أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى اليوم اتصالًا هاتفيًا مع نظيره التونسي قيس سعيد، للاطمئنان على سلامته، بعد واقعة البريد المرسل للرئاسة التونسية الأسبوع الماضى متمنيًا له دوام الصحة والعافية.
فى المقابل أعرب الرئيس التونسي قيس سعيد عن خالص التقدير لتمنيات الرئيس الصادقة، مشيرًا إلى ما يعكسه ذلك من عمق وخصوصية العلاقات المصرية التونسية وما يجمع بين الشعبين من روابط ممتدة.
ووفقا لبيان صادر عن السفير بسام راضى المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية، فقد تم التوافق خلال الاتصال على مواصلة التشاور والتنسيق المكثف إزاء مختلف القضايا العربية والإقليمية خلال الفترة المقبلة.
البريد المرسل للرئاسة التونسية، هي واقعة اغتيال فاشلة كانت تستهدف الرئيس قيس سعيد، وبحسب بيان صادر عن الرئاسة التونسية، فقد تعرضت مديرة ديوان رئيس الجمهورية لتدهور فى حالتها الصحية والشعور بحالة من الإغماء وفقدان شبه كلى لحاسة البصر عقب فتح البريد الخاص الموجه إلى الرئيس التونسى يوم الأربعاء الماضى، ما أدى لنقلها إلى المستشفى العسكرى فى تونس.
وسحب بيان الرئاسة التونسية ، وصل البريد المرسل لرئيس الجمهورية قصر الرئاسة فى تمام الخامسة مساء الأربعاء، وكان أحد الموظفين بكتابة رئاسة ديوان الجمهورية التونسية موجودا عند وقوع الحادثة وشعر بنفس الأعراض التى تعرضت لها مديرة الديوان ولكن بدرجة أقل.
وأوضحت الرئاسة التونسية، أنه تم وضع الظرف فى آلة تمزيق الأوراق قبل أن يتقرر توجيهه إلى وزارة الداخلية، مؤكدة أنه لم يتسن تحديد طبيعة المادة التى كانت داخل الظرف.
لم تعلن الرئاسة التونسية عن واقعة البريد، إلا بعد تداول الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي، لذا قررت الكشف عن الواقعة تجنبا لإثارة الرأى العام وللإرباك، مؤكدة فى الوقت ذاته أن قيس سعيد بصحة جيدة ولم يصبه أي مكروه.
فى السياق ذاته، كشف مجسن الدالي، المتحدص الرسمي باسم النيابة العمومية في تونس أن نتائج الاختبارات الفنية للظرف المشبوه الذي وصل إلى قصر الرئاسة والتي أجرتها مصالح المخابر الجنائية في وزارة الداخلية "أثبتت خلوه من أي مواد سامة أو مخدرة أو متفجرة أو خطرة"، وفقا لتصريح أدلى به للجزيرة نت.
وأكد أن الاختبار الذي أجري للظرف تم دون علم النيابة العمومية وقبل تسلمها الملف، بل بناء على طلب توجهت به رئاسة الجمهورية إلى المصالح المختصة في وزارة الداخلية.
وكانت الرئاسة التونسية فنّدت قبل أشهر خبرا نشرته إحدى الصحف المحلية ويتعلق بوجود مخطط لاغتيال الرئيس قيس سعيد، عبر أحد العاملين في مخبز يزود القصر بالخبز، مشيرة إلى أنها ستقاضي مروجي هذا الخبر.
وبدورها أعلنت الرئاسة الجزائرية أن الرئيس عبد المجيد تبون “أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد للاطمئنان على وضعه، بعد نبأ محاولة تسميمه". وقد حمد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الله على سلامة شقيقه الرئيس قيس سعيد، بعد أن طمأنه على صحته”.
فيما عبر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج، مساء الخميس الماضى عن تضامنه مع تونس وشعبها إثر محاولة “التسميم” التي تعرض لها رئيس الجمهورية قيس سعيد.
جاء ذلك وفق بيان صادر عن رئاسة الجمهورية التونسية، عقب اتصال هاتفي تلقاه سعيد من السراج مساء الخميس.
وجدد سعيد تأكيده حرص تونس على المساهمة في التوصل إلى حل سريع للأزمة في ليبيا، مذكرا بما يجمع البلدين من روابط مشتركة.
كما أكد “أهمية بلوغ درجة التكامل المنشود بين البلدين على جميع الأصعدة وعلى ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها خدمة لمصلحة الشعبين الشقيقين وتلبيةً لتطلعاتهما نحو مستقبل مشترك أفضل”.
وداخليا سارعت قيادات سياسية وأحزاب إلى إدانة الحادثة، ووصفتها حركة مشروع تونس بالجريمة التي ترتقي للعمل الإرهابي، كما طالبت بتحقيق شفاف يعرض للرأي العام يكشف الغموض ويحدد المسؤوليات، وفق بيان رسمي.
ونشر رئيس البرلمان وحركة النهضة راشد الغنوشي تدوينة عبر حسابه على فيسبوك: تمنى فيها الشفاء ودوام الصحة لمديرة ديوان رئيس الجمهورية نادية عكاشة.
وقال إن "مواقف الرئيس المساندة للقضية الفلسطينية ومجاهرته بعدائه للكيان الصهيوني جعلته في مرمى أهدافهم"، كما لفت إلى أن التجاذبات السياسية بين الرئاسات الثلاث باتت تمثل أرضية خصبة للقيام بأفعال إجرامية كهذه.
ودعا الغنوشي جميع الأطياف السياسية إلى الترفع عن الخصومات، والتعامل مع محاولة تسميم رئيس الجمهورية بشكل جاد باعتبارها محاولة لاستهداف الأمن القومي في البلاد.