في الخلفية يعلو صوت "الست أم كلثوم" بينما يفترش شابٌ مغربي الأرض في غرفة جلوس منزلهم وأمامه "طبلية" لا يتناول عليها الطعام ولكن اعتاد أن يحولها للوحات بديعة بـ "سميد" الحلوى والخبز.. الذي بات بديلًا للأقلام والألوان..
لوحات ذاك الشاب الصغير على "الطبلية" خطفت أنظار كل من رآها لدقة تفاصيلها، وبراعته اللافتة للإنتباه في الرسم بالسميد، (مصر العربية) تواصلت مع هذا الفنان ويدعى عتمان مقداد.
"عتمان" هو طالب بكلية آداب والعلوم الإنسانية، يبلغ من العمر 19 عامًا، يقطن بالمغرب ناحية مدينة السطات.. يهوي الشاب الصغير الرسم بالدرجة التي تجعله يشعر أنه يجري في دمه حيث يقول: "لا يمكنني العيش دون أن أرسم".
رغم أن مجال دراسته بعيدًا كل البُعد عن هوايته التي عشقها، إلا إنه وصل لمستواه الإحترافي الآن بمجهود ذاتي منه، من خلال محاولات عدة كي يصل للنتيجة المرجوة، فبعضها أصاب والبعض الآخر خاب ولكن في نهاية المطاف، بات متمرسًا كأنه فنانًا قديم.
فخلال ساعات النهار يخلو "عتمان" بنفسه مع "طبلية" منزلهم يجلب السميد ويبدأ في تشكيل لوحات منه لمشاهير على كل شكل ولون، فيستمر لنحو ساعتين منكبًا على لوحته ذات الطابع الخاص إلى أن ينتهي.
خلال تلك الساعات التي يختلي فيها عتمان بنفسه يستمع للطرب القديم حيث يقول : "بسمع وأنا برسم أسمهان، أم كثوم، نعيمة سميح..".
يحضر "عتمان" ملاحة الطعام ويضع فيها "السميد" ، ثم يجلب الصورة المراد رسمها أمامه على الهاتف، ويبدأ في محاكتها بالرسم على "الطبلية" باستخدام الملعقة أو اي شئ مربع، -على حد وصفه-.
لا تقتصر موهبته على الرسم بالسميد على الطلبية، ولكنه كآي فنان آخر آيضًا يقوده شغفه للرسم بالقلم الرصاص والألوان بالإضافة إلى مواد أخرى، يقول "عتمان": الفترة المقبلة اعد الكثير من الأشياء.
صفحة "ابن المغرب" على موقع التوصل الاجتماعي تحولت لمعرض كبير، أما زوراه فهم من رواد الفيس بوك والسوشيال ميديا، ممن امطروه بعبارات الثناء، واختتم "عتمان" حديثه قائلًا: "انتظروا أعمال جديدة مختلفة الفترة القادمة".