العلمي الذي يؤكد أن نسبة الأكسجين في الجو كانت قليلة وزادت مع الوقت".
وبين حلمي أن الموضوع يحتاج لدراسات تتطلب وصولا سهلًا وسلسًا للموقع ودراسة تفاصيله واستخدام التقنيات الحديثة في ذلك.

وأشار إلى أن اعتماد معدن جديد يتم عبر الجمعية الدولية للمعادن التي تضع شروطا صارمة لذلك، مثل خصائصه البصرية والطبيعية التي تجعله مختلفا عن غيره، وهو ما جعله يقارن هذا المعدن بغيره من المعادن ليتأكد أنه لا يشبه أيا منها.
وأوضح "ما يميز هذا المعدن هو اكتشافه بعقل وجهد مصري تام وأنه مكون من برمنغات البوتاسيوم وهي مادة لا يوجد لها أي نظير طبيعي".

إنجازات حسن حلمي
وأكد العالم المصري أنه قام بأبحاث عديدة في مجال الجيولوجيا وتعاون مع عشرات العلماء والجامعات وعمل أستاذا زائرا في اليابان لمدة عامين وتعاون هناك مع 5 جامعات في مجال البحوث.
كما أنه يسافر إلى ألمانيا سنويا لمناقشة آخر أبحاثه خاصة مع اهتمام الألمان بالكفاءات في مجال الجيولوجيا ما جعله يحصل على جائزة "جورج فوستر" في العلوم الأساسية الجيولوجية عام 2020 عن مجمل تاريخه العلمي، وهو ثاني مصري وعربي يحصل على هذه الجائزة في تاريخها، حيث فاز بها عام 2014 أحد أساتذة النباتات الطبيعية في جامعة القاهرة.

وحصل حسن حلمي أيضا على جائزة الدولة التشجيعية مصر عام 2000 والعديد من الجوائز الأخرى في مجاله.
وفيما يتعلق بحجم الثروة المعدنية في مصر وأفريقيا، يؤكد حلمي أن البلاتين والذهب من أهم الثروات الموجودة في القارة وكذلك الماس.
وتابع: "بينما تتميز مصر بالكثير من المناجم التي يمكنها زيادة الدخل القومي في حال الاهتمام بها، خاصة أن احتياطات الذهب في مصر كبيرة جدا".
ودعا حلمي المصريين والمستثمرين لاستغلال مناجم الذهب الموجودة في البلاد بدلا من إدخال الشركات الأجنبية التي تجعل العائد منها ليس على القدر المطلوب.