رئيس التحرير: عادل صبري 06:45 مساءً | الأربعاء 14 مايو 2025 م | 16 ذو القعدة 1446 هـ | الـقـاهـره °

«علي حرحش» .. قصة بطولة مصرية في شوارع ميلانو

«علي حرحش» .. قصة بطولة مصرية في شوارع ميلانو

آيات قطامش 28 يناير 2021 00:12

بينما كان يقف عند أحد تقاطعات شوارع مدينة ميلانو الإيطالية يتبادل أطراف الحديث مع رفيقه الإيطالي، إذا بصوت انفجار ضخم يصُم الآذان وألسنة من اللهب تتصاعد لأعلى وتحيط بهما من كل مكان، ومارة يتخبطون لا يدرون في اي اتجاه يسيرون، فالصدمة انتابت الجميع للحظات.. وسط نوافذ تتطاير وأبواب حديدية لم يعد لها أثرٌ حَيثُ كانت.

 

إلا إنه في ظل هذا المشهد الذي يفر منه الجميع نجاة بأرواحهم، تجلت قصة بطولة لمواطن مصري احتفت به وسائل الإعلام الأجنبية، بعدما قرر دون تردد أن يدخل في قلب ألسنة النيران لإنقاذ رجلٌ ايطالي من موت مُحقق..فما القصة؟ 

 

 

ذاك البطل المصري يُدعى علي سيد صديق ومعروف بـ "علي حرحش" روى في تصريحات تليفزيونية تفاصيل الحكاية التي وصل صداها لكبار المسئولين، بعدما أكد أن شهامة المصريين ليست مرتبطة بمكان أو زمان.

 

 

 كل شيء كان يسير كعادته في شوارع ميلانو بإيطاليا، فالهدوء يكسو المكان، نظرًا لأنّه يوم عطلة، إلا أنّه مع دقات السابعة صباحًا، انقلبت الأجواء بانفجار ضخم هزّ الأرجاء وخطف معه قلوب من تصادف وجودهم في المكان.

 

 

كان من بين المتواجدين بمحيط المكان مواطن مصري يدعى "علي حرحش"، فبعدما تمالك نفسه من هول الموقف، التفت حوله فوجد ألسنة النيران التهمت عدة طوابق لبناية ضخمة يقطنها عشرات السكان في غضون لحظات، ولكن بينما كان يمر بعينيه يمسح البنايات المجاورة ليرى أثر هذا الانفجارعليها، نما إلى سمعه صوت رجلٌ يتأوه من شدة الألم ويصرخ بشدة. 

 

 

الصوت كان قادمًا  من قلب النيران التي كانت تتزايد مع الوقت، لم يفكر "علي" وهرول مسرعًا لاحضار مجموعة من "الكوفرتات" وغمرها في المياه، ثم قام بلف واحدة منهما حول جسده وحمل الأخرى واتجه مباشرة إلى قلب ألسنة النيران لإنقاذ الرجل.

 

لم يكن الدخول يسيرًا على الإطلاق فالحوائط باتت محطمة ولا أبواب أو نوافذ، ولكنه في نهاية المطاف وجد نفسه بالداخل على اية حال، وكانت النيران قد سلكت طريقها إلى جسد الايطالي من رأسه حتى قدمه، وبدون اي تفكير قام "المصري الشهم " بلف "البطانية الثانية المبتلة" عليه واخمد اللهب المشتعل في جسد الايطالي بها، ولكن ظلت أجزاء قليلة من ثياب الإيطالي مُشتعله فقرر "علي" أن ينزعها عنه ثم سحبه إلى الخارج لانقاذ ما يمكن إنقاذه..

 


 

يقول علي: "الرجل كان بيتشوي جوه، ومكنش عندي خيار تاني غير إني انقذه، النار كانت قايده فيه من راسه لحد رجليه، الموقف كان صعب، النار مولعة في كل مكان .. لدرجة اضطريت ادخله من فتحة في الحيط". 

 

بعد خروجهما من قلب الحريق بالبناية المشتغلة، أخذت  قوى "على" تنهار تدريجيًا، فالشاب الايطالي الذي سحبه يبلغ طوله نحو 185 سم ما جعله يطلب المساعدة من المارة حوله. 

 

 

وبينما وقف "الشهم المصري" يلتقط انفاسه؛ فوجئ بسيدة تخبره أن زوجة وأطفال الرجل الايطالي الذي قام بإنقاذه ما زالوا بالداخل، فانتفض من مكانه واتجه نحو البناية التي فوجئ بأن الحريق بها بات أكثر شدة..

 

سحب "علي" خرطوم مياه كان موضوع خصيطًا للحالات الطارئة واستخدمه ليفتح لنفسه طريقًا يمكنه من الدخول، وحينما تقدم وبات في قلب النيران لم يجد احدًا هناك، ولكن بدأت تتصاعد استغاثات من الخارج تطالب الجميع بضرورة إخلاء قاطني العقار المنكوب للمكان. 

 

 

يقول "علي": حينما كنت في طريق للخروج وقع بصري على ذراع  الغاز حيث مصدر الانفجار فأغلقته وبدأت اساعد قاطني العقار للخروج بأمان، ثم جاءت المطافي والاسعاف وبدأوا في عملهم كما ينبغي أن يكون..أما الرجل الايطالي الذي انقذته فالتقيته في اليوم التالي، وتحولت بين عشية وضحاها لبطل مصري في ميلانو رغم أني لم أفعل إلا ما يجب أن يكون.. 

 

 

السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، هنأت المواطن المصري "علي سيد صديق" لتكريمه من المجلس المحلي وعمدة ميلانو، وأشادت بشجاعته، موضحة أنها ساهمت في إنقاذ عدد من الأرواح من موت محقق.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان