رئيس التحرير: عادل صبري 07:38 صباحاً | الأربعاء 14 مايو 2025 م | 16 ذو القعدة 1446 هـ | الـقـاهـره °

بدء العد التنازلي.. كيف تستعد لاستقبال شهر رمضان؟

بدء العد التنازلي.. كيف تستعد لاستقبال شهر رمضان؟

أخبار مصر

كيف تستقبل شهر رمضان

بدء العد التنازلي.. كيف تستعد لاستقبال شهر رمضان؟

أحلام حسنين 08 فبراير 2021 16:16

السبت المقبل هو أول أيام شهر رجب المبارك، حسبما كشف المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، ليأذن ببدء العد التنازلي لشهر رمضان الكريم الذي سيحل علينا في يوم 12 أو 13 أبريل المقبل.


وقد يظن البعض أنه بمجرد قدوم شهر رمضان سيحضر القلب ويحل الخشوع وتكثر الطاعات، إلا أن كثيرا من العلماء أشاروا إلى ضرورة الاستعداد للشهر الكريم حتى يقوى العبد على العبادة في هذا الشهر المبارك.

 

ومع العد التنازلي لقدوم شهر رمضان الكريم، قد يتساءل البعض كيف يستعد لشهر الخير والطاعات، حتى يكون فيه من الفائزين بما فيه من خير وبركات ورحمات وتحقيق للأمنيات، وفيما يلي نستعرض كيف كان حال النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والسلف الصالح في الاستعداد لشهر رمضان الكريم.

 

 

الدعاء

 

كان الصحابة رضوان الله عليهم، يستعدون لشهر رمضان مبكرا، فكما يقول معلي بن الفضل عن أحوال الصحابة "كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم".

 

وقال يحيى بن أبي كثير كان من دعاء الصحابة  "اللهم سلمني إلى رمضان، اللهم سلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلا"، وكانوا يستعدون له بالدعاء وكثرة الصيام وقراءة القرآن.

 

وقد روى الطبراني عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه كان إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان"، قاله الألباني وقد ضعفه البعض.

 

النية والتوبة

ومن حسن الاستعداد لشهر رمضان الكريم عقد العزم والنية الخالصة على صوم الشهر الكريم، وتعميره بالطاعات وزيادة الحسنات، والتوبة الصادقة عن فعل السيئات.

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :"إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة"، حديث متفق عليه.

 

والتوبة وهي واجبة في كل وقت، فما بال بقدوم شهر الطاعات، إذ إن المعصية تقيد صاحبها عن السير في ركاب الطائعين في هذا الشهر الكريم، فالمعاصي تثقل القلوب وتجعلها في ظلمة وقسوة وبعد عن الله.

 

لذا لابد من التوبة النصوح من كل الذنوب صغيرها وكبيرها، ودوام الاستغفار وكثرة الإلحاح والتضرع إلى الله، وها شهر المغفرة والعتق من النيران فرصة ذهبية للتقرب إلى الله.

 

التقليل من الطعام

 

رغم أن شهر رمضان هو شهر الصوم، إلا أنه ارتبط بكثرة الحلويات والمأكولات، حتى تجد أصنافا متعددة من الطعام على مائدة الإفطار، وما لكثرة الطعام من ثقل على المعدة والجسد تجعله في خمول يثقله عن صلاة التراويح.

 

وقبل قدوم رمضان يمكن تدريب المعدة والنفس على تقليل الطعام، للتعود على ذلك، حتى إذا ما جاء شهر رمضان يتلذذ بالصيام ويصبح في صحة وقوى تجعله قادرا على الاستمتاع بكثرة الصلاة والطاعات.

 

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم حين تجشأ رجل عنده :" كف عنا جشاءك، فإن أطولكم شبعًا في الدنيا أطولكم جوعًا يوم القيامة" رواه الترمذي، وقال محمد بن واسع:" من قل طعامه فهم وأفهم وصفا ورق، وإن كثرة الطعام تمنع صاحبها عن كثير مما يريد" .

تعلم أحكام فقه الصيام

 

قد يكون الفرد في حاجة لتعلم أحكام الصوم وآدابه، حتى يكون على الوجه الذي يحبه الله ويرضيه، فيتقبله منه وينال الثواب والأجر، فقد يقع البعض في أخطاء قد تفسد صومه، كما يعلم أنه له العذر الشرعي للفطر في بعض الحالات.

 

إبراء الذمة من الصيام الواجب

 

وقبل قدوم شهر رمضان لابد أن يقضي الفرد ما عليه من صيام الواجب، فقد كان الصحابة والسلف الصالح يبرئون ذمتهم من الصيام الذي عليهم بسبب عذر من سفر أو مرض أو حيض أو نفاس، وغير ذلك من الأعذار الشرعية.

 

وعن أبي سَلَمَةَ قَالَ : سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ : كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلا فِي شَعْبَانَ ، رواه البخاري ومسلم.

 

وقال الحافظ ابن حجر– رحمه الله :"ويؤخذ من حرصها على ذلك في شعبان أنه لا يجوز تأخير القضاء حتى يدخل رمضان آخر".

 

 

صيام شعبان

 

ومع اقتراب حلول شهر رجب، فإنه من المستحب الصيام فيه، فهو أحد الأشهر الحرم التي قال الله تعالى فيها :"إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ".

وقد ذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية، وبعض الحنابلة إلى استحباب الصيام في شهر رجب، كما يستحب صيام باقي الأشهر الحرم، واستدلوا على ذلك ببعض الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

 

ووفقا لما ذكره مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن فضل الصيام في شهر رجب، فإنه قد ورد عن عثمان بن حكيم الأنصاري قال: سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب - ونحن يومئذ في رجب - فقال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم).

 

واستدلل العلماء على فضل الصيام في شهر رجب، بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، حين سئل عن سبب صومه شهر شعبان: (ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ) رواه النسائي (2357). العبادة الصيام.

 



ومما يعين على صيام شهر رمضان، الصوم في شهر شعبان، فقد كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والسلف الصالح يكثرون من الصيام في شهر رمضان.

 

فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لا يَصُومُ ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلا رَمَضَانَ ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ .

 

وعَنْ أُسَامَة بْن زَيْدٍ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ : "ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ "، رواه النسائي.

 

القرآن الكريم

 

ومما كان يستعد به الصحابة والسلف الصالح لشهر رمضان، كثرة قراءة القرآن الكريم، فيقول أنس بن مالك: "كان المسلمون إذا دخل شعبان انكبُّوا على المصاحف فقرءوها، وأخرجوا زكاة أموالهم تقويةً للضعيف والمسكين على صيام رمضان".

 

وقد قال سلمة بن كهيل : كان يقال شهر شعبان شهر القراء، وقال أبو بكر البلخي "شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع".

 

وأضاف البلخي :" مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس في رجب ، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان