رئيس التحرير: عادل صبري 07:17 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

الكونغو تقود وساطة سد النهضة.. هل تملك الحل؟

الكونغو تقود وساطة سد النهضة.. هل تملك الحل؟

أخبار مصر

سد النهضة الاثيوبي.. صورة ارشيفية

الكونغو تقود وساطة سد النهضة.. هل تملك الحل؟

أحلام حسنين 03 فبراير 2021 22:32

فشلت جنوب إفريقيا خلال عام كامل من الوساطة في المفاوضات حول سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا في تحقيق أي تقدم، وبانتقال رئاسة الاتحاد الأفريقي إلى الكونغو الديمقراطية، تنتقل مهمة الوساطة إليها، فهل تملك مفتاح الحل أم ستخوض مزيدا من الجولات التي تنتهي بالفشل كسابقاتها؟.

 

وتتولى جمهورية الكونغو الديمقراطية رئاسة الاتحاد الأفريقي السبت القادم 6 فبراير 2021، ورغم تحديد موعد من قبل الأطراف الثلاث، مصر والسودان وأثيوبيا، لعودة المفاوضات، إلا أن هناك آمالا معلقة بأن تكون "الكونغو" مفتاحا لحل أزمة سد النهضة التي دخلت عامها العاشر دون اتفاق يحفظ حقوق مصر والسودان.

 

الكونغو على خط الأزمة 

 

ومع اقتراب موعد تولي رئاسة الكونغو لرئاسة الاتحاد الأفريقي، توجه وفد سوداني مكون من وزير الخارجية "عمر قمر الدين" ووزير الري والموارد المائية "ياسر عباس" إلى الكونغو الأسبوع الماضى، لشرح موقف السودان من سد النهضة.

 

وأطلع الوفد السوداني الرئيس الكونغولي "فيليكس تشيسكيدي، على آخر تطورات سد النهضة والأحداث الأخيرة على الحدود الاثيوبية.

 

وكانت رئيسة اثيوبيا "سهلى ورك زوودى قد سبقت الوفد السوداني بزيارة الكونغو لنفس الغرض، يوم 26 يناير 2021.

 

وبالتزامن مع تولي الكونغو رئاسة الاتحاد الأفريقي زار الرئيس فليكس تشيسكيدي، رئيس الكونغو الديمقراطية، مصر للمرة الأولى، والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي وتناولا خلال اللقاء آخر تطورات سد النهضة، وتم التوافق على تعزيز التنسيق والتشاور الحثيث المشترك لمتابعة التطورات في هذا الصدد. 

 

 

هل تحل الكونغو أزمة المفاوضات؟ 

 

تولي الكونغو رئاسة الاتحاد الأفريقي يفتح الباب مجددا أمام عودة المفاوضات بين الدول الثلاث، وسط توقعات من خبراء المياه بأن تملك الكونغو مفتاح حل هذه الأزمة، فيما يرى آخرون ضرورة اللجوء إلى مجلس الأمن وعدم الاكتفاء بتدخل الاتحاد الأفريقي بعدما أثبت عدم قدرته على حل الأزمة طوال العام الماضي.


يقول الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، إن مصر تربطها علاقة قوية وطيبة بدولة الكونغو الديمقراطية، ولكنها لا تمتلك الثقل الإقليمي داخل القارة الأفريقي لتحدث تغيرا في رؤية إثيوبيا لملف سد النهضة.

 

 

وأضاف شراقي ، في تصريحات صحفية، أن إثيوبيا تصر على تعنتها الذي قاد إلى مفاوضات تمت عامها العاشر دون جدوى، معتبرا أن الاستمرار في المفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي أمر غير مجدي أمام مصر التي تسعى للحفاظ على حقوقها التاريخية في مياه النيل.

 

ورأى الخبير المائي أن الاتحاد الأفريقي خلال رعايته للمفاوضات أثبت ضعف تأثيره في قضايا القارة الأفريقية، وأن المفاوضات لم تكن إلا لتعطيل المسار المصري في مجلس الأمن، مشددا على ضرورة العودة إلى مجلس الأمن في أسرع وقت لتدخل المجتمع الدولي بإجراءات عاجلة لحفظ السلم والأمن الدوليين في حوض النيل. 

 

 

وقال شراقي، عبر صفحته على موقع فيس بوك، إن استمرار مسار الكونغو أو نجاحه متوقف على تصرف إثيوبيا في الأيام القادمة، فهي حتى الآن لم تجر أى إنشاءات على الممر الأوسط، وبالتالى عدم إمكانية تكملة التخزين، وهذا الوضع يساعد على عودة المفاوضات.

 

وتابع :"أما اذا بدأت فى تكملة الانشاءات قبل الوصول الى اتفاق فإنّ ذلك يعد تخزيناً منفرداً كما حدث فى يوليو الماضى بتخزين 5 مليار متر مكعب دون اتفاق مما يهدد تكملة المفاوضات، ويدفع مصر والسودان إلى مجلس الآمن لإصدار على الأقل توصية لإثيوبيا بوقف أي إنشاءات من شأنها تخزين مياه بدون اتفاق، والعودة إلى استمرار التفاوض ولكن تحت رعاية مجلس الأمن.

 

فيما رأى العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الكونغو  لديها تحفظات على أي تهديد للأمن المائي لدول الحوض، معربا عن توقعه باختلاف أداء الاتحاد الأفريقي بشأن قضية سد النهضة تحت رئاسة الكونغو بما يدعم موقف مصر والسودان. 

 

وأشار عكاشة، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى، ببرنامج صالة التحرير المذاع على فضائية صدى البلد، إلى أن الكونغو تعدّ بمثابة أهم شريك لمصر في وسط القارة الأفريقية، وهناك مساحات توافق كبير في الرؤى بين الدولتين، خاصة بالملفات المتعلقة بحوض النيل.

 

في السياق نفسه توقعت الدكتورة هبة البشبيشي، المتخصصة في الشؤون الإفريقية، أن تدعو الكونغو إلى طرح قضية سد النهضة للتصويت داخل الاتحاد الإفريقي، واحتمالية عودة المفاوضات بين الدول الثلاث.

 

وأعربت البشبيشي، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج على مسؤوليتي على قناة صدى البلد، عن تخوفها من إمكانية حدوث استقطاب داخل الاتحاد الأفريقي من خلال التكتلات المتواجدة داخله، مشيرة إلى أن تصرفات إثيوبيا تتسم بالرعونة والعجرفة.

 

 

مصر تتمسك بحقوقها المائية 

 

ومع الحديث عن احتمالية عودة المفاوضات مرة أخرى بعد تولي الكونغو رئاسة الاتحاد الأفريقي، جدد الرئيس عبد الفتاح السيسي تمكسه بحقوق مصر التاريخية في مياه النيل، وضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يحفظ هذه الحقوق.

 

وأعرب الرئيس السيسي، خلال اتصالا هاتفيًا من الرئيس سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، عن تطلعه لأن يشهد هذا الملف الحيوي التقدم المنشود خلال الفترة القادمة، بالتعاون مع الرئاسة الجديدة المرتقبة للكونغو الديمقراطية للاتحاد الأفريقي، على نحو يساعد على الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم يحفظ الحقوق المائية لمصر في مياه نهر النيل.

 

كما تناول الرئيس السيسي مع نظيره فليكس تشيسيكيدي الحديث عن آخر المستجدات الخاصة بقضية سد النهضة ومسار المفاوضات الجارية بهدف التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد، وقد جرى التوافق على تعزيز التنسيق والتشاور الحثيث المشترك لمتابعة التطورات في هذا الصدد.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان